رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الخيبة لنهائي الأبطال.. كيف تغير مانشستر سيتي مع جوارديولا منذ الموسم الماضي ؟

مانشستر سيتي
مانشستر سيتي

تأهل مانشستر سيتي الإنجليزي، لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بفوزه على باريس سان جيرمان الفرنسي في دور نصف النهائي، بمجموع مباراتي الذهاب والعودة 4-1.

مانشستر سيتي نجح في الفوز يوم الثلاثاء الماضي على باريس سان جيرمان بهدفين دون مقابل في مباراة الإياب، ليضمن التواجد في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا، ضاربًا موعدًا مع تشيلسي الإنجليزي.

مانشستر سيتي كان قد ظفر بكأس الرابطة الإنجليزية على حساب توتنهام هوتسبير، أصبح قريبًا للغاية من تحقيق لقب الدوري الإنجليزي، ولكن هل كان أحد يتوقع ذلك في بداية الموسم؟ لم يتوقع أي أحد ذلك، فالفريق لم يكن في أفضل حالاته الموسم الماضي، وازداد الوضع سوءًا مطلع هذا الموسم.

كما ذكرنا، الموسم الماضي لم يكن مانشستر سيتي في أفضل حالاته، أنهى الدوري الإنجليزي في المركز الثاني بفارق كبير من النقاط عن ليفربول البطل، ودع بطولة دوري أبطال أوروبا من دور ربع النهائي على يد أولمبيك ليون الفرنسي في مفاجأة غير متوقعة، لم يحقق سوى بطولة كأس الرابطة الإنجليزية.

في الميركاتو الصيفي الماضي، رحل ليروي ساني لبايرن ميونخ الألماني، رحل نيكولاس أوتاميندي وديفيد سيلفا، وتعاقد السيتيزينز مع فيران توريس، ناثان آكي وروبين دياز.

صفقات لم تكن مرعبة بالنسبة لمانشستر سيتي، باستثنناء دياز الذي كان مطمعًا لعديد من الفرق لتدعيم خط الدفاع.. بدأ السيتي الموسم وفاز على ولفرهامبتون في الجولة الثانية بعد تأجيل مباراة له أمام أستون فيلا، وبعد ذلك، دخل الفريق في دوامة من النتائج المتذبذبة، بدأها بخسارة تاريخية على ملعبه أمام ليستر سيتي بخمسة أهداف مقابل هدفين.

بعد مرور 13 جولة من الدوري الإنجليزي، كان مانشستر سيتي يحتل المركز التاسع برصيد 20 نقطة، خلف ليفربول المتصدر آنذاك بفارق 8 نقاط، فكيف وصل مانشستر سيتي من تلك النقطة لتصدر المسابقة برصيد 80 نقطة، والفوز ببطولة كأس الرابطة، والتأهل لنهائي دوري الأبطال؟

- تعرض السيتي لعدد من الإصابات بداية الموسم، أبرزها كيفن دي بروين، ولكن رُب ضارة نافعة، فالألماني إلكاي جوندوجان شغل مكان دي اللاعب البلجيكي الرائع، وظهر بأفضل مستوياته، بل إنه كان أحد أسباب وصول السيتي لتلك المرحلة في الموسم.

جوندوجان هو هداف مانشستر سيتي هذا الموسم، سجل 12 هدفًا في الدوري الإنجليزي، 16 هدفا في مختلف المسابقات، لعب دورًا رائعًا فيما يخص صناعة اللعب، تميز بدقة التسديد، إضافة لزيادته الهجومية عندما تحرر من مهامه السابقة في خط الوسط، حتى إن السيتي عند عودة دي بروين لم يصل لروعة الأداء عندما كان جوندوجان يلعب مكانه.

- خط الدفاع القوي، فكما ذكرنا تعاقد السيتي مع آكي وروبين دياز، إضافة إلى وجود إيمريك لابورت وروبين دياز وإيريك جارسيا.

اعتمد جوارديولا على روبين دياز بشكل أساسي وجواره ستونز.. ذلك الأخير الذي تطور أخيرًا هذا الموسم، فأصبح دفاع مان سيتي منيعًا، إضافة إلى وجود بدلاء أقوياء على رأسهم لابورت.

قوة دفاع مانشستر سيتي لم تمنع اللاعبين المذكورين سلفًا من تقديم أداء قوي هجوميًا، فقلوب الدفاع للفريق السماوي ظهروا بشكل رائع في الكرات الثابتة وتقديم المساندة الهجومية، فنجوا في تسجيل 8 أهداف هذا الموسم في مختلف المسابقات، فسجل ستونز وحده 5 أهداف، وجميعها كانت أهداف مؤثرة، وساعدت كتيبة جوارديولا على المضي قدمًا حتى تلك المرحلة من الموسم.

- طفح الكيل بالنسبة لجوارديولا، بخصوص رحيم ستيرلنج، فذلك اللاعب رغم جودته الكبيرة، إلا أنه يهدر الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى، وهو ما تسبب في خسائر كبيرة للسيتي الموسم الماضي، ففضل بيب جوارديولا عدم الاعتماد عليه في المباريات الهامة، كذلك جابريال خيسوس.

عوضًا عنهما، ثبت جوارديولا محرز في تشكيلته الأساسية، كما لعب برناندو سيلفا وفيل فودين أساسيين.. هم لاعبون لا يمتازون بقدرة كبيرة على هز الشباك بكثرة، لكنهم يمتازون بالمهارة وبالتحكم الرائع بالكرة.

رياض محرز الذي كان حاسمًا هذا الموسم، فسجل 3 أهداف من أصل 4 للسيتي في شباك باريس سان جيرمان، قادت فريقه لنهائي دوري أبطال أوروبا، وإجمالًا سجل 14 هدفًا هذا الموسم، بالتساوي مع جوهرة مانشستر سيتي، فيل فودين، فساهم اللاعبان بشكل كبير فيما وصل إليه فريقهما.

- قائمة كبيرة من اللاعبين ساعدت بيب جوارديولا على المداورة طوال الموسم، كما أن قلة الإصابات هذا العام للسيتي أتاحت الفرصة لجوارديولا أن يداور بين اللاعبين بأريحية، فلا يصاب أي لاعبيه من الإرهاق.. الكل كان في حالته البدنية والذهنية الجيدة قبل جميع المباريات، فيكفي أن نقول إن جوارديولا استخدم 30 لاعبًا هذا الموسم في مختلف المسابقات.