رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنتر مع "كونتى" على خطى ليفربول مع "كلوب"

كونتي و كلوب
كونتي و كلوب

هناك تشابه كبير ما بين إنتر ميلان الإيطالي مع المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي في الموسم الحالي، وليفربول الإنجليزي مع مديره الفني الألماني يورجن كلوب في الموسم الماضي، فكلا المدربين ضحى بكل شىء من أجل هدف واحد، وهو التتويج بلقب الكالتشيو، والبريميرليج، فإنتر خرج من كأس إيطاليا في دور قبل النهائي على يد يوفنتوس، وفي دوري أبطال أوروبا لم يفشل فقط في تجاوز دور المجموعات لكنه تذيل المجموعة الثانية خلف ريال مدريد الإسباني، وبوروسيا مونشجلادباخ الألماني، وشاختار دونيتسك الأوكراني إذ لم يجمع منها سوى 6 نقاط من انتصار يتيم، و3 تعادلات، وهزيمتين.

على الجانب الآخر ليفربول أطاح به أستون فيلا في دور الـ8 في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، وفي كـأس الاتحاد الإنجليزي أقصاه تشيلسي في الدور الخامس كما أنه خسر درع الاتحاد الإنجليزي، وفقد لقبه في التشامبيونزليج الذي حققه في 2019 على يد أتلتيكو مدريد الإسباني في دور الـ16.

لكن يزيد ليفربول على إنتر إنه حصل فقط في الموسم الماضي على كأس العالم للأندية.

إذا كان كلوب قد احتاج إلى 5 مواسم ليقود ليفربول للفوز بالبريميرليج بعد غياب 30 عاما، فإن كونتي لم يحتج سوى إلى موسمين ليعيد لقب الكالتشيو إلى إنتر الغائب عنه منذ 10 مواسم.

التشابه الآخر أن كل فريق قبل إحراز اللقب حل وصيفا في الدوري في الموسم الذي يسبقه مباشرة، فإنتر في الموسم السابق احتل المركز الثاني، وبفارق نقطة يتيمة عن البطل يوفنتوس بينما حل ليفربول وصيفا في موسم 2018 – 2019، وبفارق نقطة أيضا عن المتصدر مانشستر سيتي.

والمدهش أكثر أن كلا الفريقين وصل إلى المباراة النهائية في الدوري الأوروبي، وخسرها أمام إشبيلية الإسباني بثلاثية، إنتر في الموسم الماضي مقابل هدفين، وهو كان أول موسم لكونتي، وليفربول في موسم 2015 – 2016 مقابل هدف وحيد، وكان أيضا أول مواسم كلوب.

وما فعله كلوب مع إنتر ليس جديدا، فقد فعله من قبل مع يوفنتوس، فهو حين تولى تدريب يوفنتوس في مايو 2011 كان لقب الكالتشيو غائبا عن يوفنتوس منذ موسم 2002 – 2003، وتمكن من قيادته لإحراز لقب الدوري الإيطالي 3 مواسم متتالية من 2011 – 2012 حتى 2013 – 2014.

وبشكل عام إنتر هو الفريق الثالث على التوالي الذي يحصل معه كونتي على لقب الدوري، فبعد يوفنتوس فاز بلقب البريميرليج مع تشيلسي في موسم 2016 – 2017.

وبهذا اللقب أعاد كونتي إنتر إلى الوقوف على منصات التتويج بعد غياب طويل إذ كان آخر فوز لإنتر بكأس إيطاليا في 2011، وكأس السوبر الإيطالي، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي في 2010، وكأس الاتحاد الأوروبي في 1998.

كما أنهى كونتي سيطرة يوفنتوس على اللقب 9 مواسم متتالية.

تعرض كونتي لانتقادات شديدة في موسمه الأول مع إنتر لأن الفريق لم يحرز أي لقب معه، وكان هناك كلام كثير أنه ربما يقال من منصبه لكن الإدارة لم تلتفت إلى مثل هذا الكلام، وجددت فيه الثقة للموسم الثاني كما أنها في الموسم الحالي لم تهتز بتصدر إيه سي ميلان للكالتشيو لفترة طويلة، فكان نتيجة الصبر والاستقرار التتويج باللقب الغالي.