رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحرب خدعة».. كيف فاجأ موسيمانى «زمالك كارتيرون» فى القمة 121؟ (تحليل)

موسيماني و كارتيرون
موسيماني و كارتيرون

في ليلة من ليالي قمة قطبي الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك في شهر رمضان الكريم، نجح فريق الكرة بالنادي الأهلي في تحقيق فوز على نظيره الزمالك، بهدفين مقابل هدف، في إحدى مؤجلات الدوري المصري الممتاز عن موسم 2020-2021.

وشهدت أرضية استاد القاهرة الدولي، أمس الأحد الموافق 18 أبريل، "حربا" بين لاعبي الأهلي والزمالك على تحقيق الانتصار، بعقول مدربين، نجحوا في معارك سابقة في كسب ثقة جماهيرهم، سواء كانت حمراء أو بيضاء.

جماهير الزمالك دخلت هذه المباراة وهي تعول على خبرة الفرنسي كارتيرون، المدير الفني للفريق، في التعامل مع المباريات أمام الفرق الكبيرة وخصوصًا الأهلي، حيث نجح كارتيرون في الفوز بمباريتين خاضهما ضد الأهلي في لقاءات القمة، باستثناء مباراة أمس.

أما موسيماني، فراهنت جماهير الأهلي قبل المباراة ورغم الأداء المتذبذب للفريق الأحمر تحت قيادته في المباريات الأخيرة، على نجاحه في الفوز على الزمالك، حيث نجح في حصد بطولتي دوري أبطال إفريقيا، سواء مع الأهلي أو صن داونز من منافس واحد وهو الزمالك.

- العامل البدني لم يُنجح خطة كارتيرون المعتادة

غالبًا ما اعتاد الفرنسي باتريس كارتيرون في إدارة مبارياته أمام الفرق الكبيرة في إفريقيا وخصوصًا كمدير فني للزمالك، على التراجع بفريقه للنصف الأخير من ملعبه واللعب ككتلة واحدة، ومحاولة استغلال أخطاء التمرير للفرق المنافسة، بتنفيذ هجمات مرتدة، ينفذها طرفي الزمالك سواء أشرف بن شرقي أو شيكابالا ومحمد أوناجم الذي تمت إعارته للوداد المغربي، في وقتً سابق.

وكان قد أعلن كارتيرون في أول مؤتمر صحفي له عقب توليه مهمة قيادة الزمالك في ولايته الثانية، عن تفاجؤه من الأداء البدني للاعبي الزمالك في أول مران له مع الفريق، وهو ما قد يعد عاملا مؤثرا في تنفيذ سياسته الدفاعية المحكمة وسرعة الانتقال بالهجمة لتنفيذ الهجمات المرتدة في مباراة أمس، حيث أكد كارتيرون في المؤتمر الصحفي أنه تفاجأ من أداء لاعبيه في النصف ساعة الأولى من اللقاء ويقصد وجود مساحات في منتصف الملعب على الرغم من اتباعه نفس سياسته المعتادة، من المؤكد أنه كان يقصد ثغرات واضحة لم يكن يفعلها الفريق في الولاية الأولى.

- موسيماني أبطل مفعول سحر كارتيرون في مباريات القمة

عقب فوز النادي الأهلي بنهائي القرن في نهائي دوري أبطال إفريقيا عن النسخة الماضية، نشرت قناة النادي الأهلي حوارًا تليفزيونيًا مع الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني للحديث عن اللقاء، والذي أكد في تصريح له أنه شاهد المباراتين الماضيتين التي خسرهما الأهلي ضد الزمالك يقصد "لقاء السوبر- ولقاء الدوري"، حيث فاز الأبيض في الأولى بركلات الترجيح، وفي الثانية بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف.

موسيماني أكد أنه وجد المباراتين تسيران في اتجاه واحد، وهو أن الأهلي يهاجم ويفوز بالاستحواذ طوال أحداث المباراة، والزمالك يرجع للدفاع وينفذ الهجمات المرتدة الناجحة، لذلك سعى في هذا اللقاء إلى ترك الكرة في معظم أوقات المباراة للزمالك للمبادرة بالهجمات، وبالطبع ساعده في ذلك هدف عمرو السولية في الدقائق الأولى من المباراة.

موسيماني كان يقصد من تصريحه أنه حارب الزمالك بنفس أسلوبه لكي يتغلب عليه، ونجحت خطته بدفع باتشيكو وقتها لتعديل الخطة التي يفوز بها الزمالك، وبالطبع مع اختلاف كرة باتشيكو عن كارتيرون في الزمالك، إلا أن باتشيكو حاول الدخول في المباراة بنفس أسلوب كارتيرون الذي كان يفوز على الأهلي بتنفيذه.

- خدعة موسيماني وقراءة خاطئة من كارتيرون

كارتيرون مدرب يتابع التصريحات جيدًا ويعلم أنه دائمًا ما يصنع الفارق هو التفاصيل، متأكد أنه أنصت جيدًا لتصريح موسيماني، لأنه يمس سياسة المدرب الجنوب إفريقي بشكل كبير ويكشف كيف فكر في لقاء القرن للفوز على الزمالك، لذلك فاجأه موسيماني بأسلوب اللعب على الأقل في النصف ساعة الأولى من المباراة، رأينا الأهلي يسيطر على الكرة ويبادر بالهجوم والضغط، فتحولت خطته خلال المباراة في النصف ساعة الأولى في حالة امتلاك الكرة إلى "3-5-2"، من خلال اللعب بطاهر محمد طاهر ومحمد شريف في مركز المهاجم الصريح في معظم أوقات النصف ساعة الأولى.

الظروف كلها هيأت الأجواء لكارتيرون من أجل تغيير فكره وسياسته في بداية مباراة القمة 121، بداية من غيابات الأهلي الكبيرة والمؤثرة، ومرورًا بمصير موسيماني المعلق بهذه المباراة بسبب تذبذب الأداء، ونهاية بتصريحات موسيماني عن ترك الاستحواذ للزمالك.

 تعليمات كارتيرون للاعبيه وقراءته المشهد، كانت بإعطاء تعليمات للاعبيه بمهاجمة الأهلي بشكل حذر في بداية المباراة وعدم انتظار لاعبي الأحمر للتحكم في الكرة وبدأ سيل هجمات خصوصًا في بداية المباراة وفقًا للمعطيات التي دللنها عليها "الغيابات- فكر موسيماني-  ومصير موسيماني المعلق"، وهو ما تفاجأ به لاعبو الزمالك، حيث وجدوا فريقًا يهاجمهم بـ"3-5-2"، ويسيطر على الكرة في وسط الملعب ويحاول صناعة فرص للتهديف، والتي كان أولها كرة محمد شريف المهدرة في الدقيقة الثانية من اللقاء، بعرضية أيمن أشرف "الأرضية" ومن داخل منطقة الجزاء، وهنا الحديث عن سبب تفاجؤ كارتيرون من أداء لاعبيه في النصف ساعة الأولى.

اللاعبون لما يجدوا على أرضية الملعب ما أكد لهم المدرب الفرنسي على أنه سيحدث مع بداية المباراة، وهو تراجع الأهلي ومنح الأسبقية للاعبي الأبيض للمبادرة، لذلك أسلوب لعب الأهلي الهجومي من بداية المباراة، أجبر اللاعبين على العودة للتحفظ دفاعيًا بسبب الخوف من المفاجآت وبالتالي تجهيزهم النفسي والبدني والفني تغير في لحظة، لذلك أيضًا لم يتمكنوا من التمركز دفاعيًا بشكل جيد، واستقبلوا هدفين في أول 35 دقيقة، عن طريق نفس اللاعب محمد شريف ومن عمق الملعب، الذي من المفترض أن يكون الأسهل من الناحية التأمينية لأي فريق يلعب "زون ديفنس" بسبب الكثافة العددية وإغلاق المساحات.

ونجح النادي الأهلي في تحقيق فوز على الزمالك بهدفين مقابل هدف، وضعه في المركز الثاني بمسابقة الدوري الممتاز بـ30 نقطة، خلف الزمالك "المتصدر" برصيد 33 نقطة.

يذكر أن الزمالك خاض في الدوري هذا الموسم 15 مباراة، بينما لعب الأهلي 12 لقاء فقط.