رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكابتن" يحقق في رحلة صعود مصطفى محمد من وادي دجلة إلى الاحتراف العالمي

الكابتن

"على المهاجمين مشاهدة مصطفى محمد للاستفادة مما يقدمه" هكذا كانت كلمات نهاد قهوجي أسطورة جالطة سراي التركي السابق الأولى عن نجمنا المصري مصطفى محمد المحترف ضمن صفوف العملاق التركي.

إشادة رائعة من أسطورة في كرة القدم التركية، في أول أسابيع رحلة احتراف مصطفى محمد تشير إلى مستقبل باهر ينتظر صاحب الـ 23 عامًا في الخارج.

6 مباريات فقط مع جالطة سراي منذ انضمامه في يناير 2021، كانت كفيلة بأبن نادي الزمالك لكتابة التاريخ.

4 سنوات منذ سطوعه في الداخلية كانت كفيلة بتحقيق حلم مصطفى محمد في الاحتراف، ليكتب سطر جديد في تاريخ محترفينا في الخارج.

"الكابتن" أجرى تحقيق مصغر يحكي فيه بدايات مصطفى محمد حتى وصوله لمنصة الاحتراف وسلم النجومية نستعرضه لكم في السطور التالية..

كابتن غانم سلطان رئيس قطاع الناشئين الزمالك السابق يروي لـ "الكابتن" بداية رؤية مصطفى محمد في أول أيامه بالأبيض.

وقال غانم سلطان: "مصطفى محمد جاء للزمالك في أواخر موسم 2015 من وادي دجلة بعد عدم تسجيل الأخير له في الكشوفات".

وأضاف: "اللاعب كانت تحت 17 عامًا واختبرناه في لجنة كانت تتضمني بجانب حسن يسري، نصر إبراهيم، أحمد عبد الحليم وكابتن ميدو واخترناه حينها لينضم للفريق".

وأكمل: "مصطفى محمد جاء ليختبر كظهير أيمن في الفريق، لكن قوته الجسمانية وقدراته الكبيرة جعلتنا نغير مركزه إلى مهاجم".

وتابع: "موهبة مصطفى محمد كانت واضحة منذ البداية وأخبرني ميدو بإنه سيكون مهاجم مصر في السنوات المقبلة، وكان ضمن جيله أحمد فتوح وعمر صلاح لاعبي الزمالك وسموحة الحاليين".

غانم سلطان واصل كلامه عن مصطفى محمد وقال: "بعد تغيير مركزه أصبح مصطفى محمد هداف الفريق، والمنقذ في كل مباراة وكان يسجل أهداف الفوز دائمًا وحينها قررنا أن نوقع له أول عقد مع الأبيض وكان في قرابة الـ 50 أو 60 ألف جنيه".

وأفاد سلطان: "أعرنا مصطفى محمد بعد أول سنة لعدم تسجيله في الفريق الأول، إلى الداخلية ثم طنطا ثم العودة للزمالك".

وأكد سلطان أن عثمان أحمد عثمان رئيس نادي الإسماعيلي طلب ضم مصطفى محمد نهائيًا بعدما اتفق الزمالك معه على إعارته للدروايش لكن إدارة الأبيض رفضت قبل أن يشارك في أي مباراة ليعود بعدها إلى الزمالك ويلعب في الفريق الأول منذ بداية الموسم الماضي".

ووجه غانم سلطان نصيحة في نهاية حديثه لمصطفى محمد وقال: "على مصطفى أن يتأكد أن جالطة سراي هي محطة للاحتراف في أكبر أندية أوروبا، قدراتك أكبر من هذا الدوري".

وأنهى: "يجب ألا تتوقف طموحاتك عند جالطة سراي، ستكون لك مكانك بجوار محمد صلاح".

وفي رواية أخرى يقول لنا محمود الخواجة لاعب الزمالك ورئيس قطاع الناشئين السابق وواحد من مكتشفي مصطفى: "في مران لنا بجامعة 6 أكتوبر، رأيت مصطفى يدخل علينا الملعب وليس معه أحد فقلت له أنت مين!".

وأضاف الخواجة: "مصطفى قلي أنا عايز ألعب جربوني في التمرين، أنا عايز حد يشوفني ويختبرني وكنت بلعب في دجلة وسابوني".

وأكمل: "طلبت من كابتن نصر إبراهيم أن يشاركه في المران، وقبل نهايته طلبني نصر بسرعة وأبلغني بضرورة التعاقد معه على الفور".

وتابع محمود الخواجة: "اللاعب كان لديه شخصية قوية ولا يهاب أحد رغم صغر سنة، هذه المواصفات كانت تدل على إنه سيكون لاعب كبير".



وأتم الخواجة عن موقف طريف حدث مع مصطفى: "طلبت أن يسافر مصطفى معنا إلى أبو ظبي في دورة ودية تقام كل عام للناشئين رغم إنه كان تحت السن، وطلب مني حينها عدم السفر لأنه كان بيخاف من الطيارة، وبالفعل قام بأداء رائع في الدورة".



وتحدث مدحت عبد الهادي، المدرب العام الحالي للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك لـ"الكابتن"، عن سر طلبه من مصطفى محمد اللعب في مركز الظهير الأيمن عندما كان ناشئا في الزمالك، حيث يقول " أردت الاستفادة من إمكانياته البدنية القوية وسرعته فضلا عن وجود 4 مهاجمين في صفوف الفريق في ذلك الوقت، لكنه كان يخالف التعليمات ويترك مكانه منطلقا إلى الأمام للعب كمهاجم صريح".

وأضاف " عندما تولى ميدو رئاسة قطاع الناشئين بالنادي شاهده ومن مرة واحدة فقط طلب أن يشارك في مركز المهاجم ويصبح المهاجم الأول في صفوف الفريق وهو ما حدث بالفعل بل وصار هداف الفريق بعد ذلك".

وانتقلنا إلى تجربته مع طنطا، حيث تحدث عنها خالد عيد المدير الفني السابق للفريق والحالي لفريق غزل المحلة، عن مصطفى محمد الذي لعب تحت قيادته خلال فترة توليه قيادة "أبناء السيد البدوي".

وقال خالد عيد عن مصطفى محمد " أحبه كثيرا على المستوى الشخصي وأرى أنه المهاجم الأول والأبرز في مصر لسنوات مقبلة، هو يمتلك إمكانيات تجعله المهاجم الأبرز في العالم وليس في مصر فقط، أنا من طلبت التعاقد معه عندما انتهت فترة إعارته مع الداخلية وعاد إلى الزمالك ولم يكن هناك مكان له في تشكيل الفريق".



وأضاف مدرب فريق طنطا "لعبت في مركز المهاجم وأعلم جيدا الأسلحة التي يجب أن تتوفر للاعب في هذا المركز، كنت أعرف أن مصطفى محمد ميز في ألعاب الهواء وكنت أدربه يوميا على ضربات الرأس وأنا من ساهمت في تطور مستواه في هذه النقطة".

وتابع " مصطفى محمد يحتاج إلى التركيز في الملعب فقط والاجتهاد بشكل أكبر ولا يهتم بأي أمور أخرى خارج اللعب حتى يصل إلى المستويات التي وصل إليها محمد صلاح".

في تركيا وبعد أشهر احترافه الأولى يحكي لنا "محمود ريسفيك" عضو مجلس إدارة جالطة سراي في تصريحات خاصة بها "الكابتن"، عن الانطباعات الأولى للمهاجم وكيف يتأقلم في وضع الاحتراف.

وقال محمود: "شخصية مصطفى متواضعة للغاية، من الوهلة الأولى أكد لنا إنه مهاجم قوي ورائع أنا أحبه للغاية".

وأضاف: "مصطفى مهاجم موهوب وليس قوته فقط المميزة، ترى ذلك في أرضية الميدان الجميع يحبه هنا".

وأتم ريسفيك: "مع الوقت مصطفى بدأ يتأقلم في اللغة ليس التركية لأن الموضوع صعب في البداية، لكنه يتحدث الإنجليزية بعض الشيء والعربية أيضًا لأن هنا بعض اللاعبين أيضًا يتحدثون العربية بحكم البعض منها في اللغة التركية".

إراي سوزين، مدير المكتب الإعلامي بنادي جالطه سراي التركي، يكشف لـ"الكابتن" سر تأقلم مصطفى محمد مع الفريق التركي بسرعة كبيرة على الرغم أن تجربته الاحترافية هي الأولى له في مسيرته.

وأكد سوزين، أن الأجواء في تركيا تشبه كثيرا مصر من حيث الثقافة حتى الأجواء الجماهيرية بالإضافة إلى انتقال مصطفى محمد من فريق كبير ينافس على البطولات في مصر هو نادي الزمالك إلى فريق جالطه سراي الذي ينافس على الألقاب في تركيا، ومن ثم فإن الأمور لم تختلف كثيرا.

وعن الصعوبات التي يواجهها اللاعب مع الفريق التركي، فقد أكد سوزين على أن اللاعب يواجه صعوبة كبيرة في اللغة خاصةً أن لغته الإنجليزية ليست قوية، ودائما ما يطلب مساعدة المغربي يونس بلهندة والجزائري سفيان فيجولي زميلاه في الفريق من أجل التواصل مع المدرب أو باقي زملائه بالفريق.

نيفزات ديندار الصحفي بجريدة A SPOR التركية، أكد على أن مصطفى محمد استطاع في وقت قصير للغاية أن يحدث تأثيرًا كبيرًا في تشكيل جالطه سراي وأن يتخطى نجومًا كبار مثل دروجبا وبافيتيمبي جوميز وميلان باروش وشعباني نوندا وغيرهم من المهاجمين المميزيني الذين مروا على النادي لكنهم لم يحظوا بنفس الشعبية الكبيرة التي حظى بها اللاعب، وأكبر دليل على أن قميص اللاعب مع الفريق هو الأكثر مبيعا وأعتقد أن كل ذلك منحه الثقة.