رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

من إدارة الزمالك للحاجة سوزان: الكل "مٌدان"

الكابتن

حالة من التذبذب في النتائج والتراجع في مستوى فريق الكرة بنادي الزمالك، بعدما ضربت النادي الأبيض مجموعة من الأزمات المتتالية بداية من استبعاد المجلس السابق برئاسة مرتضى منصور وتعيين اللجنة المؤقتة ومرورًا بأزمات اللاعبين وعدم انتمائهم والعروض الوهمية وتصفية الحسابات ونهاية بتدهور نتائج فريق الكرة، كلها أمور هددت أمن واستقرار النادي ومن ثم فريق الكرة في الفترة الأخيرة.

 

وتعم أرجاء الوسط الرياضي الأبيض حالة من الحزن والحسرة على أداء نادي الزمالك في الفترة الأخيرة بعدما تعادل الفريق في 4 مباريات من أصل 5 خاضها في الشهر الماضي، وجاءت التعادلات أمام كل من أسوان ومولودية الجزائر وتونجيث السنغالي وأخيرًا وادي دجلة، بينما حقق الفريق فوزًا بشق الأنفس على الإسماعيلي في اللحظات الأخيرة.

 

ويرصد «الكابتن» بعض الأخطاء التي ارتكبتها المنظومة البيضاء منذ تولى المجلس الحالي مهمة إدارة النادي، والتي جاءت كالآتي:

 

1- أخطاء إدارية على رأسها التخاذل في تعويض مصطفى محمد بمهاجم قوي

حالة من التخاذل الممزوج بقلة الخبرة الإدارية الرياضية وتحديدًا لكرة القدم بنادي الزمالك من مجلس الإدارة الحالي، بسبب رعونته في التحرك من الوهلة الأولى لإيجاد بديل مصطفى محمد الذي استغرق تمرده على الفريق الأبيض مدة تقارب الشهرين، بدأت خلالهما مفاوضات سانت إيتيان ورحب بها الزمالك وفشلت لتنتهى باتهامات من طرفي الأندية المتعاقدة، قبل أن يدخل جالاتا سراي على خط المفاوضات وينجح في إقناع المسوؤلين في الزمالك في التخلي عن مصطفى محمد.

 

كان يجب على المسؤولين في نادي الزمالك تكليف أحدهم بإيجاد بديل على نفس مستوى مصطفى محمد منذ بداية مرحلة تمرد اللاعب على الزمالك وإبلاغهم باستماتته بخوض تجربته الاحترافية التي وعده بها المجلس السابق، بدلًا من الانشغال بالخروج للحديث في الإعلام عن التوصل لاتفاق مع اللاعب والانشغال أيضًا بإقناعه بالبقاء في الزمالك.

 

ثغرة التعاقد مع سيف الدين الجزيري من المقاولون العرب

وكان قد تعاقد نادي الزمالك مع التونسي سيف الدين الجزيري لاعب المقاولون السابق ومروان حمدي مهاجم المقاصة، الذين قد لا نختلف عن موهبتهم وتألقهم في الدوري ولكنهم يحتاجون وقتًا ليحالفهم التوفيق أو الوصول للنضج الكروي للانغماس في القوام الأساسي لفريق الزمالك، فضلًا عن الخطأ الكارثي بالتعاقد مع "الجزيري" على الرغم من مشاركته مع ذئاب الجبل في الكونفدرالية الإفريقية، وهو ما يُعيق دخوله قائمة الزمالك في دوري أبطال إفريقيا كأحد أهم البطولات التي ينافس عليها الفريق الأبيض هذا الموسم.

 

السماح بمماطلة فرجاني ساسي في التجديد لنادي الزمالك

منذ وصول الإدارة الحالية للزمالك وهي تعد بالحفاظ على القوام الأساسي لفريق الكرة، ولكن قد تفرض عليك الظروف أحيانا استثناءات أهمها مماطلة فرجاني ساسي الواضحة في التجديد ومبالغته في الطلبات المالية والتي تفوق قدرة نادي الزمالك، فلماذا ترى إدارة الزمالك أن رحيل فرجاني ساسي فشل لفترتهم المؤقتة؟.

 

الحقيقة لا، من البداية وفرجاني ساسي وصل إلى نادي الزمالك بدعم مادي من تركي آل الشيخ مالك نادي بيراميدز السابق، ولابد من الفصل بين رغبة الجماهير الحالمة وما تحويه خزينة الزمالك على أرض الواقع، لذلك كان يجب أن تلُقي اللجنة المؤقتة الأمر في يد فرجاني ساسي، تبلغه بما يمكن أن تقدمه ماليًا له وتخيره بين تنازله عن المبلغ المطلوب حبًا منه في الزمالك واحترامًا لجمهوره أو الرحيل ومحاولة إيجاد بديل له وفقًا للواقع المادي للنادي.

 

ولعل تألق إمام عاشور في المباريات التي خاضها مع الفريق في غياب فرجاني ساسي أحد أبرز النقاط التي كان يجب أن يعول عليها الزمالك في المفاوضات وتقديمها لجماهيره كأحد الحلول لرحيل اللاعب الذي لم يقدر حب جماهير الزمالك.

 

وعلى رأس بعض الأزمات التي تضرب الزمالك في الوقت الجاري أزمات مستحقات اللاعبين، والتي نجح النادي في تسديدها في الأيام القليلة الماضية باستثناء شيكابالا كنوع من تضامنه مع النادي في أزماته المالية الصعبة، وأزمات قضايا "فيفا" مثل شيكابالا وسبورتنج وأوتشيمبونج وخالد بوطيب.

 

2- رغبة بعض اللاعبين في القفز من مركب الزمالك قبل الغرق

تواترت أنباء عن عروض وصلت إلى لاعبين في نادي الزمالك أبرزها يوسف أوباما وعبد الله جمعة وأحمد سيد زيزو وأشرف بن شرقي ومحمود علاء وأخيرًا أبوجبل، والجميع يهدد ويرغب في الرحيل، أين ولاء هؤلاء اللاعبين وانتمائهم للقميص الأبيض؟ ماذا تنتظرون لتقدموا لنادي الزمالك وجماهيره جزءا من حقه عليكم؟.

 

3- نداء لأوفى جماهير العالم بالالتفاف حول الإدارة ودعم موقفها في مفاوضات اللاعبين

استطاعت جماهير نادي الزمالك تحمل ما لا يتحمله بشر من خلال مؤازرة فريقها في أوقات كبوة الزمالك في بداية الألفية الجديدة، وطالما وقفت وراء القميص الأبيض رغم الصعاب والظروف الكاحلة التي مر بها ولكن هذه المرة عليهم ان يختاروا من يختارهم لأن الزمالك كبير وجمهوره كبير وكذلك لابد أن يكون لاعبوه كبار ويقدرون قيمة هذا الكيان العريق.

 

بالرغم من موقف الحجة سوزان التي تبرعت ببيع قراط ذهب من أجل مساعدة نادي الزمالك في توفير الطلبات المالية لفرجاني ساسي أمر رائع على المستوى الإنساني وحب ظاهر للفريق الأبيض، إلا أن طول فترة المفاوضات ومماطلة فرجاني ساسي في التجديد قد تجعلنا نؤكد أنه لا يستحق التواجد في مثل هذه الصورة الرائعة التي رسمها نادي الزمالك داخل جدرانه بتكريم السيدة سوزان ورفض قبول دعمها المادي بقيراط الذهب، ولأن كل ما هو زملكاوي جميل يجب أن يكون فرجاني ساسي على مستوى هذا الجمال وكفاه مماطلة لتجديد عقده أو يعلن رغبته للجميع أن قرر الرحيل.

 

جماهير الزمالك يتوجب عليها أن تشعر لاعبيها أن مدرسة الفن والهندسة هي من صنعتهم وستصنع غيرهم إذا نبذوا هذه النعمة التي لا يستحق بعضهم التنعم بها.