رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل فعلا خسر الزمالك من الأهلي بسبب خروج شيكابالا؟

الكابتن

البعض من الزملكاوية، وهم ليسوا قليلين، وليسوا من الجمهور فقط، ولكن نقاد رياضيين، ومحللين يتصورون أن فريق الزمالك فقد لقب بطولة دوري أبطال إفريقيا بهزيمته في المباراة النهائية أمام غريمه التقليدي فريق الأهلي بنتيجة 1 – 2 بسبب خروج محمود عبد الرازق شيكابالا مصابا من المباراة في الدقيقة 55، ربما تصوروا ذلك بعد رؤيتهم شيكابالا، وهو يؤدي بشكل جيد جدا في الشوط الأول، وتمكن من تسجيل هدف التعادل في مرمى الأهلي في الدقيقة 31 بطريقة مدهشة تنم عن مهارة وموهبة شديدة، وبمجهود فردي بحت، وهو الهدف الذي أعاد الزمالك إلى المباراة.

دخل شيكابالا التشكيلة الأساسية للزمالك بالمصادفة واضطراريا، فلم يكن مخططا أن يبدأ المباراة، ولكنه دخلها لتعويض غياب يوسف إبراهيم أوباما الذي داهمه فيروس كورونا المستجد، وكان البرتغالي جايمي باتشيكو المدير الفني للزمالك يضع في حساباته أن يستفيد من مهارات وخبرات شيكابالا بعض الوقت في الشوط الثاني لأنه لا يستطيع بدنيا أن يلعب مباراة كاملة.

السؤال الآن هل فعلا استمرار شيكابالا في الملعب، وعدم خروجه كان سيمنع خسارة الزمالك، وفوز الأهلي، ويتوج الزمالك باللقب الغائب عن خزائنه منذ 18 عاما ؟

لماذا هذا التساؤل ؟

 لأن تصور الزملكاوية كما لو أن الأهلي لا يفوز على الزمالك في وجود شيكابالا، وهو شئ ليس حقيقيا..وربما تثبت النتائج عكس هذه التصورات تماما في 21 مباراة لعبها أمام الأهلي.

أول لقاء شارك فيه شيكابالا أمام الأهلي كان في موسم 2003 – 2004 في بطولة الدوري المصري الممتاز في الأسبوع التاسع، وخسره الزمالك بهدف نظيف، ولم يشارك شيكابالا سوى في الـ13 دقيقة الأخيرة.

وفي موسم 2004 – 2005 انهزم الزمالك بنتيجة كبيرة 2 – 4 في الأسبوع السابع في الدوري العام، ولعب شيكابالا الـ90 دقيقة.

وفي موسم 2006 – 2007 فاز الزمالك بهدفين دون رد في الأسبوع الـ29 في الدوري، ولم يستبدل شيكابالا طوال اللقاء، وقدم تمريرة حاسمة، وهو لقاء لم يكن مؤثرا على الاطلاق، ولم يكن ذا أهمية بالنسبة للأهلي لأنه كان حسم لقب الدوري، ولعبها دون أي اهتمام بدليل إنه لعبها دون مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه، الذى أعطى راحة للاعبيه الأساسيين لأنه كان يستعد للمباراة الأهم ، وهي مباراة بطولة كأس مصر التي خسرها الزمالك بنتيجة 3 – 4، وشارك شيكابالا لمدة 57 دقيقة، ولكنه كان مؤثرا جدا باحرزه هدفا، وتقديم تمريرة حاسمة.

وفي موسم 2007 – 2008 التقى الزمالك مع الأهلي مرتين في الدوري، في الأولى انهزم  بهدف دون رد، ولم يخرج شيكابالا من الملعب، وتكررت الهزيمة في الأسبوع الـ20 بهدفين نظيفين، ولعب شيكابالا شوطا واحدا.

وفي موسم 2008 – 2009 تقابلا في مباراتين في الدوري، في المباراة الأولى خسر الزمالك بهدف دون رد في الأسبوع العاشر، ولعب شيكابالا 90 دقيقة، وفي المبارة الثانية تعادلا سلبيا في الأسبوع الـ25، ولم يشارك شيكابالا سوى في الـ10 دقائق الأخيرة.

وفي موسم 2009 – 2010 تواجها في لقائين في الدوري، في الأول تعادل الزمالك مع الأهلي دون أهداف في الأسبوع الـ12، ولعب 90 دقيقة، وفي اللقاء الثاني تعادلا أيضا في الأسبوع الـ27، ولكن ايجابيا بـ3 أهداف لمثلها، ولم يستبدل طوال اللقاء، وقدم تمريرة حاسمة، ونفس هذا الموسم التقيا في دور الـ16 في كأس مصر، وخسر بنتيجة 1 – 3، ولعب المباراة كاملة.

وفي موسم 2010 – 2011 التقيا في الدوري مرتين، في الأولى، تعادلا سلبيا في الأسبوع الـ12، وخرج شيكابالا في الدقيقة 83 كما تعادلا أيضا في الأسبوع الـ27، ولكن ايجابيا بهدفين لكل فريق، وصنع هدفا في 79 دقيقة لعبها.

وفي موسم 2012 – 2013 تقابلا في جولتين في دوري أبطال إفريقيا ضمن المجموعة الأولى، تعادلا في الجولة الأولى ايجابيا بهدف لكل فرق، وشارك لمدة 33 دقيقة، وخسر الزمالك في الجولة الخامسة بنتيجة 2 – 4، وقدم تمريرة حاسمة في 90 دقيقة لعبها.

وفي موسم 2015 – 2016 انهزم الزمالك بهدفين دون رد في الأسبوع الـ17، ولم يلعب سوى الـ16 دقيقة الأخيرة، وفي نفس هذا الموسم تغلب الزمالك على الأهلي بنتيجة 3 – 1 في المباراة النهائية في كأس مصر، وخرج بعد أن شارك لمدة 51 دقيقة، وصنع فيها هدفين.

وفي موسم 2016 – 2017 تواجها في لقائين في الدوري، في اللقاء الأول هزم الزمالك بهدفين دون مقابل في الأسبوع الـ17، ونزل في الـ8 دقائق الأخيرة كما انهزم بنفس النتيجة في الأسبوع الـ34، ولعب 74 دقيقة.

بالاضافة إلى إنهما التقيا في كأس السوبر المصري في موسمين متتاليين، في موسم 2018 – 2019، وخسر الزمالك بنتيجة 2 – 3، وغادر الملعب في الدقيقة 65، وفي الموسم التالي تعادلا دون أهداف، وفاز بالكأس الزمالك بالكأس بعد ضربات ترجيحية بنتيجة 4 – 3، ولم يشارك سوى 6 دقائق الأخيرة.

إذن في المجمل لعب شيكابالا أمام الأهلي 21 مباراة لم يفز سوى في مباراتين، وتعادل في 7 مباريات من ضمنها مباراة كأس السوبر المصري لأنها انتهت على ايقاع التعادل السلبي، وتلقى 12 هزيمة.

بالهدف الذي سجله شيكابالا في شباك الأهلي في المباراة النهائية في دوري أبطال إفريقيا يكون قد سجل هدفه الثاني في مرمى الأهلي، والهدف الأول كان في المباراة النهائية في كأس مصر 2006 – 2007 على الجانب الآخر صنع 7 أهداف.

المهارة الفردية مطلوبة، وأحيانا تحسم مباريات، ولكن الأداء الجماعي والمنظومة أهم، فعلى سبيل المثال البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي بالرغم من إنه يتملك موهبة فذة هي الأكبر على الاطلاق، ولا مثيل لها حاليا في العالم إلا إنه لم يستطع أن يقود فريق برشلونة إلى تحقيق بطولة واحدة في الموسم الماضي، ووجوده لم يمنع فريقه من تجرع هزيمة ثقيلة جدا من فريق بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة 2 – 8 في دور الـ8 في بطولة دوري أبطال أوروبا.

صدمة الزملكاوية بخسارة لقب دوري أبطال إفريقيا هذه المرة أمام الأهلي أكبر كثيرا من صدمتهم بخسارة اللقب أمام فريق ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي في عام 2016 لأن كان لديهم ثقة كبيرة أن فريقهم أعلى من الأهلي فنيا حاليا، وهي فرصة لا تعوض لاحراز اللقب السادس في دوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي اكتسبوها من انتزاع كأس السوبر المصري من الأهلي بالرغم من أن المباراة انتهت فعليا بالتعادل السلبي، والانتصار في الدوري بنتيجة 3 – 1.

وجود شيكابالا لم يمنع الأهلي من الفوز على الزمالك، وتحقيق البطولات، والبطولة الوحيدة التي انتزعها شيكابالا من الأهلي هي كأس مصر في موسم 2015 – 2016.