رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنانية صلاح وتوهج جوتا.. هل يعاني ليفربول من غياب فان دايك وتراجع أداء فيرمينو؟ الأرقام تجيب

محمد صلاح ودييجو
محمد صلاح ودييجو جوتا

باتت أنظار عشاق الساحرة المستديرة متجهة صوب هجوم ودفاع ليفربول، في ظل وجود تغييرات عديدة على تشكيل الفريق، بعد غياب النجم الهولندي فيرجيل فان دايك، وتألق البرتغالي دييجو جوتا على حساب البرازيلي روبرتو فيرمينو.

 

وكان فان دايك قد تعرّض للإصابة بتمزق في الرباط الصليبي وأربطة الركبة، ليخضع على إثرها لعملية جراحية ناجحة، يوم الجمعة الماضي، ومن المتوقع أن يغيب لفترة طويلة قد تتراوح بين 7 و 8 أشهر.

 

يأتي ذلك بعدما أصيب فان دايك في الركبة، نتيجة تدخل قوي لجوردان بيكفورد، حارس مرمى إيفرتون، عليه بعد أقل من 10 دقائق عن انطلاق مباراة "ديربي الميرسيسايد"، التي جمعتهما يوم 17 أكتوبر الماضي، ضمن منافسات الجولة الخامسة من بطولة الدوري الإنجليزي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة 2-2.

 

وعلى مدار المواسم الماضية، أظهر فان دايك تميزه في خط الدفاع، إذ يشكل تهديدًا واضحًا على المنافسين، ولكن بعد إصابته تغيّر الوضع قليلًا، ولكنه لم يصبح مأساة حتى الآن.

 

ووفقًا لما ذكرته شبكة «أوبتا» العالمية، المتخصصة في إحصائيات وأرقام كرة القدم، فإن ليفربول لعب 6 مباريات منذ إصابة فيرجيل فان دايك، ونجح في الفوز بخمس مباريات منها، فيما تعادل مرة وحيدة، ولم يخسر أي لقاء.

 

وأوضحت الشبكة العالمية، أن ليفربول نجح في تسجيل 13 هدفًا خلال المباريات التي خاضها دون فان دايك هذا الموسم 2020-2021، فيما لم تستقبل شباكه سوى 3 أهداف، في وقت توقع فيه الكثيرون تراجع الأداء الدفاعي للريدز.

 



أما الوضع الهجومي للفريق، فتوجد عدة مشاكل لاتزال تطفو فوق السطح، رغم محاولات نجوم الفريق لتقليل الأمر، بقيادة الثلاثي محمد صلاح، ساديو ماني وروبرتو فيرمينو، والرابع الذي حل جديدًا دييجو جوتا، ومحاولاتهم في قيادة الريدز نحو تحقيق الانتصارات.

 

وأجرى الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لليفربول، تعديلًا بسيطًا، من خلال الدفع بـ جوتا بدلًا من فيرمينو، بهدف إنعاش هجوم الفريق، ومده بالتعزيزات اللازمة لمواصلة السيطرة المحلية، وبالفعل نجح في زيادة عدد الأهداف، ولكن جماهير ليفربول تخشى من تغيّر الحال.

 

1- صلاح والاتهامات

بات يشعر محمد صلاح بالانزعاج من الاتهامات الموجهة ضده، وأنه يدّعي السقوط من أجل الحصول على ركلات الجزاء، الأمر الذي جعله يشعر بصعوبة الاستمرار في الدوري الإنجليزي، ولكنه لم يفصح عن الأمر بشكل رسمي وواضح.

وفي حال قرر صلاح الرحيل عن ليفربول والدوري الإنجليزي لهذا السبب، فإن الفريق سيعاني الكثير، نظرًا لما يمتلكه الفرعون المصري من إمكانات وقدرات مذهلة، جعلته يتوّج بجائزة "الحذاء الذهبي" كهدّاف البريميرليج مرتين متتاليتين في عامي 2017 و2018.

 

2- علاقة صلاح وماني

لا يختلف الأمر كثيرًا عن ساديو ماني، بعدما وجهت عدة اتهامات ضده أيضًا بادعاء السقوط في المنطقة المحرمة، من أجل الحصول على ركلات الجزاء، وآخرها كانت ركلة الجزاء التي حصل عليها أمام مانشستر سيتي، والتي نفذها محمد صلاح بنجاح، في المباراة التي جمعتهما يوم الأحد الماضي، ضمن منافسات الجولة الثامنة من بطولة الدوري الإنجليزي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1.

 

ولكن ما يقلق الجماهير، هو العلاقة المضطربة بين محمد صلاح وساديو ماني، وحدوث مشادات بينهما من وقت إلى آخر، إذ واجه صلاح اتهامات بعدم تمرير الكرة إلى زميله السنغالي الذي فاض به الكيل من أنانية زميله.

 

وهنا يظهر دور كلوب، الذي يحاول دائمًا تقليل حدة التوتر بين الثنائي، مؤكدًا أن هذه المشادات بين اللاعبين يُعد أمرًا صحيًا وطبيعيًا في عالم كرة القدم، ولكن ما حدث في مباراة مانشستر سيتي أثار العديد من التساؤلات حول الموقف، إذ بدا وكأن صلاح يقول لماني ألا يتحدث معه بعدما سجل هدفًا من ركلة الجزاء، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن ساديو كان يصيح لزميله حول التسديد نحو زاوية معينة.

 


3- روبرتو فيرمينو

وسط المشادات التي تحدث بين الثنائي، يصنع فيرمينو الفارق في المباريات بشكل هادئ، ويساعد صلاح وماني في تسجيل الأهداف من خلال صناعتها لهم وبناء الهجمات، ورغم ذلك بدأ اللاعب يشعر بالغرق، بعدما طالت فترة صيامه التهديفي هذا العام بشكل ملحوظ، الأمر الذي جعله يتواجد على مقاعد البدلاء، لحساب الشاب دييجو جوتا.

 بدأ أداء فيرمينو يتراجع بشكل تدريجي خلال الفترة الماضية، ليتواجد على مقاعد البدلاء في مباراة ليفربول ضد أتالانتا الإيطالي، التي أقيمت يوم الثلاثاء الماضي، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا "التشامبيونزليج"، والتي انتهت بفوز الريدز بخماسية نظيفة.

وشهدت هذه المباراة مشاركة دييجو جوتا، ليُسجل 3 أهداف "هاتريك" في مرمى أتالانتا، ثم أضاف صلاح وماني الهدفين الرابع والخامس، ليحظى الشاب البرتغالي، صاحب الـ23 عامًا، بإشادة واسعة من قِبل الجميع ويخطف الأنظار.

ومع ذلك عاد فيرمينو أساسيًا في مباراة ليفربول أمام مانشستر سيتي، ولكنه لم يقدم الأداء المنشود منه الذي اعتاد عليه الجماهير، وكان واحدًا من أسوأ لاعبي اللقاء، ولم يطلق أي تسديدة طوال المواجهة.

 ورغم ذلك، يواصل كلوب الدفاع عن فيرمينو بشراسة، ويؤكد أنه أحد الركائز الأساسية للفريق، خاصة بعد الإنجازات التي حققها خلال العامين الأخيرين، ولكن قد لا يستمر الأمر عند هذا النحو.

 

4- خطر دييجو جوتا

 مع تألق دييجو جوتا مباراة تلو الأخرى تحت قيادة كلوب، نجح في حجز مكانه في تشكيل ليفربول، حتى وإن كان بشكل مبدئي نظرًا لوجود فيرمينو في الفريق حتى الآن.

وقرر كلوب شراء مهاجم جديد هذا الموسم 2020-2021، في محاولة لتغيير طريقة اللعب التي باتت محفوظة للفِرق المنافسة، ليقع الاختيار على جوتا، وبالفعل أتت الصفقة بثمارها.

ونجح جوتا في استغلال تراجع أداء فيرمينو مؤخرًا، ليسجل 7 أهداف في 11 مباراة بكافة المسابقات، منذ انتقاله لصفوف ليفربول في الصيف المنصرم، قادمًا من وولفرهامبتون، بينما سجل فيرمينو 5 أهداف فقط منذ بداية العام الحالي.

ومن أجل إرضاء جميع الأطراف، حاول كلوب استثمار تألق جوتا، دون أن يهدد استقرار ثلاثي الهجوم المعتاد، فدفع به إلى جانبهم أمام مانشستر سيتي، لكن التجربة فشلت في ظل وجود تداخل في الأدوار بين أكثر من لاعب.