رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الإعلام البديل".. أساس التعصب ومهد الفتنة بين جماهير الكرة (ملف)

الكابتن

انحسرت الثقافة وقل الوعي وغابت المعايير، فزاد التعصب وأصبح التوعد والسباب هما لغة التواصل بين الجماهير المصرية علي مختلف انتماءاتها ، بعدما كانت أرقي وأنبل علي مدار العقود السابقة، حتي أوشكنا علي بداية عصر جديد من التعصب ومهد للفتنة التي باتت وشيكة بين جماهير الأهلي والزمالك تزامناً مع أول نهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا بين ناديين من دولة واحدة عبر تاريخ البطولة.

 

ولاشك أن الإعلام المصري بشتي أشكاله يتحمل المسئولية كاملة بعدما تخلي عن دوره الأساسي في نقل الصورة الصحيحة دون تلوين، ومحاولة تثقيف الجماهير وفقا للمعايير المهنية والأخلاقية الثابتة عبر العصور، بدلا من الانجراف خلف وسائل التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" والتي تحولت من منصات شخصية إلي مراكز قوى، ما يسمي بالإعلام البديل الذي تحول إلي "غول" قبل أيام قليلة من مواجهة القرن بين الأهلي والزمالك يوم 27 نوفمبر الجاري في نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا .

 

"الكابتن" حاول إثارة القضية وتسليط الضوء علي الأسباب الحقيقية للعداء القائم بين جماهير الناديين، وكيفية استغلال مسئولي الناديين للإعلام البديل في تحقيق أهدافهم وتمرير الأجندة الخاصة بكل ناد، دون النظر للعواقب الوخيمة جراء هذا التصرف، وذلك في عدة حلقات تنشر خلال الأيام المقبلة.

 

غياب المعايير

تلاشت المعايير المهنية شيئاً فشيئاً، حتي تحول الإعلام الرياضي المصري إلي ما يشبه مواقع التواصل الاجتماعي، وبدا الفارق بين الوسيلة الإعلامية مقروءة كانت أو مسموعة وكافة مواقع التواصل الاجتماعي ليس بكثير، وذلك بسبب اعتماد المسئولين عن تلك الوسائل الإعلامية علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي للمعلومات .

 

ناهيك عن ذلك محاولات وسائل الإعلام المختلفة للبحث عن زيادة القراء وتحقيق الأرقام، بصرف النظر عن نوعية الرسالة الإعلامية، تحت مسمي التطوير ومواكبة العصر في ظل الإعلام الرقمي، دون أدني محاولة للقيام بالدور الأساسي في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح الفارق بين الرسالة الإعلامية وما يقوله المشجعون.

 

زيادة التعصب

فتحت مواقع التواصل الاجتماعي الطريق علي مصراعيه أمام دعاة التعصب ومحبي الفتنة بين جماهير الكرة المصرية، من خلال نشر ما يحلو لهم دون أي رقابة أو وازع إنساني، ما تسبب في حالات احتقان عديدة عبر السنوات الأخيرة، كانت كفيلة بإبعاد الجماهير عن المدرجات خشية وقوع كوارث جديدة تكون أشبه بكارثة بوسعيد التي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي.

 

وبدلاً من قيام مسئولي الأندية بملاحقة هؤلاء ومحاولة تحجيم دورهم، تسابق الجميع هنا وهناك للتقرب من هؤلاء ودعمهم مادياً ومعنوياً لتحقيق أجندات محددة، وكسب ثقة الجماهير من خلال اللعب علي وتر الانتماء، دون التفكير في المصلحة العامة للكرة المصرية، وربما لا يخفي علي الجميع الدور الذي يقوم به مسئولو الأهلي والزمالك لدعم تلك الصفحات التي تدعو للتعصب.

 

قلة الوعي وانعدام الثقافة

أنشئت مواقع التواصل الاجتماعي في كل بلدان العالم بهدف التواصل، والتعبير عن الشخصية دون أي تجاوز، لكن الأمر مختلف للغاية في مصر، فقد استغل الملايين حساباتهم لتوصيل رسالة محددة، وحشد الرأي العام وتصفية الحسابات الشخصية، دون الوضع في الاعتبار لما يسمي بالمصلحة العامة للبلد الذي ينتمون إليه.

ولا يخفي علي الجميع أن السبب الأساسي لسوء استخدام الجماهير المصرية مواقع التواصل الاجتماعي، يرجع لقلة الوعي وانعدام الثقافة لدي قطاع عريض من الجماهير، جعلهم مادة خام ووقودا لاستخدامهم في معارك شخصية، من خلال تكوين ما يعرف باللجان الإلكترونية مدفوعة الأجر، سواء في الأهلي أو الزمالك، وكذلك بعض الأندية الأخرى مثل بيراميدز والإسماعيلي والمصري والاتحاد السكندري.