تحليل بالأرقام.. لماذا تعاقد ليفربول مع نجم هجوم ولفرهامبتون؟

يبدو أن إعلان ليفربول عن ضم الجناح البرتغالي دييجو جوتا من صفوف ولفر هامبتون بات مسألة وقت وذلك بعد اتفاق إدارة بطل إنجلترا مع اللاعب على شروطه الشخصية إلى جانب التوصل لاتفاق مع ناديه وفقا للعديد من المصادر الموثوقة المقربة من الفريقين.

تؤكد المصادر أن ليفربول اتفق مع إدارة الذئاب على ضم الجناح البرتغالي صاحب ال23 عاما بعقد يمتد لعام 2025 مقابل 32 مليون يورو إلى جانب انتقال الناشئ الهولاندي اليافع كي جانا هويفر لصفوف كتيبة نونو سانتو.

وتقول المصادر الإنجليزية أن بطل إنجلترا  اتفق مع إدارة ولفرهامبتون على دفع قيمة انتقال جوتا في شكل أقساط مقسمة على خمس سنوات هي مدة تعاقد اللاعب مع النادي تُسدد فقط 10% منها في السنة الأولى وهو ما يُعد نجاحا كبيرة لإدارة تعاقدات ليفربول في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت كرة القدم العالمية نتيجة لتفشي فيروس كورونا - كوفيد 19.

ووفقا لبول جويس - جيمس بيرس وميليسا ريدي الصحفيين المقربين من إدارة ليفربول فإن قيمة انتقال المدافع هويفر من ليفربول إلى صفوف ولفرهامبتون كلفت الأخير 13.5 مليون يورو تشمل بعض الإضافات ليبلغ إجمالي انتقال جوتا لقلعة الأنفيلد قرابة ال45 مليون يورو تشمل قيمة هويفر وفوائد أقساط الصفقة.

وأكد الصحفي الإنجليزي المختص بأخبار ليفربول كريس باسكومب أن فريق كشافي ليفربول كان قد دأب على متابعة المهاجم البرتغالي منذ عامين بعد ترشيحه للنادي من جانب وكيله خورخي مينديز بالتزامن مع تعاقد النادي آنذاك مع لاعبه فابينيو والذي يدير البرتغالي الشهير أعماله أيضا.

إذن وبحسب تصريحات باسكومب فإن إدارة ليفربول كانت تعمل بهدوء على هذه الصفقة بدايةً بمراقبة اللاعب منذ عامين ونهايةً بضمه أخيرا والمتوقع إعلانه رسمياً بعد وقت لاحق من اليوم السبت, فماذا قدم اللاعب خلال هذين العامين؟

هذا ما نستعرضه خلال السطور التالية..

أين يلعب؟

يتميز دييجو جوتا بقدرته على اللعب في أكثر من مركز من مراكز الهجوم من بينها صناعة اللعب ومركز المهاجم الثاني إلا أنه يجيد أكثر على الرواق الأيسر وهو المركز الذي لعب به أغلب مبارياته في ولفرهامبتون تحت قيادة مواطنه البرتغالي نونو سانتو.

أسلوب لعب جوتا؟

وفقا لموقع "whoScored الشهير والمختص بالإحصائيات وتحليل أداء اللاعبين فإن جوتا يتميز بالمراوغة وهو الخيار الذي يفضله كثيرا في طريقة لعبه مما يمنحه فرص للحصول على العديد من الأخطاء لصالحه في أماكن مؤثرة من الملعب.

ويفضل البرتغالي أيضا القطع والدخول لعمق الملعب لمفاجأة الدفاعات من أجل التسديد على المرمى أو خلق زيادة عددية في عمق الملعب  وصناعة فرص تهديفية محققة لزملائه.

وإذا كان اللاعب يحصل على عدد وافر من الأخطاء فيُعاب عليه كذلك ارتكاب الكثير من الأخطااء وإن كان أغلبها يتم في مناطق الخصم ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى كثرة فقدانه لتمركزه الدفاعي الصحيح أثناء امتلاك المنافس للكرة وهي السلبية التي سيعمل بالتأكيد على  تحسينها تحت قيادة مدربه الألماني يورجن كلوب.

إحصائياته؟

دعونا نستعرض أولا مجموعة من الإحصائيات الخاصة بدييجو قبل التعليق عليها وذلك في شكل مقارنة بين ارقامه خلال آخر عامين.

موسم 2018/2019.

الدوري الإنجليزي الممتاز:  ظهر جوتا مع ولفرهامبتون في 33 مباراة بواقع 2369 دقيقة حل في أربعة منها كبديل بينما تم استبداله 20 مرة ونجح إجمالا في تسجيل 9 أهداف وصناعة 5 لزملائه وحصل على 11 بطاقة جميعها صفراء.

إجمالاً ظهر اللاعب مع فريقه في 37 مباراة بمختلف المسابقات خلال موسم 2018/2019 نجح من خلالها في تسجيل عشرة أهداف إلى جانب صناعة 7 لزملائه  خلال 2630 دقيقة ملعوبة ليساهم إما بالتسجيل أو الصناعة بمعدل مرة كل 154 دقيقة فيم حصل على 12 بطاقة صفراء.

خلال نفس الموسم جاءت نسبة تمريرات اللاعب الصحيحة لكل مباراة 75.6% وسدد بين القائمين والعارضة بمعدل 1.8 للمباراة فيما أكمل 1.7 مراوغة ناجحة وتمت عرقلته كذلك بمعدل 1.7 لكل مباراة كما مرر تمريرة مفتاحية بمعدل 0.8 ووقع في مصيدة التسلل 0.2 مرة للمباراة.

الموسم الماضي - موسم 2019/2020.

الدوري الإنجليزي الممتاز: شارك اللاعب مع فريقه في 34 مباراة بواقع 2298 دقيقة حل في سبعة منها كبديل بينما تم استبداله 21 مرة.

نجح جوتا في تسجيل سبعة أهداف وقدم لزملائه تمريرة حاسمة وحيدة فيم حصل على أربعة بطاقات جميعها صفراء.

فريق ولفر هامبتون خاض معترك المنافسة الأوربية خلال هذا الموسم من خلال المشاركة في بطولة الدوري الأوربي وكان جوتا حاسما بالنسبة لفريقه خلال هذه البطولة من خلال الظهور في 14 مباراة بما في ذلك الأدوار التمهيدية للبطولة ليسجل تسعة أهداف إلى جانب صناعة خمسة لزملائه.

وإجمالاً سجل النجم البرتغالي 48 ظهورا مع الذئاب خلال جميع منافسات هذا الموسم بواقع 3060 دقيقة نجح من خلالها في تسجيل 16 هدف وصناعة ستة ليساهم بهدف كل 139 دقيقة فيم حصل على خمس بطاقات صفراء.

نسبة التمريرات الصحيحة لصفقة ليفربول الجديدة تحسنت بشكل كبير خلال موسمه الأخير مع فريق ولفر هامبتون لتصل إلى 82.4 أخذا في الاعتبار انخفاض مستوى منافسي الذئاب خلال المراحل التمهيدية من تصفيات الدوري الأوربي مما ساهم  بالتأكيد في تحسن نسبة اللاعب بينما تنخفض هذه النسبة قليلا لتصل إلى 79.5 على مستوى منافسات بريمير ليج فقط.

خلال هذا الموسم سدد جوتا بمعدل تسديدتين بين القائمين والعارضة لكل مباراة وأكمل 1.9 مراوغة للمباراة بينما تمت عرقلته 1.8 مرة لكل مباراة وأرسل 0.9 تمريرة مفتاحية ووقع في مصيدة التسلل فقط 0.1 مرة لكل مباراة.

قراءة في الأرقام: نسبة المشاركة والفاعلية الهجومية.

في موسم 2018/2019 ساهم جوتا بتسجيل وصناعة 17 هدفا خلال مشاركته في 37 مباراة بمختلف المسابقات وهو ما يساوي 3330 دقيقة,  لعب منها فقط 2630 ما بين أساسي وبديل بنسبة 79%.

بمعنى أن جوتا قد لعب 79% من نسبة عدد دقائق المباريات التي اشترك فيها سواء لعب كأساسي أو دخل من مقاعد البدلاء.

أما موسم 2019/2020 المنقضي فقد شهد مشاركة جوتا في 48 مباراة بمختلف المسابقات وهو ما يساوي 4320 دقيقة, لعب منها 3060 دقيقة بين أساسي وبديل وبنسبة 71% تقريباً وساهم بتسجيل وصناعة 22 هدفا.

نلاحظ من تلك الأرقام ارتفاع معدل الفاعلية الهجومية للاعب من المساهمة بتسجيل أو صناعة هدف كل 154 دقيقة - 17 هدف خلال الموسم الأول إلى المساهمة بهدف لكل 139 دقيقة - 22 هدف خلال الموسم الثاني,  ذلك على الرغم من انخفاض نسبة دقائق المشاركة في الموسم الأخير مقارنة بسابقه.

تشير الأرقام كذلك بوضوح إلى تحسن كبير على مستوى دقة التمريرات في الموسم الثاني مقارنة بسابقه مع تحسن طفيف في معدلات المراوغة والتسديد على المرمى وعدد التمريرات المفتاحية key pases وكذلك حصول اللاعب على الأخطاء لصالحه وأخيرا الانخفاض الطفيف في معدلات الوقوع في مصيدة التسلل مما قد يدلل على تطور الوعي التكتيكي لدى اللاعب من موسم لآخر.

معظم الأرقام السابقة تؤكد قابلية الجناح البرتغالي للتطور,  إذ أن أغلبها طرأ عليه تحسن في الموسم الأخير مقارنة بسابقه أخذا في الاعتبار سن اللاعب الصغيرة ولعبه لفريق قوي في بريمير ليج إلى جانب امتلاكه بعض الخبرات الأوربية.

وقد يرجع التعاقد مع  جوتا أيضا لحاجة ليفربول إلى عنصر هجومي غير إفريقي يساعد الفريق مستقبلا حال مشاركة الثنائي ماني وصلاح مع منتخبات بلادهم في بطولة الأمم الإفريقية التي صدر قرار عن الكاف بإعادتها لتُلعب في يناير وهو ما قد يُمثِل أزمة لبطل إنجلترا في منتصف الموسم.

أخيراً يبدو أن تلك الأرقام المتصاعدة للاعب إلى جانب متابعته المُطولة من قِبل طاقم ليفربول الفني وقناعتهم به جميعها أسباب دفعت إدارة عملاق المرسيسايد لإتمام التعاقد مع الدولي البرتغالي دييجو جوتا ليكون بذلك بديلا قوياً لخط هجوم ناري يتكون من الدولي السنغالي ساديو ماني, البرازيلي الأنيق فرمينيو وبقيادة هداف الفريق المصري محمد صلاح.