رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كل السيناريوهات.. هكذا يفكر فايلر وكارتيرون فى قمة الأهلى والزمالك

فايلر وكارتيرون
فايلر وكارتيرون

رغم ضعف المنافسة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك هذا الموسم، يدخل الفريقان مباراة الليلة برغبة كبيرة في تحقيق الفوز، ومخاوف ضخمة من الخسارة التي ترفضها إدارتا الناديين في ظل الأجواء المشحونة بينهما.

ويتعرض السويسري رينيه فايلر، المدير الفني للأهلي، والفرنسي باتريس كارتيرون، المدير الفني  للزمالك، لضغوط كبيرة خلال المواجهة المنتظرة، بسبب الحصار الجماهيري، ورغبة إدارة الناديين في تحقيق الانتصار.

كيف يفكر «فايلر» و«كارتيرون» في هذه المعركة؟ وما خطط كليهما للفوز بها؟ وأين نقاط الضعف والقوة هنا وهناك؟.. هذه وغيرها من التساؤلات يجيب عنها «الكابتن» في السطور التالية.


المارد الأحمر


«4-3-3» تحل أزمة الغائبين.. والإصرار على جيرالدو في صالح المنافس


في ظروف أصعب من منافسه يدخل «فايلر» هذه المواجهة، بعدما فقد أهم لاعبي الفريق رمضان صبحي، وأفضل بدائله محمود عبدالمنعم «كهربا»، إلى جانب الورقة الهجومية الأهم في الجهة اليمنى حسين الشحات وبديله أحمد الشيخ بداعي الإصابة.

مشاكل فنية ضخمة يعانيها الأهلي تحت قيادة «فايلر» هذه الأيام، وزاد الأمر سوءًا حالة الاحتقان الحاصلة على خلفية أزمة الرحيل المرتقل لـ«رمضان صبحى» إلى بيراميدز.

ويدخل المدرب السويسري هذه المواجهة بلاعب واحد في مركز الجناح هو جيرالدو دا كوستا، وهو ليس في كامل لياقته وقوته البدنية، بعدما تعرض للإصابة في المباراة الأخيرة أمام أسوان.

وتجعل هذه المعطيات «فايلر» في حيرة كبيرة وهو يختار الطريقة التي يلعب بها هذه الجولة، ولذلك حينما سُئل في المؤتمر الصحفي الأخير عن إمكانية استبدال الطريقة من «4/2/3/1» إلى أي شكل عددي آخر، قال: «هذا وارد جدًا في ظل افتقاد لاعبي مركز الجناح».

وهنا قد يلجأ «فايلر» إلى الاستعانة بخطة «4/3/3»، بالاعتماد على الرباعي الدفاعي: محمد هاني، وياسر إبراهيم، وأيمن أشرف، وعلى معلول، وفي الوسط حمدي فتحي، وأليو ديانج، وعمرو السولية، وفي المقدمة آجايي وقفشة «وليد سليمان»، ومروان محسن.

ويتيح تواجد 3 لاعبين على الدائرة لـ«فايلر» تحقيق الكثافة العددية في الوسط، وبالتالي حرمان الزمالك من امتلاك الأمور والتحكم بـ«الرتم»، إلى جانب الفوز بالكرات الثانية، لأنه يعرف بأن «كارتيرون» يعتمد على الكرات الطولية، والفوز بالكرة الثانية القادمة من المدافعين.

فمن خلال هذه الطريقة يمكن تكوين «ستارة ثلاثية» أمام خط الدفاع، للفوز بالكرات المرتدة من خط دفاعه، وكذلك الفوز بالكرات القادمة من دفاع الزمالك.

وأظهر «فايلر» في المباريات الأخيرة بالدوري اهتمامه باللعب الطولي، في ظل افتقاد أهم العناصر القادرة على التطوير الهجومي، ويراهن على فكرة الحصول على الكرة المرتدة من دفاع الخصم لتشكيل خطورة.

وحال استخدام تلك الطريقة، سيميل آجايي إلى اللعب كجناح أيسر أمام على معلول، وسيشاركه في الأدوار الدفاعية، مع تحوله إلى العمق في أوقات كثيرة، ليكون أقرب إلى المرمى والتمركز كرأس حربة ثان مع مروان محسن.

أما الجناح الأيمن، سواء كان وليد سليمان أو «قفشة»، فسيميل أكثر إلى أدوار الجناح الوهمي بالتمركز في العمق، وربما يتحول بشكل كامل لصانع ألعاب صريح في أوقات كثيرة، ليترك الخط لـ«محمد هاني» الذي سيتحول لجناح أيمن في الحالة الهجومية، على أن يغطي أليو ديانج تقدمه ويراقب تحركات أشرف بن شرقي، الجناح الأيسر للزمالك.

وستكون هذه الطريقة الأفضل للأهلي في ظل المعطيات المتاحة، لأنه سيتمتع بوجود رباعي في وسط الملعب، إذا أضفنا «قفشة» للثلاثي المذكور، وسيمنحه ذلك حيازة اللعب والتحكم بـ«الرتم» والتأمين الدفاعي الجيد.

كما أن الفريق سيتمتع بكثافة عددية، وفتح عرض الملعب عند صعود «هاني» يمينًا و«معلول» يسارًا، فضلاً عن تمركز «قفشة» في مركز صناعة اللعب، وإمكانية تقدم أحد ثلاثي الوسط: حمدي والسولية وديانج، وتواجد آجايي مع مروان محسن كمهاجمين صريحين في عمق منطقة الخصم.

أما الطريقة الأخرى التي يمكن لـ«فايلر» التعويل عليها، فهي الاعتماد على الشكل المعتاد واللعب بطريقة «4/2/3/1»، بنفس خط الدفاع واستبعاد أحد ثلاثي الوسط «حمدي فتحي هو الأقرب لذلك»، على أن يدفع بـ«جيرالدو» في الجهة اليمنى أمام محمد هاني، ويتمركز «قفشة» في مركز الـ10 أمام ثنائي الارتكاز: ديانج والسولية، ويكون آجايي جناح أيسر ومراون محسن مهاجمًا.

 

لكن هذه الطريقة ستقلل لاعبي الوسط، وربما تتيح الفرصة أمام الزمالك لاستغلال المساحة ما بين لاعبي الارتكاز وخط الدفاع، وكذلك الفوز بالكرات الثانية التي دومًا ما راهن عليها «كارتيرون» وفاز بها.


الفارس الأبيض


إعاقة تقدم معلول وخلق مساحة لـ«بن شرقي».. والرهان على الثنائيات والدكة


في المقابل يدخل الزمالك المباراة أكثر طمأنينة واستقرارًا وبلا غيابات مؤثرة، فلا يعد خروج عبدالله جمعة من القائمة ذا قيمة، في ظل غياب اللاعب عن المشاركة منذ فترة طويلة، واعتماد المدرب الفرنسي على محمد عبدالشافي في مركز الظهير الأيسر.

ويمتلك «كارتيرون» خيارات عديدة في مباراة الليلة، لكنه سيعتمد على نفس الطريقة «4/2/3/1»، مع احتمالية استبدال بعض العناصر بحسب أفكاره الخططية.

إذا كان «كارتيرون» حريصًا وغير متعجلًا التسجيل والفوز، سيذهب إلى اختيار اللعب بثنائي ارتكاز دفاعي صريح هما طارق حامد وأحمد سيد «زيزو»، لتأمين المساحة العرضية في وسط الملعب، وأمامهما فرجاني ساسي في مركز صناعة اللعب تارة، وكلاعب وسط ثالث تارة أخرى.

أما إذا كان يرغب في البدء بشكل أكثر هجومًا، والوصول للمرمى بشكل أسرع، سيدفع بـ«أوباما» في مركز صناعة اللعب، ويعود «فرجاني» إلى جوار طارق حامد على حساب «زيزو» الذي سيترحل إلى مركز الجناح الأيمن، وهذا هو التصور الأقرب.

سيفكر المدير الفني للزمالك ألف مرة قبل اختيار لاعب الوسط الثالث، وسيحدد ذلك قراءته للأهلي، فإذا اعتمد «فايلر» على ثلاثي وسط، فسيخشى «كارتيرون»

من خسارة الوسط، لذلك سيكون تواجد «زيزو» في العمق أفضل، لأن طارق حامد سيكون في معركة غير متكافئة مع «السولية» و«ديانج» وقتها.

أما إذا بدأ الأهلي بخطته الاعتيادية «4/2/3/1»، فسيكون الأفضل لـ«كارتيرون» الدفع بـ«أوباما» في مركز صناعة اللعب، وعودة «ساسي» إلى الارتكاز.

دفاعيًا يدخل الزمالك بمحمد عبدالغني في مركز الظهير الأيمن بلا أية أدوار هجومية، وبهدف واحد هو رقابة جونيور آجايي، وتكوين ثنائية دفاعية قوية في الجهة اليمنى مع «زيزو» لإعاقة تقدم على معلول.

يعرف «كارتيرون» أن أفضل ما يميز الأهلي هو الجهة اليسرى في وجود على معلول، إلى جانب أفضل مهاجمي «الأحمر» جونيور آجايي، لذلك لا يفكر أبدًا في الدفع بظهير أيمن هجومي، وسيثبت محمد عبدالغني كمدافع صريح في هذه المنطقة.

وكذلك سيميل للأفكار الدفاعية وهو يختار الجناح الذي يلعب أمام «عبدالغني»، لذلك يفضل الدفع بـ«زيزو» بدلًا من محمد أوناجم الذي يعاني بعض المشاكل الدفاعية.

أما هجوميًا، فالرهان الأبرز للفرنسي دائمًا هو الصبر وانتظار هدايا الخصم، فـ«كارتيرون» دائمًا ما يبحث عن التأمين الدفاعي وإرهاق خصمه في البحث عن فرصة ومساحة، انتظارًا لخروجه وتركه المساحات التي يستطيع توظيف قدرات لاعبيه جيدًا والفوز من خلاله.

لن يكلف «كارتيرون» لاعبيه بالتحضير كثيرًا، ولا يفضل اللعب العرضي، لذلك ستجد مصطفى محمد رأس الحربة الصريح يتمركز دائمًا في منطقتين طوال المباراة، الأولى في المساحة بين على معلول وأيمن أشرف، والثانية بين محمد هاني وياسر إبراهيم.

والهدف هنا هو استقبال الكرات الطولية المرسلة من الخلف، على أن يدخل أشرف بن شرقي و«زيزو» و«فرجاني» في العمق خلف مصطفى محمد، لاستقبال الكرة الثانية.

ويراهن «كارتيرون» دائمًا في هذه اللعب على أمرين في غاية الأهمية، الأول هو قوة مصطفى محمد في الفوز بالالتحامات وسط ضعف أيمن أشرف، ومن جهة أخرى ذكاء أشرف بن شرقي و«زيزو» في التمركز، وسرعة رد فعلهما لخطف الكرة الثانية قبل لاعبي ارتكاز الخصم، والتقدم في تلك المساحة لتشكيل خطورة كبيرة، لذلك سيكون تواجد ثلاثي وسط في الأهلي حيلة تعطيل «كارتيرون» عن تنفيذ فكرته الأساسية.

كما يراهن «كارتيرون» على الثنائيات، حيث يمتلك أشرف بن شرقي أفضلية على محمد هاني في الجهة اليسرى للزمالك اليمنى للأهلي، ويمتلك مصطفى محمد أفضلية على أيمن أشرف في عمق الملعب، ويمتلك «زيزو» في الجهة اليمنى للزمالك مساحات خلف علي معلول الذي يميل للتقدم، ويجد مشكلات كبيرة إذا لم تغطه بلاعب وسط ومدافع قوي، وفي وجود أيمن أشرف خلفه الأهلي ليس آمنًا بصورة كاملة.

كما يمتلك «كارتيرون» دكة بدلاء أقوى من نظيرتها بالأهلي، في ظل وجود محمد أوناجم، واحتمالية بقاء «أوباما» على الخطوط، وإسلام جابر، واللاعبين الشابين أسامة فيصل وحسام أشرف.