رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

من فالفيردي لـ سيتين.. يا قلبي لا تحزن

الكابتن

توج نادي ريال مدريد، أمس الخميس، بلقب بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم " لا ليجا"، موسم 2019-2020، للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخه، بعد انتصاره أمس على فياريال بهدفين مقابل هدف، ضمن منافسات الجولة السابعة والثلاثين من المسابقة.

انتصار ريال مدريد جاء في نفس الوقت الذي تعرض فيه نادي برشلونة لهزيمة موجعة أمام أوساسونا الذي كان يلعب منقوصًا بعد طرد أحد لاعبيه، بهدفين مقابل هدف، ليصل الفارق بينهم وبين أبطال الليجا لـ 7 نقاط قبل جولة وحيدة من نهاية المسابقة.

من فالفيردي لـ سيتين.. يا قلبي لا تحزن، بالتأكيد هو لسان حال مشجعي نادي برشلونة بعد خسارتهم الليجا أمس، بل أن البعض قد ترحم بالفعل على أيام إرنستو فالفيردي المدير الفني السابق للبارسا، بعد ما رأوه مع كيكي سيتين.

نادي برشلونة حامل لقب الدوري الإسباني في الموسمين الماضيين، كان يعرف كيفية التعامل مع مشوار الليجا الطويل، وذلك مع مدربه إرنستو فالفيردي، فالرجل سيطر على المسابقة بشكل كامل أثناء توليه لقيادة الفريق الكتالوني.

فالفيردي عين مديرًا فنيًا لبرشلونة قبل موسم 2017-2018، ومعه اكتسح البارسا بطولة الدوري الإسباني بالمعنى الحرفي، حيث لعب معهم في موسمي 76 مباراة، حقق معهم الانتصار في 54 مباراة، وتعادل في 18 مباراة، وخسر 4 مباريات فقط.. إحصائية قد تجعله أحد أفضل مدربي الليجا، لذا فلماذا طالب مشجعو البارسا برحيله كثيرًا؟

فالفيردي لم يكن يعرف كيفية التعامل مع المباريات الإقصائية، الفريق ودع دوري الأبطال في أخر نسختين بشكل دراماتيكي وغير منطقي، ففي عام 2018، خرج نادي برشلونة من دور ربع النهائي على يد روما الإيطالي، فبعد انتصار البارسا في مباراة الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف، بدت مهمة مباراة العودة سهلة، لكن ذئاب العاصمة الإيطالية فازوا بثلاثية نظيفة وأخرجوا برشلونة خارج البطولة.

نفس الأمر تكرر في العام الماضي مع خصم مختلف وفي دور مختلف من البطولة، ففي دور نصف النهائي واجه برشلونة نظيره ليفربول الإنجليزي، وانتصروا عليهم بثلاثية نظيفة في مباراة الذهاب، لكن البارسا انهار في مباراة العودة وخسروا برباعية نظيفة مودعين البطولة، وسط حسرة وذهول من لاعبي الفريق الكتالوني ومشجعيهم.

استمرت عقدة البطولات الإقصائية، ليخسر نادي برشلونة بطولة كأس إسبانيا أمام فالنسيا العام الماضي في المباراة النهائية.

طالب مشجعو برشلونة برحيل فالفيردي بنهاية الموسم الماضي، فالفريق بجانب خروجه بشكل سيء من دوري أبطال أوروبا كل عام، إلا أن الفريق فقد مع إرنستو هويته ولعبه الممتع، أصبح برشلونة يعتمد بالشكل الأول والأخير على أسطورته ليونيل ميسي، لكن ميسي مع تقدم عمره لن يخدم البارسا في كل المباريات وهو أمر طبيعي.

فالفيردي كان يحظى بثقة لاعبيه وعلى رأسهم ميسي، وكذلك مجلس الإدارة بشكل كبير، لذا بقى فالفيردي مديرًا فنيًا لبرشلونة مع بداية هذا الموسم.

لكن يبدو أن مشجعي برشلونة كانوا محقين في مطالبهم، فبرشلونة بدا هشًا بشكل كبير مطلع هذا الموسم، رغم التعاقدات القوية التي أبرمها.. الفريق خسر 3 مباريات في الليجا في أول 19 مباراة وتعادلوا في 4، وحققوا الانتصار في 12 مباراة، ليفقدوا صدارة الليجا لصالح ريال مدريد.

ما زاد الطين بلة هو خسارة نادي برشلونة لكأس السوبر الإسباني الذي أقيم مطلع هذا العام في المملكة العربية السعودية، فالفريق خرج من دور نصف النهائي على يد أتلتيكو مدريد، لتكون تلك الناهية لمسيرة فالفيردي مع برشلونة وتتم إقالته في الثالث عشر من شهر يناير.

كثرت الترشيحات في ذلك الوقت عن مدرب برشلونة القادم.. البعض تحدث عن ماسميليانو أليجري مدرب يوفنتوس الإيطالي السابق.. البعض رشح الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو الذي قاد توتنهام الإنجليزي لنهائي دوري أبطال أوروبا، هناك من رشح رونالد كومان مدرب منتخب هولندا وأسطورة الدفاع بالنسبة للفريق الكتالوني، ومن رشح الإسباني روبرتو مارتينيز مدرب منتخب بلجيكا، وهناك من رشح تشافي قائد الفريق السابق ومدرب السد القطري، لكن ماذا فعلت إدارة برشلونة.. تعاقدت مع إنريكي سيتين سولار، أو كيكي سيتين صاحب الحادية والستين من العمر، المدرب الذي توج بـ صفر من البطولات وإنجازه الأكبر في مسيرته التدريبية كان قيادته لريال بيتيس لبطولة الدوري الأوروبي.

هناك من رحب بقرار تعيين كيكي، فهو قد يعيد أسلوب التيكي تاكا والكرة الجمالية الشاملة، فهو كان يطبقها مع ريال بيتيس بقدر إمكانياته المتاحة، وهناك من أبدى اعتراضه على تلك الخطوة، وأولئك كانوا محقين.. ميسي أصبح في الثالثة والثلاثين من العمر.. الفريق بحاجة لتجديد دماء والبحث عن طريقة لتعويض رحيل ميسي أو اعتزاله في المستقبل.

أولى مباريات برشلونة مع كيكي كانت في الجولة العشرين من الليجا، فاز برشلونة بصعوبة على غرناطة بهدف نظيف لكن الفريق ظهر بشكل جيد إلى حد ما، ثم انتصار على إيبيزا بصعوبة في كأس إسبانيا بهدفين مقابل هدف.. مازال كيكي يستكشف فريقه دعونا لا نحكم عليه الآن.

تلقى بعد ذلك برشلونة هزيمته الأولى مع كيكي في ثالث مبارياته فقط مع الفريق أمام فالنسيا بهدفين نظيفين، ثم انتصار في كأس إسبانيا وبطولة الدوري، ليصطدموا بأتلتيك بيلباو في ربع نهائي كأس إسبانيا، ليخسروا بهدف نظيف ويودعوا البطولة، ويخسر الفريق الكتالوني أولى بطولاته لهذا الموسم مع كيكي سيتين.

بعد هذا الخروج فاز برشلونة في 3 مباريات متتالية في الدوري جعلته يعود لصدارة الليجا، ليلاقي بعد ذلك نابولي في ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا، ويخرج بتعادل صعب للغاية بهدف لكل فريق، في مباراة كاد برشلونة أن يخسر بنتيجة ثقيلة فيها.

وبعد تلك المباراة، خاض كيكي أول كلاسيكو له أمام ريال مدريد، ليخسره برشلونة بهدفين نظيفين، ويترك صدارة الليجا مرة أخرى لنادي العاصمة الإسبانية.

كان كيكي محظوظًا بعض الشيء، خسر نادي ريال مدريد أمام فريقه القديم بيتيس، وانتصر البارسا على سوسيداد بهدف نظيف، ليعود البلاوجرانا لصدارة الليجا، وتتوقف المسابقة لمدة 3 أشهر بسبب فيروس كورونا قبل 11 جولة على النهاية.

ولكن ماذا حدث بعد توقف الكورونا؟ لعب ريال مدريد 10 مباريات انتصر فيهم جميعًا، أما برشلونة، فتعادل أمام إشبيلية ليخسر الصدارة لصالح ريال مدريد، ثم تعادلين أمام سيلتا فيجو وأتلتيكو مدريد، فأصبح الفارق 4 نقاط، ومن ثم خسارة قاسية أمس أمام أوساسونا أكدت تتويج ريال مدريد باللقب الذي لم يستطع تحقيق في فترة فالفيردي كمدرب للبارسا.

كيكي سيتين خاض 22 مباراة مع برشلونة منذ توليه مهمة الفريق، فاز في 14 مباراة وتعادل في 4 وهُزم في 4 أخرى، وخسر برشلونة معه بطولتي الدوري الإسباني وكأس إسبانيا.

رحل فالفيردي وأتى سيتين أسوأ منه، وبرشلونة أصبح ضحية لقرارات الإدارة السيئة، والتي قد تجعل برشلونة في مكان أسوأ الموسم المقبل.