شطة: محمود الخطيب أفضل لاعب في تاريخ الكرة المصرية.. وهذه نصيحتي لـ حسام عاشور"حوار"

عبد المنعم شطة..هو واحد من أفضل اللاعبين الذين ارتدوا قميص النادي الأهلي على مر الزمان، حفر اسمه في قلوب الأهلاوية وصاروا يرددون باسمه، وبعد نهاية رحلته مع الساحرة المستديرة، استمر عمله في كرة القدم وأصبح أهم الشخصيات القيادية في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم

وحاورنا "شطة"، للحديث عن بعض الأمور الخاصة بمسيرته ، وبعض الأمور المطروحة على الساحة الكروية في وقتنا هذا.

انتقلت للدراسة من جامعة الخرطوم بالسودان، لدراسة الهندسة هنا في القاهرة، كنت ألعب في نادي التحرير بالسودان ولعبت مباريات جيدة أمام الفرق الكبيرة هناك وكنت هداف الفريق، حتى سمع عبده البقال عني من صديقه القطب الهلالي والمحب للنادي الأهلي سوريين اسكندريان، ثم تم الاتفاق معي على الانتقال لصفوف النادي الأهلي بمجرد الوصول من السودان.

لم يتم قييدي في قائمة النادي الأهلي عام 1973، فكرت في الذهاب لنادي الزمالك، التقيت بزملائي عمر النور وسمير محمد علي وذهبت لأتدرب في نادي الزمالك، ذهبت بالفعل لكن مدرب الفريق لم يهتم بي وشعرت بأنه من الأفضل أن أظل في النادي الأهلي حتى يتم قيدي وإن لم يتم قيدي أكمل دراستي بشكل طبيعي، تدربت مع النادي الأهلي، وكانت بدايتي أمام المحرق البحريني وسجلت هدفًا لذا تم قيدي على الفور، لأنني كنت أيضًا أؤدي بشكل جيد في التدريبات، لكن الزمالك لم يعرض ضمي، ذهبت للنادي بدعوة من أصدقائي فقط.

كل لحظاتي مع النادي الأهلي جميلة، كنا نتجمع جميعًا في النادي منذ الصباح وحتى المساء، مجموعة رائعة من اللاعبين، عصام عبد المنعم وحسن حمدي وأنور سلامة.. مجموعة من اللاعبين الكبار والرموز، جميع لحظاتنا في الأهلي كانت جميلة وكانت مليئة بالانتصارات، عاصرت الفريق مرتجي، وصالح سليم الذي كان بمثابة والدنا، كان يعطي لنا النصائح حتى نصبح لاعبين أفذاء.

عند اعتزالي عالم الساحرة المستديرة، اخترت تلك اللحظة بعناية، اعتزلت في سن الـ 32، أصر حسن حمدي وكابتن هيديكوتي على استمراري، لكنني أصريت على الاعتزال وأنا واقف على قدمي، مع أنه كان بإمكاني اللعب لـ 3 أو 4 سنوات، كانت لياقتي البدنية، لكن وقتها كنا ننظر لمستقبلنا بعد كرة القدم وإيجاد وظيفة جيدة، ليس كما يحدث الآن، اللاعب يعتزل ومعه ملايين الجنيهات ولا يريدون الاعتزال، كنا نعتزل ونحن قادرون على العطاء للتفكير في مستقبلنا بعد ذلك، عملية الاعتزال كانت صعبة للغاية بالنسبة لي، بأن أترك مسيرتي وزملائي.

جيلي كله، كان أفضل فريق موجود بأفضل مجموعة من اللاعبين، لم يكن يهم من يتواجد أساسيًا على أرض الملعب ومن يجلس احتياطيًا، كنا نجلس على دكة البدلاء ونلعب أساسيين بشكل متداور، صفوت عبد الحليم كان أقرب اللاعبين لي كنا نشكل وسط ملعب قوي للغاية، على اليمين محسن صالح، وعلى اليسار جمال عبد العظيم أو طاهر الشيخ ثم مختار مختار، كنا فريق قوي ورائع للغاية واستمرينا بنفس المجموعة لمدة 9 سنوات.

كان هناك العديد من الأسماء السودانية الكبيرة في الكرة المصرية، كان هناك أمين زكي وإبراهيم الكبير وأسامة يوسف، وسليمان فارس ومحمد النيل في الأهلي، أما في الأندية الأخرى، فهناك حمديتو وعبد الخير ، وسمير محمد علي وعمر النور ونوح آدم.. سليمان فارس كان من أفضل اللاعبين السودانيين، صالح سليم أخبرني أنه لم يرى لاعبًا مثله في وسط الملعب، لكن بعد ذلك لم نرى لاعبين ظهرت على الساحة الكروية في مصر بشكل كبير، لأن الاحتراف في مصر يحتاج لاعب لديه قوة في الإرادة وقة في التحمل.. دوري قوي يحتاج لاعبين أقوياء، لذا اللاعبين السودانيين يحتاجون لتغيير فكرهم للاحتراف في مصر مستقبلًا

أطهر الطاهر لاعب جيد وظهر في ادوري أبطال أفريقيا بشكل جيد، هو ظهير متميز، وإذا جاء النادي الأهلي أو احترف في مصر بشكل عام، يستطيع بالتدريبات والظوابط الموجودة أن يصبح لاعبًا قويًا جدًا، إذا كانت عنده الإرادة لأن يصبح كذلك، نحتاج لدعمه ويفكر في الاحتراف المصري ثم الاحتراف الأوروبي، حتى يصبح مثل اللاعبين المصريين في الخارج، يجب أن يكون للاعب طموح لأنه إذا لم يكن لديه طموح فهو ليس لاعبًا محترفًا، وإذا جاء لمصر فأنه يحتاج للتعامل بشكل محترف، لأن الكرة المصرية مختلفة عن الكرة السودانية

الأهلي لن يتأثر برحيل إكرامي وعاشور وفتحي من الناحية الفنية، الثلاثي لم يلعبوا بشكل أساسي مع الأهلي ولكل منهم بدائل في مراكزهم، لكن الأهلي سيتأثر بقلة الشخصيات القيادية في الفريق للأسف، لا يوجد لاعب استمر لأكثر من 5 سنوات في الفريق ويستطيع أن يكون قائدًا محنكًا، لدينا الشناوي وسعد سمير عند عودته، وعمرو السولية يمتلكون شخصية قيادية، لكن غيرهم لا نجد من يتحلى بتلك الشخصية، الكابتن مهم في الفريق وهو رمانة الميزان، وطوال تاريخ الأهلي كان الفريق غنيًا بالشخصيات القيادية عكس الفترة الحالية ونتمنى ألا يؤثر ذلك على النادي.

حسام عاشور هو ابن من أبناء النادي الأهلي وخدم النادي الأهلي لسنوات طويلة مثله مثل العديد من اللاعبين، لكنه حصل أيضًا على العدد الأكبر من البطولات مع المارد الأحمر، هي أزمة ليست بالكبيرة، الأهلي طالبه بالاعتزال في النادي، وهو اعتقد أن في ذلك تقليل لقدراته ولإمكانياته.

حسام عاشور تعرض لبعض المغريات الخارجية، كنت أتمنى أن يتدخل نجوم الفريق الكبار في تلك الأزمة، كنت أتمنى أن يساعده شريف إكرامي أقرب اللاعبين له، في تلك الأزمة، وسائل التواصل الاجتماعي هي من أحدثت تلك المشكلة وقامت بتهويل الأمر للأسف.

عاشور لاعب كبير، لكن كنت أتمنى أن يتحلى بقدر من الذكاء قليلًا في تلك القضية وأن يقبل عرض الأهلي، البقاء في الأهلي بدون أموال أفضل من البقاء خارجه وأنت مليونير، التواجد في النادي الأهلي شرف إن عملت في أي منصب، وكل لاعب حر.. هو لاعب كبير ومحترم كما ذكرت وأكن له كل الاحترام.

أنصح حسام عاشور بأن يقدم اعتذارًا للنادي الأهلي وجمهوره بعد فترة من الوقت حتى تنتهي تلك الأزمة نهائيًا، وأن يقبل عرض الأهلي بأن يعمل في النادي سواء في الإدارة أو في القناة أو في الأكاديميات، التواجد في النادي الأهلي أفضل من أي شيء، لكن لو أراد اللعب خارج الأهلي فهو حر بكل تأكيد، لكن إذا أراد العودة للكيان الأهلاوي فالأمر ليس صعبًا وأتمنى أن يعود لبيته مرة أخرى.

محمود الخطيب، برغم طول قامته وهو الأمر الذي يصعب على لاعب كرة القدم تأدية مهمته، إلا وأنه كان أفضل لاعب في تاريخ الكرة المصرية، كل لاعب يقول رأي مختلف في ذلك الأمر، أنا سألت لاعبين كبار حول هذا الأمر، هناك من قال حسين حجازي، هناك من قال رفعت الفناجيلي، ومختار التتش، وزيزو و محمد أبوتريكة ومحمد بركات، رأيي الخاص أن محمود الخطيب هو الأفضل، لاعب هداف ومؤثر وهداف وفريد من نوعه، واستمر في الملاعب لفترات طويلة.

إلغاء الدوري سيؤثر بشكل كبير في كل شيء، إلغائه سيعتبر ظلم كبير للنادي الأهلي في حال عدم تتويجه، الأهلي متفوق بأكثر من 19 نقطة عن أقرب منافسيه، وسيؤثر بشكل كبير في معنويات اللاعبين، لكن الأهلي لا يتأثر بأي شيء، وأي أزمة لا تؤثر في لاعبي الأهلي حتى أزمة حسام عاشور، فايلر مسيطر بشكل كبير على اللاعبين

الأهلي لديه لاعبين جيدين قادرين على تحقيق دوري أبطال أفريقيا، أهم شيء هو أن يحافظ اللاعبون على لياقتهم في تلك الفترة قبل العودة للنشاط.