رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا وصف مارتيمو تدريبه لبرشلونه بأنه الأسوأ في مسيرته

الكابتن

هل يعقل أن يصف مدرب مسيرته مع فريق يضم كوكبة من أهم وأمهر اللاعبين على مستوى العالم في كل المراكز من حراسة المرمى حتى الهجوم بأنها الأسوأ في حياته التدريبية ؟

تخيلوا هذا ما قاله الأرجنتيني جيراردو مارتيمو واصفا الموسم الوحيد الذي تولى فيه تدريب برشلونة الإسباني وهو 2013 – 2014.

هذا التصريح الذي أقل ما يوصف به أنه جنوني، لأن أي مدير فني في ذلك التوقيت بالذات كان يتمني أن يقود البارسا، وتشكيلته تضم في حراسة المرمى الإسباني فيكتور فالديز، وفي خط الدفاع الثلاثي الإسباني جيرارد بيكيه، وكارلوس بويول، وجوردي ألبا، والبرازيلي داني ألفيش، وفي خط الوسط  الرباعي الإسباني سيسك فابريجاس، وتشافي هيرنانديز، وأندري آنييستا، وسيرجيو بوسكيتش.

 وفي خط الهجوم البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي أحد أفضل اللاعبين في التاريخ، والبرازيلي نيمار دا سيلفا، والتشيلي أليكسيس سانشيز، والإسباني بيدرو رودريجيز.

 إلا أن هذا التصريح يحمل اعترافا صريحا من مارتيمو أنه فشل فشلا ذريعا في قيادة البلوجرانا في هذا الموسم الذي وصف بالكارثي لأن برشلونة لم يفز فيه سوى بكأس السوبر الإسبانية، وأخفق في كل الاستحاقات الأخرى.

لم يتمكن من الحفاظ على لقبه بطلا للدوري الإسباني، وفقده لصالح فريق أتلتيكو مدريد بفارق 3 نقاط، مع العلم بأن البارسا كان يكفيه فقط تحقيق الانتصار بأي نتيجة في الأسبوع الـ38، والأخير على منافسه المباشر أتلتيكو مدريد على ملعب الكامب نو للتتويج باللقب..

 كما خسر بطولة كأس ملك إسبانيا أمام غريمه التقليدي ريال مدريد في المباراة النهائية.

 ثم كرر خسارته أمام أتلتيكو مدريد، وخرج من دور الـ8 في دوري أبطال أوروبا. 

يبدو أن مارتيمو ليس من المدربين الذين يستطيعون أن يقود فريقا متخما بالنجوم، ولا يعرف كيف يديره سواء داخل الملعب أو خارجه، وتربكه المهارات الكثيرة تحت أمرته، وبالتالي تاه وسط هؤلاء النجوم.

وأضاع مارتيمو على نفسه فرصة صناعة اسم كبير، ولم يحقق نجاح في قيادة البلوجرانا مثل من سبقوه كالهولندي فرانك ريكارد، والإسبان بيب جوارديولا الذي خرج من برشلونة أحد أفضل المدربين على مستوى العالم، وتيتو فيلانوفا الذي لم يمهله القدر، وتوفى، وأكمل مسيرته جوردي رورا.

وبعد رحيل مارتيمو حل مكانه الإسباني لويس إنريكي، ولنجاحه الكبير مع البارسا كلفه الأتحاد الأسباني بقيادة منتخب لاروخا.

وكرة باراجواي هي ما صنعت اسم مارتيمو في التدريب، فهو فاز مع ناديين بـ4 ألقاب في بطولة الدوري الباراجوياني، 3 ألقاب مع ليبرتاد في سنوات 2002، و2003، و2006، ولقب وحيد مع سيرو بورتينو في عام 2004.

ومع المنتخب الباراجوياني نفسه وصل بالمنتخب إلى دور ربع النهائي في نهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا 2010، وحل به وصيفا في بطولة كوبا أمريكا الأرجنتين 2011.

وتمكن مع فريق نويلز أولد بويز الأرجنتيني من احراز لقب الدوري الأرجنتيني في عام 2013 بالاضافة إلى قيادته إلى دور قبل النهائي في بطولة كأس ليبرتادوريس.

وقبل هذه الأندية درب 3 أندية أرجنتينية دون الفوز ببطولة هي براون دي أريسيفيس، وأتلتيكو بلا تينس، ومعهد أتلتيكو سنترال قرطبة.

وعقب رحيله عن برشلونة تولى المسئولية الفنية للمنتخب الأرجنتيني، أي عاد إلى كوكبة من النجوم، فظهر فشله  ولم يستطع الفوز ببطولة كوبا أمريكا بالهزيمة مرتين بضربات الترجيح في المباراة النهائية أمام المنتخب التشيلي في تشيلي 2015، وأمريكا 2016.

لكنه حصل مع فريق أتلانتا يونايتد على لقب بطولة الدوري الأمريكي في عام 2018، وحصل على جائزة أفضل مدرب في أمريكا.,

وأحرز مع المنتخب المكسيكي لقب الكونكاكاف في عام 2019.

يبدو من السيرة الذاتية لمارتيمو أنه مدرب جيد، مع فرق جيدة، ولكن ثبت أنه يبدو عاجزا حين يدرب فريقا ممتازا يهاجم الفرق الأخرى طول الوقت، وفعلا كان أقل من تدريب فريق بحجم برشلونة، ولهذا سقط في الوصف العجيب، بأن مسيرته مع برشلونه هي الأسوأ.