رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت في مصر (12).. الغاني "جونيور" لـ «الكابتن»: الزمالك أفضل نادٍ لعبت له.. وأصبحت رجل دين عقب الاعتزال «حوار»

الغاني جونيور لاعب
الغاني جونيور لاعب الزمالك السابق

شهد الدوري المصري، عبر تاريخه الطويل، تواجد العديد من اللاعبين الأجانب. منهم من حقق إنجازات رائعة مع الأندية التي لعبوا لها، ومنهم من لم يحالفه الحظ في تحقيق هدفه، إلا أنه ترك ذكرى طبية لدي الجميع.

"كنت في مصر" سلسلة حوارات يجريها موقع "الكابتن"، مع عدد من اللاعبين الأجانب، الذين تواجدوا بالدوري المصري الممتاز، خلال السنوات الماضية، ليستعرضوا معنا ذكرياتهم في مصر، مع الأندية التي لعبوا لها.

أولى جونيور

الغاني أولى جونيور كواي، المعروف باسم (جونيور)، هو أحد أبرز اللاعبين الأجانب، الذي ارتدوا قميص الزمالك، خلال العقد الأول من الألفية الجديدة.

لعب جونيور، للقلعة البيضاء، خلال الفترة من 2005 إلى 2007، قادمًا إليه من الصفاقسي التونسي.

كما خاض اللاعب الغاني، تجربة اللعب مع الاتحاد السكندري، لكن مسيرته مع "زعيم الثغر" لم يكتب لها النجاح، ليرحل سريعًا عن الفريق.

وكان جونيور، ضمن قائمة المنتخب الغاني الذي حصد المركز الثاني في بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 عامًا) التي استضافتها مصر عام 1997.

تواصل "الكابتن" مع جونيور، ليحكى لنا مسيرته مع الزمالك، وأبرز ذكرياته مع الفريق، وكذلك عن مشاركته مع منتخب غانا في مونديال الناشئين 1997.

وإليكم نص الحوار..

في البداية، نود أن نعرف ما تفعل الآن في مسيرتك مع كرة القدم بعد الاعتزال؟

بعد انتهاء مسيرتي الكروية عام 2010، كنت أخطط للدخول في مجال بناء العقارات، لأن لدي شهادة جامعية في مجال الهندسة، لكن الله ألهمني أن أكون قسًا في عام 2014. وأنا الآن أصبحت الراعي الأكبر لأحد المدارس الدينية في غانا.

نعود بالذاكرة للوراء. نود أن نعرف كيف انتقلت لصفوف الزمالك عام 2005؟

منتصف عام 2004، كان عقدي مع نادي الاتفاق السعودي – الذي كنت ألعب له معارًا - قد انتهي، ولكن كان عقدي مع الصفاقسي التونسي، مازال ساريًا.

وخلال تواجدي مع الاتفاق (كلاعب معار)، خضنا منافسات البطولة العربية في القاهرة، وواجهنا الزمالك في الدور نصف النهائي، وسجلت هدفًا مباشرًا مع ركلة ركنية. 

هدف جونيور مع الاتفاق السعودي في مرمى الزمالك في البطولة العربية عام 2003


وبعد تلك المباراة، اتصل بي مسئولو الزمالك، وقدموا لي عرضًا بالانضمام للفريق، إلا أنني أخبرتهم أني مازالت لاعبًا في صفوف النادي الصفاقسي، والذي كان مقررًا لي أن أعود إليه بعد نهاية ذلك الموسم.

عدت بعدها إلى الصفاقسي، وواجهت الزمالك مرتين، وقدمت أفضلت ما لدي على أرضية الملعب.

في وقت لاحق، زراني المدرب فاروق جعفر – الذي يعد بمثابة والدي – سرًا في تونس، ووقعنا عقدًا مع الزمالك لمدة موسمين، لأن عقدي قد انتهى تقريبًا مع الصفاقسي.

كان يتبقي لي مباراتين مع الفريق التونسي، الأولى في اللقاء الختامي لبطولة الدوري، والثانية في إياب نهائي دوري أبطال العرب، أمام الاتحاد السعودي، في جدة.

توجنا بلقب الدوري، لكنا خسرنا لقب البطولة العربية أمام اتحاد جدة.

بعدها، طلب من الألماني ثيو بوكير، المدير الفني للزمالك (في ذلك الوقت)، أن اقطع أجازتي في غانا، لأن الجماهير تريد رؤيتي مع الفريق، خلال مباراته أمام الترجي التونسي، بالقاهرة، في الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال إفريقيا.

لقد وصلت إلى القاهرة، دون راحة ولعبت على الفور، الشوط الثاني من المباراة، وقدمت أداء رائع، آثار إعجاب جماهير الزمالك الرائعة، وكذلك الجهاز الفني ومرتضى منصور، رئيس النادي.

قضيت مع الزمالك موسمين. فكيف تقيم تلك الفترة التي قضيتها مع الفريق؟

كان الزمالك واحدًا من أفضل الأندية التي لعبت لها في مسيرتي الكروية.. الثقافة والطعام، والناس، وحب كرة القدم، زملاء رائعين في الفريق، مدينة جميلة، ومسابقة رائعة.

لقد استمعت حقًا بتواجدي في مصر، وقدمت أفضل ما لدي. ولكن المشكلة الحقيقة بالنسبة للفريق، كانت تتمثل في كثرة تغيير المدربين ورؤساء النادي.

لعبت في الدوري التونسي مع النادي الصفاقسي وكذلك الدوري السعودي مع الاتفاق، فكيف ترى الاختلافات بين الأجواء هناك وأجواء الدوري المصري (في ذلك الوقت)؟

الدوري السعودي كان مرنًا وجذابًا بعض الشيء، ولكن الحضور الجماهيري في المباراة، كان قليلًا.

الدوري التونسي، المنافسة كانت تتسم بالقوة واللعب الهجومي، والمفتوح، إضافة إلى التنافسية الكبيرة بين الأندية.

الدوري المصري، كان صعبًا بعض الشيء، لكنه ممتع، ويتسم بحضور كبير للجماهير، التي تهتف طوال المباراة، إضافة إلى أن كل لاعب يتطلب منه بذل جهد مضاعف خلال المباريات.

جئت لفريق الزمالك في فترة عصيبة، غابت فيها البطولات عن الفريق، وتباين فيها الأداء، فمن وجهة نظرك ما السبب في ذلك؟

حقًا لا أعرف، ولكن كانت هناك العديد من المشاكل من جميع الاتجاهات، من بينها مشاكل مع "كاف" و"فيفا"، بسبب المستحقات المالية المتأخرة للاعبين.

قدمت بداية جيدة مع الزمالك، لكنت ابتعدت بشكل مفاجيء عن التواجد في القائمة الرسمية للفريق في العديد من المباريات، فما السبب وراء ذلك؟

تم إيقافي من جانب الاتحاد المصري لكرة القدم، بعد قيامي بلكم مدافع استفزني طوال المباراة (يقصد مباراة المصري والزمالك في بورسعيد)، لأحصل بعدها على بطاقة حمراء.

بعدها تعرضت لاهانات عنصرية من جانب مشجعي الفريق المنافس، بسبب لون بشرتي، فقررت الرد عليهم باستخدام باستخدام الإصبع الأوسط، وهو ما ندمت عليه لاحقًا. بعدها، تعرضت للإيقاف لثمان مباريات مع غرامة مالية.

مباراة المصري والزمالك (موسم 2005-2006) والتي شهدت واقعة طرد جونيور


بالتأكيد خلال مشاركاتك مع الزمالك، هناك أهداف أحرزتها، ولن تنسي من ذاكرتك، فأذكر لنا أهم تلك الأهداف.

لقد سجلت الكثير من الأهداف، لذا لن أستطيع أن أقول أيًا منها هي الأبرز بالنسبة لي، ولكن كان هناك تمريرة أعطيتها لطارق السيد، ليسجلها، ولا يمكنني أن أنساها أبدًا وتمريرة أخرى للمهاجم مصطفى جعفر أيضًا.

شارك جونيور مع الزمالك في 37 مباراة بكافة المسابقات المحلية والقارية، سجل خلالها 7 أهداف، من بينها هدف في شباك الترجي التونسي، في ملعب المنزه، في الجولة الرابعة من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا 2005، في المباراة التي انتهت بفوز الزمالك بهدفين مقابل هدف.

هدف جونيور في الترجي التونسي


هدف جونيور في بتروجيت


بالتأكيد هناك لحظات صعبة مررت بها خلال تواجدك مع الزمالك، فما أبرز تلك اللحظات؟

أولا، تعاقب المدربون على تدريب الزمالك، وثانيًا: خوض المواجهات على الملاعب الصناعية في الجزائر والمغرب. 

استمتعت كثيرًا بخوض المباريات مع الزمالك، لكني أكره اللقاءات التي تتطلب السفر لمسافات بعيدة.

من هم أبرز اللاعبين الذين لعبت معهم خلال فترة تواجدك في الزمالك؟

كان لدينا لاعبين بارزين وكبار، لكن كل لاعب كان بارزاً بالنسبة لي. لقد دعموني وأنا أحترمهم جميعاً. الجميع كان يقدر كثيرًا، حازم إمام، قائد الفريق.

كيف رحلت عن فريق الزمالك؟

كان عقدي مع الزمالك، قد انتهى، وقد حصلت على عروض أخرى، بمزايا أفضل.

بعد تجربة دامت ما يقرب من موسم ونصف مع فريق الوحدة السعودي، عدت مجددًا للدوري المصري، ولكن مع فريق الاتحاد. فكيف تقيم تجربتك مع الفريق؟

لم تسر الأمور على ما يرام لأسباب شخصية أريد أن أبقيها سرية، وهذا لا يعني أنني أحاول إيجاد أعذار.

بعد الرحيل عن الاتحاد السكندري.. ما هي الأندية التي لعبت لها؟

لعبت مع فريق الوحدة السعودي، ثم الشعب الإماراتي.

بعض أهداف جونيور مع الوحدة السعودي


كنت ضمن قائمة منتخب غانا الذي شارك في كأس العالم تحت 17 عامًا والتي أقيمت بمصر عام 1997. فما ذكرياتك عن تلك المشاركة؟

لقد فزت مرتين بجائزة أفضل لاعب في المباراة، وحصلت مع منتخب بلادي، على المركز الثاني والميدالية البرونزية في البطولة، إضافة إلى كونه هداف المنتخب الغاني في المونديال.

أتذكر أن لاعبي منتخب البرازيل، كانوا يشيرون إلى في أى وقت، تكون فيه الكرة في حوذتنا. وأقر رونالدينيو، نجم منتخب "السامبا"، بأنني كنت أحد أفضل اللاعبين في البطولة.



هل مازالت تشاهد مباريات الزمالك، أو على الأقل تتابع أخباره؟

ظروف عملي لا تسمح لي بمشاهدة العديد من مباريات الزمالك، ولكن في أوقات الفراغ، أقرأ عن أخبار الزمالك، وعن الدوري المصري، بشكل عام. 

كلمة أخيرة توجهها لجماهير الزمالك.

أود أن أشكر الزمالك وجماهيره على الحب الذي قدموه لي وعلى مساعدتهم لي كإنسان وكلاعب. أدعو اللاعبين الحاليين لمواصلة رفع علم الزمالك وإبقاء المشجعين سعداء. تحية لجميع زملائي وكذلك المنافسين الذين لعبت أمامهم. أريد أن أقول آسف لأي شخص أساءت إليه وتسببت في إصابته.