رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

المهاجم الذي أبهر العالم وعمره 38 سنة يحتفل بعيد ميلاده الـ68

الكابتن

بالرغم منه اعتزل كرة القدم في عام 1988، وكان عمره 36 عاما إلا أنه استقبل مكالمة تليفونية بالغة الأهمية من الرئيس الكاميروني غيرت مجرى حياته، وهي كانت أشبه بأمر التكليف، وليس مجرد استشارة أو وجهة نظر، أمر بأن يعدل عن قرار اعتزاله، ولو مؤقتا، وينضم إلى قائمة المنتخب الكاميروني المشارك في كأس العالم إيطاليا 1990، ولو حتى من باب رفع روح  زملائه المعنوية في المنتخب.

 فإذا بالعجوز روجيه ميلا الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ68 العالم  يبهر العالم بمستواه، وتألقه المذهل، بل بات ما حققه مع المنتخب الكاميروني في البطولة أشبه بالمعجزة، ولم يصدق أحد أن هذا الأداء الرائع يأتي من رجل عمره 38 عاما.

 تمكن ميلا وحده من تسجيل 4 أهداف كلها مؤثرة، ومصيرية في مشوار المنتخب الكاميروني في البطولة، فهي لعبت دورا بارزا في وصول المنتخب الكاميروني إلى دور الـ8 في انجاز هو الأول من نوعه بالنسبة لمنتخب إفريقي في نهائيات كأس العالم، فهو أحرز هدفي الفوز على المنتخب الروماني في دور المجموعات، وهو الانتصار الذي قاد المنتخب الكاميروني ليتصدر مجموعته، ويتأهل إلى دور الـ16 كما أنه فعل نفس الشئ أمام المتخب الكولومبي في دور الـ16، وسجل هدفي الصعود إلى دور الـ8.

والـ4 أهداف التي سجلها ميلا هي أكثر من نصف الأهداف التي أحرزها المنتخب الكاميروني في البطولة ككل 7 أهداف.

بالإضافة إلى أن ميلا ابتكر طريقة جديد للإحتفال بعد كل هدف.

ولم يكتف ميلا بذلك بل شارك في نهائيات كأس العالم أمريكا 1994، وبلغ عمره 42 عاما، وابى أن يخرج من البطولة دون أن يترك بصمة، فسجل هدفا.

ولم يكن مونديال إيطاليا هو المشاركة الأولى لميلا بل كانت المشاركة الثانية بينما كانت أولى المشاركات في إسبانيا 1982، وهي الأولى أيضا للمنتخب الكاميروني.

بشكل عام لعب ميلا مع المنتخب الكاميروني 77 مباراة مسجلا 43 هدفا، منذ أن انضم إليه في عام 1973.

وفاز معه بلقبين في بطولة كأس الأمم الإفريقية في كوت ديفوار 1984، وفي المغرب 1988.

والمدهش في المسألة أن ميلا لم يكتف بالمشاركة في نهائيات كأس العالم 1994، ويعتزل، ولكنه ظل صامدا في الملاعب عامين آخرين، واختتم حياته بعد أن قضى موسما في نادي بوترا ساماريندا الأندونيسي الذي التحق به في يوليو 1995، وبالرغم من أنه لم يشارك سوى في 12 لقاء إلا أنه أستطاع أن يحرز 18 هدفا.

وقبل بوترا ساماريندا كان في نادي أندونيسي آخر هو مادورا يونايتد الأندونيسي، ولعب لناديين كاميرونيين هما تونير ياوندي الكاميروني في فترتين، وليوبارد دوالا بعدها تنقل بين أندية فرنسية هي وسان بيرويز، ومونبيليه، وسانت اتيان، وباستيا، وموناكو، وفالنسيان.

وفاز مع ليوبارد دوالا بـ3 ألقاب، لقبين في بطولة الدوري الكاميروني، وكأس الكئوس الإفريقية.

 كما توج ببطولة كأس فرنسا مع موناكو، وباستيا.

 بالإضافة إلى احرازه الدوري الفرنسي الدرجة الثانية مع مونبيليه.

ولكن بدأ ميلا ممارسة كرة القدم في نادي ايكلير من دوالا حين كان عمره 13 عاما فقط.

وحصل ميلا على عدد من الجوائز الفردية

أفضل لاعب في إفريقيا في عامي 1976، و1990.

أحسن لاعب في كأس الأمم الإفريقية مصر 1986.

هداف كأس الأمم الإفريقية 1986، و1988.

الحذاء البرونزي في كأس العالم 1990.

اختير في فريق كل النجوم في كأس العالم 1990.

لم يلعب ميلا مع فرق أوروبية كبيرة على مستوى ناديي ريال مدريد، وبرشلونة الإسبانيين، ولكنه لا يستحق فقط أنه يكون أفضل لاعب في تاريخ الكاميرون بالانجازات، والتأثير مع المنتخب الكاميروني، ولكنه يستحق أن يكون واحدا من أفضل اللاعبين في قارة إفريقيا على مر العصور.