رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت في مصر (9).. البوركيني دياكيتي يروى لـ «الكابتن» مسيرته مع المقاولون ويحكي عن زمالته لصلاح والنني

البوركيني داوودا
البوركيني داوودا دياكيتي

شهد الدوري المصري، عبر تاريخه الطويل، تواجد العديد من اللاعبين الأجانب. منهم من حقق إنجازات رائعة مع الأندية التي لعبوا لها، ومنهم من لم يحالفه الحظ في تحقيق هدفه، إلا أنه ترك ذكرى طبية لدي الجميع.

"كنت في مصر" سلسلة حوارات يجريها موقع "الكابتن"، مع عدد من اللاعبين الأجانب، الذين تواجدوا بالدوري المصري الممتاز، خلال السنوات الماضية، ليستعرضوا معنا ذكرياتهم في مصر، مع الأندية التي لعبوا لها.

داوودا دياكيتي

لعب الحارس البوركيني داوودا دياكيتي، ضمن صفوف فريق المقاولون العرب، خلال ستة سنوات، خلال الفترة من 2005 إلى 2011. 

وقدم دياكيتي، أداءً جيدًا مع المقاولون العرب، حيث شارك الفريق فيما يقرب من 38 مباراة في مسابقتي الدوري الممتاز وكأس مصر.

كما شارك الحارس البوركيني، مع منتخب بلاده، في 48 مباراة دولية، وساهم في وصول منتخب بوركينا فاسو، للمركز الثاني، في كأس أمم إفريقيا 2013، خلف نيجيريا، حاملة اللقب.



تواصل "الكابتن" مع داوودا دياكيتي، ليحكى لنا مسيرته الطويلة مع فريق المقاولون العرب، وأبرز ذكرياته مع الفريق، وكذلك زمالته لمحمد صلاح ومحمد النني، عندما كان الثنائي يلعبان ضمن صفوف "ذئاب الجبل"، قبل خروجهما للاحتراف في أوروبا.

وإليكم نص الحوار..

في البداية، نود أن نعرف ما تفعل الآن في مسيرتك مع كرة القدم؟

أسير بشكل جيد في مسيرتي الكروية، ومازالت أمارس اللعبة حتي يومنًا هذا.

ألعب حاليًا في بلادي مع فريق ساليتاس، في الدوري الممتاز المحلي، ومن المقرر أن ينتهى عقدي مع النادي، بنهاية يونيو المقبل.

سنعود بالذاكرة للوراء. ونود أن نعرف كيف انتقلت لفريق المقاولون العرب؟

فريق المقاولون العرب كان بمثابة عائلتي الثانية. لقد تم استقبالي من جانب مسئولي النادي ولاعبي الفريق، عندما وصلت إلى هنا للمرة الأولى. 

وقام ثنائي حراسة المرمى في المقاولون، طارق سليمان ومحمد العقباوي، بدعمي بشكل كبير. وتمكنت من الاندماج مع الفريق، بشكل جيد.





لعبت لفريق المقاولون العرب لمدة 6 سنوات.. فكيف تقيم تلك الفترة التي قضيتها مع الفريق؟

خلال الفترة التي قضيتها هناك.. لدي العديد من اللحظات والذكريات الرائعة التي لا تُنسى مع المقاولون العرب.
كنت لازالت لاعبًا صغيرًا، ولكن بدأت أنمو شيئا فشيئًا، حتي أصبحت أكثر صلابة، مع توالي المشاركات مع  الفريق. 

وفي نفس الوقت، كان لدي لحظات من الهبوط، ولكن كل عام، كنت أبذل قصارى جهدي من أجل تخطي الآخرين وكي أفرض نفسي على التشكيل الأساسي للفريق.



خلال تواجدك مع المقاولون العرب، لعبت مع محمد صلاح (نجم ليفربول الإنجليزي الحالي). فماذا يمكنك أن تقول عنه؟

عندما كنت هنا مع المقاولون العرب، كان الثنائي محمد صلاح ومحمد النني، قد وصلا إلى معسكر الفريق الإعدادي في الأسكندرية، وكان اللاعبان صغيران للغاية.

محمد صلاح، كان محترمًا وهادئًا، وكان لديه موهبة رائعة، كان يحب المراوغة والركض بالكرة. وعندما كان يمتلك الكرة، كان يزعج المنافسين كثيرًا، لأنه كان سريع للغاية.



منذ أن كان لاعبًا في المقاولون العرب، هل توقعت لمحمد صلاح، هذا المستوى الرائع، الذي يظهر عليه حاليًا والذي قدمه طوال مسيرته في أوروبا، طوال السنوات الماضية؟

لا استطيع أن أقول نعم أو لا. لكن صلاح يمتلك موهوبة رائعة، حيث كان يتعلم بسرعة، ويحب الاستماع لمدربيه. لذلك، لم يكن الأمر مفاجيء بالنسبة لنا، أن نراه في هذا المستوى الرائع.

انتقال صلاح للعب في أوروبا، جاء في الوقت الذي يفضل فيه الكثيرون، البقاء في مصر، واللعب للأهلي أو الزمالك.



كيف ترى المستوى الحالي لمحمد صلاح، خلال مسيرته مع ليفربول؟

اعتقد أن الأداء الرائع الذي يقدمه صلاح، يأتي من عمله المتواصل، وجديته، وانضباطه. فالجميع ينظر إليه على أنه الأمل بالنسبة لبلده مصر.

لعبت أيضًا مع محمد النني، لاعب أرسنال الإنجليزي والمعار حاليًا إلى بيشكتاش التركي، فماذا يمكنك أن تقول عنه؟

النني أيضًا كان خجولًا وهادئًا، لكنه كان قويًا في مركزه في منتصف الملعب، بالرغم من تكوينه الجسماني وبالرغم من سنه الصغير.

ولكن بعد توالي مشاركته مع المقاولون العرب، أصبح قويًا جدًا. لقد أحببته كثيرًا هو وصلاح. أنهم بمثابة أخوتي.



إلى جانب محمد صلاح ومحمد النني، من أهم اللاعبين الذين لعبت بجوارهم، في فريق المقاولون العرب؟

كل لاعبي الفريق كانوا مهمين، وكانوا رائعين. المقاولون العرب كان لديه مواهب رائعة، وأتذكر أن هناك الكثير منهم كانوا انتقلوا إلى الزمالك والأهلي.

لكن كان هناك قائدًا عظيمًا للفريق، وهو محمد عودة. أنه أفضل من رأيت في مسيرتي الكروية. كان قادرًا على لم شمل الفريق.

خلال مسيرتك مع المقاولون العرب، هناك مباريات رائعة، شاركت فيه ولن تنساها، فأذكر لنا أبرز تلك المباريات.

اتذكر مباراة، جمعت فريقي أمام الأهلي، وكانت تلك المباراة، هي الأولى لي مع المقاولون العرب.

قدمت مباراة رائعة وتمكنا من الخروج بالتعادل السلبي دون أهداف. كانت مباراة هامة بالنسبة لنا، حيث كنا مطالبين بعدم الخسارة، خاصة في مواجهة فريق كان يضم نجومًا كبار، أمثال محمد أبوتريكة، عماد متعب، وائل جمعة، عصام الحضري.

كانت ذكرى هامة بالنسبة لي، خاصة عندما تواجه فريقًا كبيرًا مثل الأهلي، بنجومه الرائعين.



أصعب المباريات التي شاركت فيها مع المقاولون العرب، كانت في مواجهة أى الفرق؟

استطيع القول أن جميع المباريات التي لعبناها كانت صعبة للغاية، وكانت مسابقة الدوري كانت على مستوى عالٍ للغاية، حيث لم تكن هناك مباراة سهلة وأخرى صعبة.

ولكن أصعب المواجهات التي خضتها كانت أمام أندية الزمالك، والإسماعيلي، وبتروجيت، وإنبي.



من هم أصعب المهاجمين الذي واجهتهم خلال مسيرتك بالدوري المصري؟

الدوري المصري، كان يضم العديد من المواهب، أمثال عماد متعب، عمرو زكي، فلافيو، شيكابالا، ولاعب الوسط المهاجم الرائع، محمد أبوتريكة. هؤلاء اللاعبين كانوا جميعًا على مستوى رائع من القوة والمهارة.

كيف تقيم الدوري المصري الممتاز، خلال فترة تواجدك مع المقاولون العرب؟

الدوري المصري، كان رائعًا وحيويًا للغاية، ومستوى المنافسة كان عاليًا للغاية. فكانت كل مباراة، بمثابة نهائي قائم بذاته.

المنافسة في الدوري الممتاز، كانت أسهل، بعكس المنافسة عندما كان فريقنا في دوري الدرجة الثانية.

من أبرز حراس المرمى الذين نالوا إعجابك في الدوري المصري في تلك الفترة؟

بالطبع كان هناك العديد من الحراس الرائعين، أمثال الحارس الرائع عصام الحضري، وحارس الزمالك (لا أتذكر إسمه حاليًا).

كيف رحلت عن فريق المقاولون العرب؟

كان الاتحاد المصري لكرة القدم، قد أصدر قرارًا بإلغاء استقدام حراس المرمى الأجانب، لذا تم فسخ التعاقد مع المقاولون العرب، لأرحل عن الفريق، في يناير عام 2011.

بعد الرحيل عن المقاولون العرب، خضت تجربة اللعب في بلجيكا مع فريقي تورنهاوت وليرس. فكيف تقيم تجربة اللعب في الدوري البلجيكي؟

ليس هناك وجه للمقارنة، في تورنهاوت، كان المستوى منخفضًا، فقد كان ينافس في دوري الدرجة الثانية، بعكس المستوى في الدوري المصري الذي كان مرتفعا للغاية.

بالنسبة إلى ليرس، فلم أحصل على أدنى فرصة للعب، ولكن كنت لا أزال أرى الدوري المصري أعلى فنيًا.

كنت لاعبًا ضمن صفوف منتخب بوركينا فاسو، الذي حقق أفضل إنجاز له في تاريخه، باحتلاله المركز الثاني في كأس الأمم الإفريقية 2013 بجنوب إفريقيا. فقل لنا عن ذكرياتك عن تلك المشاركة مع منتخب "الخيول"؟

ذكرياتي مع كأس أمم إفريقيا 2013، ستظل عالقة في ذهني ولن تُنسى. فلقد أمضينا لحظات رائعة جدًا منذ بداية المنافسات.

كنت في حالة بدنية جيدة، وكان المناخ هناك رائعًا لتقديم أداء جيد.

أصعب اللحظات بالنسبة لي، كانت في مباراة إثيوبيا، في الجولة الثانية من دور المجموعات، عندما تعرض الحارس الراحل، عبدولاي سولاما، للطرد بالبطاقة الحمراء المباشرة، في الدقيقة 60، لأشارك بعدها في المباراة كبديل لزميلي. وتمكنا في النهاية من تحقيق الفوز بأربعة أهداف نظيفة. 

كنا على ثقة بتحقيق نتائج جيدة في تلك البطولة، حتي وصلنا إلى الدور نصف النهائي أمام غانا، ولكننا لم نكن نعلم أننا نخوض مباراة أخرى أمام الحكم.

قدمنا مباراة رائعة، وبذلنا كل ما في وسعنا حتي تمكنا من التأهل إلى نهائي أمم إفريقيا.

في المباراة النهائية، خسرنا اللقب أمام نيجيريا، حيث كان منتخب "النسور الخضراء"، الذي كان يمتلك دوافع أكثر للتتويج بكأس الأمم الإفريقية، إضافة إلى كونه أقل إرهاقًا منا، حيث أن فريقنا خاض أشواطًا إضافيًا، في مباراتي الدور ربع النهائي ونصف النهائي. لذا حل الإرهاق والتعب على كافة اللاعبين.

ولكن كنت أسعد رجل في العالم، لأن داوودا دياكيتي هو من قاد هذا الفريق، إلى نهائي أمم إفريقيا، للمرة الأولى في تاريخ بوركينا فاسو.



كيف ترى حظوظ المنتخب البوركيني في تصفيات كأس العالم 2022؟ حيث يتواجد الفريق في مجموعة تضم كل من الجزائر والنيجر وجيبوتي.

أعتقد أن منتخبنا الوطني، لديه كل الفرص للمنافسة في تلك المجموعة، ولاعبو فريقنا قادرون على التأهل.