رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

دونجا يا أهلى

الكابتن

بعدما كان النادي الأهلي وشيكًا من ضم نجم بيراميدز عماد نبيل دونجا، تراجع موقف الأحمر التفاوضي بشكل كبير ولم يعد موقف رينيه فايلر ومجلس الأهلي واضحًا من ضم اللاعب.

 

قبل أشهر قليلة وقع دونجا للأهلي، واتفق أحد مسؤوليه مع اللاعب على عدم التجديد لبيراميدز، لكنه خالف الاتفاق وقام بالتجديد لفريقه، ما دفع الأهلي لإبلاغه بصرف النظر عن ضمه.

 

نجح ممدوح عيد، المدير التنفيذي لنادي بيراميدز، في إقناع اللاعب بالتجديد مع التعهد له بفتح الباب أمام رحيله إذا تلقى عرضًا مغريًا هذا الصيف أو بعد موسم من الآن.

 

وما بين الخوف من دكة الأهلي والحرص على التواجد بمنتخب مصر، انحاز دونجا لاختيار التجديد لبيراميدز وهو تراوده الشكوك، لكنه في أقل الأحوال ضمن المشاركة الأساسية التي هي بوابة المنتخب من جهة، مع راتب عال ومضمون في بيراميدز، عوضًا عن عهد بالاحتراف أو الرحيل لأحد القطبين إذا ما أراد وطلب اللعب.

 

لكن هل يعد تراجع الأهلي عن الصفقة موقفًا صحيحًا؟

كثير من الأهلاوية مشجعين، ومسؤولين يخطئون في تقدير الصفقة، فيقولون بأن الأهلي ليس بحاجة لدونجا والفريق مدجج بلاعبي الوسط ولن يعاني، لكن وجهة النظر تلك يشوبها عوارا كبيرا وينقصها غياب الرؤية المستقبلية والوضوح، وإن كانت لجنة التخطيط تتفق معها فهذه مصيبة أكبر تجعلها غير مدركة لطبيعة التخطيط الذي من المفترض أن تقوم به.

 

لا شك بأن أليو ديانج لاعب وسط الأهلي صاحب مهارات وإمكانيات فريدة واستثنائية، وإذا استمر أداؤه الذي شاهدناه قبل التوقف، فمن المؤكد أن اللاعب كان سيحاصر بعروض أوروبية عدة، وهذا الأمر يجعل عملية استمراره غير مضمونة، وعاجلًا أم آجلًا أليو ديانج قطعة تستحق العزف في ملاعب أوروبا، وبقاؤها للأبد في إفريقيا خسارة لكرة القدم وعشاقها.

 

ثم نأتي لحمدي فتحي لاعب الوسط الثاني، فهو لاعب كثير الإصابات، يغيب أكثر مما يحضر، نعم نتفق على قدراته العالية وإمكانياته الرائعة، لكن لا نستطيع أن نضمن وجوده طويلًا، وتعرض للإصابة مع رحيل ديانج في وقت ما ربما لا يكون بعيدًا سيورط الأهلي إذا لم يكن هناك لاعب بنفس الكفاءة أو قريب منه.

 

كما لا نستطيع إغفال موقف عمر السولية، الذي من المفترض أن يجدد تعاقده الموسم المقبل، واذا وصل الأهلي بهذه التركيبة لصيف 2021 فمن المؤكد أن مراوغة عمرو السولية ستستمر، بينما سيدفع وجود لاعب جديد بالوسط لتقوية موقف الأهلي التفاوضي مع السولية، وإن ساءت الأمور ورحل فلن يؤثر كثيرًا حينها.

 

كما أننا لا نستطيع ونحن نتحدث عن السولية أن نغفل أنه لاعب تجاوز الثلاثين من عمره وبعد عامين سيكون مردوده مختلفا تمامًا.

 

إذًا كل المعطيات التي ذكرناها تقول بأن الاستمرارية في التنافس والسعي نحو البطولات، تستدعي ألا يترك الأهلي مساحة لفراغ محتمل في هذا المركز، ويدفع مجلس إدارته لضرورة استعجال ضم دونجا، خاصة أن هذا المركز في مصر يعاني ندرة كبيرة في المواهب، وبالنظر لمنتخبات الشباب فإنك ستنتظر طويلًا لحين العثور على من يملأ هذا الفراغ.

 

عاش الأهلي مرحلة تخبط في الوقت الذي تراجع فيه مستوى حسام غالي ومعه بدأ منحنى تراجع حسام عاشور حينها، ولم يكن في الأهلي من يعوض هذه الثنائية ثم جاء السولية واحتاج بعض الوقت للتأقلم والتطور حتى أصبح ينال الثقة، لذلك فإن الأهلي لكي لا يقع في هذا الخطأ مجددًا عليه أن ينظر لموقف دونجا من زاوية أبعد من تلك التي من المفترض أن يراها من يخطط!.