رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

مباريات صنعت نجوما «2».. عندما قاد رمضان صبحي ابن الـ «17» الأهلي للتتويج بالدوري المصري

رمضان صبحي
رمضان صبحي

كرة القدم زخرت على مر تاريخها بالمواهب، منها من لم يظهر للنور وتم دفن موهبته دون أن يعرفه أحد، ومنهم من فرض نفسه على العالم وجميع المهتمين بكرة القدم.

في سلسلة مباريات صنعت نجوم، نسلط الضوء على نجوم ازدادت شعبيتهم بعد تألقهم في مباراة معينة، ليعرفهم العالم وتتهافت عليهم الأندية ومن ثم يصبحوا من أفضل اللاعبين سواء محليًا أو عالميًا.

ونجم اليوم هو رمضان صبحي، جناح النادي الأهلي والمعار من ناد هدرسفيلد تاون الإنجليزي، عارضين المباراة التي تألق فيها العفيجي بشكل كبير ، وكانت بمثابة انطلاقة لمسيرته الكروية.

رمضان صبحي كان من أفضل مواهب قطاع الناشئين في النادي الأهلي، ليلتحق بالفريق الأول سريعًا في سن السابعة عشر فقط، وكانت أولى مبارياته مع المارد الأحمر يوم 6 فبراير عام 2014، أمام غزل المحلة في دوري المجموعتين، والتي انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف.



تاريخ السادس عشر من شهر يونيو عام 2014، كان هامًا بالنسبة لرمضان، فهو اليوم الذي سجل فيه هدفه الأول مع الأهلي، وكان في شباك مصر المقاصة في أخر مباريات دوري المجموعتين، بعد أن حسم الأهلي الصدارة لصالحه ومن ثم التأهل للدورة الرباعية لتحديد بطل الدوري.

رمضان كان لاعبًا جيدًا ومبشرًا بالخير، لكن لا أحد كان يتوقع أن يبدأ مباريات الدورة الرباعية الحاسمة لتحديد بطل الدوري، ولا أحد كان يتوقع أنه سيكون صاحب الفضل الأكبر في تتويج المارد الأحمر ببطولته المفضلة.

واجه النادي الأهلي نظيره نادي الزمالك على ستاد القاهرة بدون جمهور في أولى مباريات الدورة الرباعية، كان فتحي مبروك مديرًا فنيًا مؤقتًا للأهلي، كانت المهمة صعبة في ظل الإصابات وخلافه، لكن مبروك قرر الدفع بالرباعي الصغير لتولي مهمة قيادة هجوم الأهلي في تلك الدورة ، وأمام الزمالك وهم رمضان صبحي، كريم بامبو، محمود حسن تريزيجيه، عمرو جمال.

البعض انتقد ذلك الأمر، لكن الرباعي كانوا عند حسن ظن مدربهم، وبالأخص رمضان صبحي والذي بذخ نجمه في تلك البطولة وبعدها.

شارك رمضان أساسيًا أمام الزمالك في أولى المباريات، واستطاع المارد الأحمر الفوز على غريمهم التقليدي بهدف نظيف، في مباراة كانت رائعة من قبل شباب الأهلي، وعلى رأسهم رمضان صبحي وكريم بامبو، والذين أخذا الجمهور يتغنا باسميهما بعد تلك المباراة.

رمضان كان رائعًا في تلك المباراة، وصنع فرصة تسجيل محققة، وسدد كرة وحيدة على المرمى، وكان من أفضل اللاعبين في تلك المباراة، قبل أن يتم استبداله في الدقيقة 69 ليقرر فتحي مبروك الاعتماد عليه مرة أخرى مع زملائه الثلاثة في ثاني المباريات أمام نادي بتروجيت.

انفجر رمضان صبحي في مباراة بتروجيت، سجل اسمه بحروف من نور في قلوب الأهلاوية، وكيف لا ، واللاعب الذي لم يتجاوز عمر الـ 17، سجل هدفين في تلك المباراة، وقاد الأهلي لاكتساح الفريق البترولي برباعية، ومنح الأهلي فرصة التتويج باللقب حال الحصول على نقطة التعادل فقط في مباراة سموحة الأخيرة لتفوق الأهلي في فارق الأهداف، وهو ما قد كان ، ليتوج الأهلي بلقب الدوري للمرة 37 في تاريخه.

واصل رمضان تفوقه وتألقه مع الأهلي، لينضم للمنتخب المصري ، ويجذب أنظار نادي ستوك سيتي الإنجليزي، والذي تعاقد معه ليخوض تجربة الاحتراف في الدوري الإنجليزي في عمر الـ 19، ومن ثم يذهب لنادي هدرسفيلد تاون، قبل أن يعود لبيته القديم النادي الأهلي، ولكن على سبيل الإعارة، ليواصل الإبداع وقيادة المارد الأحمر للتتويج بالبطولات، في انتظار عودة ثانية للقارة الأوروبية، على أمل الذهاب لنادي أفضل يليق بامكانيات العفيجي.