رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد صمت طويل.. كيف برأ أبوريدة أجيري من فضيحة إفريقيا؟

الكابتن

لماذا رحل المكسيكي خافيير أجيري عن المنتخب المصري؟ قد يبدو السؤال ساذجا على أساس أن الإجابة معروفة للجميع، وهي إقصاء المنتخب المصري في دور الـ16 في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة مصر 2019.

 

هل كانت بطولة إفريقيا جزء من الاتفاق عندما تعاقد الاتحاد المصري معه؟ الإجابة لا، وهو ما أعترف به المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد السابق، وعضو المكتب التنفيذي في الاتحادين الإفريقي والدولي في تصريحاته عبر قناة أون تايم سبورتس، وقال كان هدف اتحاد الكرة بناء جيل جديد تحضيرا لكأس العالم المقبلة قطر 2022.

 

إذن لم يكن في الحسابات عند التعاقد مع أجيري الحصول على لقب بطولة أمم إفريقيا أو حتى المنافسة عليها، ولكن فجأة انقلب الحال عقب نيل مصر شرف تنظيم بطولة أمم إفريقيا، ولن يكون مرضيا للجماهير أن يلعب المنتخب المصري على أرضه، ولا يفوز بالبطولة.

 

ومن أجل هذا الطموح الضخم الذي طفى فجأة على السطح عدل هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد، وأحمد شوبير نائبه، وحازم إمام العضو من استراتيجيتهم، وطلبوا من أجيري تغيير خطته، والاستعانة باللاعبين الخبرة حتى يتمكن المنتخب من حصد اللقب الذي أصبح حتميا للجماهير، والمسئولين.

 

واعترف هاني أبو ريدة أن المنتخب لم يكن جاهزا بالشكل المطلوب، وبالتالي بالنسبة لاتحاد الكرة لم يكن الإقصاء مفاجئا بل كان متوقعا.

 

إذن إقالة أجيري كانت إقالة تعسفيه، فالرجل لم يخل بالاتفاق بالعكس بدأ ينفذ المطلوب منه، ووضع خطته بتجديد دماء المنتخب بلاعبين شباب، وبالفعل ضم لاعبين كثيرين لم يسبق لهم الانضمام للمنتخب مثل صلاح محسن، وباهر المحمدي، ومحمد صادق، وإسلام جابر، ومحمد محمود، وأحمد أيمن منصور، ونبيل عماد دونجا، وعمار حمدي، ومصطفى محمد، وأحمد أبو الفتوح، وطاهر محمد طاهر، وهو فعلا عدد كبير، ولكنه من أجل التجربة لتحديد من يصلح، ومن لا يصلح، وبناء منتخب شاب واعد، وهذا بجانب تقديم أداء جيد، وتحقيق نتائج جيدة أيضا.

 

 فقبل أن يتم اختيار مصر لاستضافة بطولة أمم إفريقيا فاز المنتخب بقيادة أجيري في كل المباريات ضمن المجموعة العاشرة في تصفيات كأس أمم إفريقيا حيث فاز على منتخب النيجر بسداسية نظيفة، وعلى منتخب إيسواتيني في مباراتي الذهاب والعودة 4 – 1، وبهدفين دون رد، وعلى المنتخب التونسي القوي 3 – 2.

 

ربما إذا ترك الاتحاد أجيري يعمل بحرية، ودون أن يتدخل أحد في عمله، وحسب الاتفاق، ودون أن يحمله مسئولية بطولة كبيرة خلال فترة قصيرة،  ويضعه تحت ضغط شديد، ويسبب له ارتباكا ربما حقق في البطولة نتائج أفضل كثيرا، فعندما كان مطلوبا من المدير الفني الأسبق الأرجنتيني هيكتور كوبر وصول المنتخب فقط إلى بطولة أمم إفريقيا بعد غياب 3 دورات تمكن المنتخب من بلوغ المباراة النهائية لأنه لعب بلا ضغوط.

 

الشيء الآخر لم يكن الإقصاء في دور ثمن النهائي أمام المنتخب الجنوب إفريقي يستدعي كل هذه الضجة، وإقالة أجيري، واتهامه بالفشل، وبأشياء أخرى، فالمنتخب خسر بهدف دون مقابل أمام منتخب جنوب إفريقيا، وهو من المنتخبات الكبيرة إفريقيا، فقد سبق له أن فاز باللقب، وتأهل إلى بطولة كأس العالم.

 

إذن أجيري لم يأخذ فرصة حتى نتهمه بالفشل، ولكن بداياته كانت تبشر بمنتخب جديد، ونتائج أفضل، ولكن كالعادة قررنا أن نبدأ من أول السطر مع حسام البدري.