رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تأجيل الدورى الإيطالى وفيروس كورونا من ضحيتك القادمة يا رامسى

ارون رامسي
ارون رامسي

في حياتنا العامة، أحيانًا ننادي أصدقاءنا بعبارة "يا منحوس"، أو "أنت نحس"، على سبيل الدعابة، نفعل شيئًا أو نأتي إلى مكان، فيصيب هذا المكان مصيبة كبرى أو حدث جلل، نترك أسباب حدوث المشكلة ونتجه لحس الدعابة المعروف عنا، لنصف الشخص الوافد حديثًا بأنه "نحس"، وجاء بلعنة على هذا المكان.

 

آرون رامسي، لاعب ويلزي يبلغ من العمر 29 عامًا، قدم لنادي أرسنال من نادي كارديف، أصبح من لاعبي النخبة في مركزه وسط الملعب، قبل أن يقرر عدم تجديد عقده مع الجانرز، والذهاب ليوفنتوس الإيطالي مجانًا.

 

مسيرة جيدة إلى حد ما، حقق اللاعب 3 بطولات لكأس الاتحاد الإنجليزي مع أرسنال، وبطولتين لكأس الدرع الخيرية، ووصل مع منتخب بلاده لنصف نهائي يورو 2016 في إنجاز تاريخي، وأحرز 85 هدفًا في مسيرته، لكن مصيبته ومصيبتنا جميعًا كانت في الأهداف الذي يسجلها ابن مدينة كيرفيلي.

 

أهداف رامسي أصبحت لعنة، عندما يسجل رامسي هدفًا يتساءل العالم أي شخصية عامة مشهورة ستفارق الحياة، أي كارثة طبيعية ستحدث؟ أي مرض سينتشر ويحصد الأرواح ؟

 

الحكاية بدأت مع أول أهدافه في مسيرته الكروية مع نادي أرسنال، الفريق تعاقد معه عام 2008 عندما لم يكن يبلغ من العمر سوى 18 عامًا فقط.

 

رامسي أحرز هدفًا في مباراة فريقه أمام بورتسموث، في 22 أغسطس من عام 2009، وبعدها بـ 3 أيام فقط، توفى السيناتور تيد كينيدي بسبب معاناته مع السرطان، لكن لم يلتفت أحد لهذا الأمر، اللاعب سجل أول أهدافه وليس له علاقة بموت كينيدي.

 

بدأ رامسي في تثبيت نفسه كأحد دعائم نادي أرسنال في تشكيلة الفرنسي أرسين فينجر، بدأ في لعب المباريات بشكل مستمر، وبدأ يلفت أنظار العالم إليه لمستواه الجيد، لكن مع تطور مستواه، لاحظ متابعو الكرة العالمية ظاهرة غريبة ترتبط بأهداف رامسي.

 

في عام 2011، سجل رامسي هدف فريقه الوحيد في مباراة ديربي شمال لندن بين أرسنال وتوتنهام، والتي خسرها الجانرز بهدفين، ليسمع العالم بعد ذلك الهدف بثلاثة أيام في شهر أكتوبر وفاة ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل العالمية.

 

بعد أسبوعين من هدفه في توتنهام، واجه أرسنال نظيره مارسيليا الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، انتصر عليه بهدف لرامسي، ليستيقظ العالم بعدها على وفاة معمر القذافي الرئيس الليبي السابق، ليبدأ المتابعون في ربط أهداف رامسي بمغادرة شخصيات مشهورة لعالمنا.

 

وفي نفس الموسم لكن في عام 2012، سجل رامسي هدفًا مع أرسنال في شباك ساندرلاند، لنسمع بعد ساعات قليلة، خبر وفاة المطربة الأمريكية ويتني هيوستن.

 

وفي عام 2014، أقدم الممثل الأمريكي الشهير روبن ويليامز على الانتحار، بعد أيام من هدف رامسي في شباك مانشستر سيتي في المباراة التي انتهت بفوز الجانرز بثلاثية، ليطلق متابعو الكرة علي أهداف رامسي لعنات رامسي.

 

رامسي سجل أيضًا أهدافا مع الجانرز أعقبها وفاة كل من: ستيف هوكينج الفيزيائي الشهير، أحد أبطال سلسلة هاري بوتر ألان ريكمان، أسامة بن لادن ، ديفيد بوي، سكون ويلسون.

 

أنهى رامسي رحلته مع الجانرز لينتقل لنادي يوفنتوس الإيطالي مجانًا مطلع الموسم المنصرم.

 

لم يسلم مشاهير العالم من لعنة رامسي حتى بعد انتقاله لليوفي، ففي الجولة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي، سجل رامسي هدفًا في شباك سبال، ليتم تأجيل المباريات بعدها في الدوري بشكل مؤقت، بسبب فيروس كورونا.

 

هدف سبال كان له أكثر من ضحية، الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، وسكرتير عام كاف السابق عمرو مراد فهمي، فارقا الحياة بعد هدف رامسي.

 

رامسي لم يكتف بهذا الحد، فاللاعب سجل هدفًا في فوز فريقه على إنتر في ديربي إيطاليا، لتصدر الحكومة الإيطالية بعد هدفه بأقل من 24 ساعة، قرارًا بإيقاف جميع الأنشطة الرياضية ومن بينها الدوري الإيطالي، بسبب فيروس كورونا، والذي انتشر كالنار في الهشيم وحصد أرواحًا كثيرة في إيطاليا، والتي أصبحت أكثر البلدان الأوروبية يتفشى فيها الفيروس المستجد.

 

بكل تأكيد رامسي ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بوفاة تلك الشخصيات أو حدوث تلك الظواهر، لكن مع كل هدف يسجله رامسي في المستقبل، ستربطه الجماهير بأي كارثة أو وفاة لششخصية مشهورة، ليتساءل المتابعون والمشجعون فيما بينهم:" من ضحيتك القادمة يا رامسي؟"