رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

وجهة نظر.. فالفيردي لم يفشل مع برشلونة

الكابتن

سبب مقنع جدا ذلك الذي ساقته إدارة نادي برشلونة الإسباني عندما قررت الإطاحة بالإسباني إرنستو فالفيردي المدير الفني للفريق، وهو أن الأداء لم يكن بالمستوى المطلوب، لأن بمقياس النتائج لم يفشل فالفيردي في قيادة البارسا خلال موسمين ونصف الموسم.

 ففي أول موسم لفالفيردي مديرا فنيا للبلوجرانا، وهو موسم 2017 – 2018  تمكن برشلونة من الجمع بين لقبي بطولتي الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، وفي الموسم التالي استعاد برشلونة كأس السوبر الإسبانية كما أنه حافظ على لقبه في الليجا.

وبالطبع لأن لا يوجد مدرب في العالم مهما كانت قدراته، وأفكاره، وخططه، وما يملكه من لاعبين أن يفوز بكل البطولات، فمن الممكن أن يفعلها في موسم، ولكن ليس كل موسم، وبالتالي مثلما فاز البارسا مع فالفيردي ببطولات، فهناك بطولات خسرها برشلونة بقيادة فالفيردي، وافتتح فالفيردي بتوليه المسئولية الفنية للبلوجرانا بخسارة كأس السوبر الإسبانية أمام غريمه التقليدي فريق ريال مدريد في 2017.

 وفي الموسم الماضي فشل برشلونة في الحفاظ على لقبه في كأس ملك إسبانيا، وخسر المباراة النهائية أمام فريق فالنسيا 1 – 2.

 وفي بطولة دوري أبطال أوروبا فشل فالفيردي في قيادة برشلونة إلى الفوز باللقب في موسمين متتاليين بالرغم من أنه كان قريبا جدا من حصد اللقب، وأقصي في المرتين بطريقة غريبة جدا.

 ففي موسم 2017 – 2018 أطاح به فريق إيه إس روما الإيطالي في دور الـ8 بالانتصار عليه بثلاثية نظيفة في مباراة العودة على ملعب الأوليمبيكو، وكان البارسا قد فاز 4 – 1 في مباراة الذهاب على ملعب الكامب نو.

وفي الموسم الماضي ودع البطولة أمام فريق ليفربول الإنجليزي بسيناريو مطابق تماما، ولكن هذه المرة في دور قبل النهائي حيث فاز برشلونة بثلاثية نظيفة في مباراة الذهاب على ملعبه، وخسر بـ4 أهداف دون رد في مباراة العودة على آنفيلد.

ولم يكن أكثر المتشائمين من جماهير برشلونة، أو أكثر المتفائلين من جماهير روما، وليفربول يتوقع هذه الريمونتادا أو تخطر في باله أو حتى تطرأ في خياله.

إذن قبل خسارة كأس السوبر الإسبانية الأخيرة، فاز برشلونة بـ4 بطولات، وخسر مثلها.

وكانت أمام فالفيردي قبل قرار إقالته فرصة لزيادة بطولاته مع البارسا، فإذا خسر كأس السوبر الإسبانية، فلا زال البارسا يتصدر جدول الدوري الإسباني برصيد 40 نقطة جمعها من 12 انتصارا، و4 تعادلات، و3 هزائم، ولكن الوضع في الليجا صعب جدا لأن يتساوى معه في النقاط ريال مدريد، وتنتظر برشلونة مواجهة سهلة جدا على الورق أمام فريق إيبيزا في دور الـ32 في كأس ملك إسبانيا كما تنتظره مواجهة أصعب في التشامبيونزليج أمام فريق نابولي الإيطالي في دور الـ16.

إذن كانت أمام فالفيردي 3 بطولات أكثر قيمة بمراحل من كأس السوبر الإسبانية.

وإذا كان مستوى البارسا الفني هو المعيار لإقالة فالفيردي : فلم الانتظار حتى الهزيمة أمام أتلتيكو مدريد 2 – 3  في دور نصف النهائي في كأس السوبر الإسبانية ؟ خاصة أن برشلونة يقدم أداء مهتزا منذ بداية الدوري، وتلقى هزيمة أمام أتلتيك بيلباو في افتتاحية الليجا، ولكن يبدو أن خسارة كأس السوبر الإسبانية هي التي دقت ناقوس الخطر، وأفاقت إدارة برشلونة، وجعلتها تشعر بالخطر الشديد على مصير بقية البطولات.

وكان أنسب توقيت للإطاحة بفالفيردي، ولن يلوم أحد الإدارة على هذا القرار بل يحظى بالدعم الكبير، في الموسم الماضي عندما خسر أمام ليفربول بـ4 أهداف دون مقابل، وخروجه بطريقة مهينة وغريبة في دوري أبطال أوروبا، ثم تلاها خسارته المباراة النهائية في كأس ملك إسبانيا.

 بداية برشلونة هذا الموسم بمدير فني جديد أفضل كثيرا من إقالة مدير فني، والاستعانة بمدير فني آخر عقب مرور نصف الموسم طالما أن الأداء منذ الموسم الماضي عليه تحفظات، وغير مقنع، ولا يرضي أحد .