رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حوار» حمادة صدقى لـ«الكابتن»: رئيس الهلال يعتبر النادى «عزبة خاصة» والاتحاد الدولى «هيجيبلى مستحقاتى»

حمادة صدقي ورئيس
حمادة صدقي ورئيس الهلال السوداني

الكاردينال يختار الأجانب دون استشارتي.. وفوجئت بتعيين مدرب عام وأنا في الملعب

أقمت في غرفة داخل فندق رغم وعدهم بتوفير شقة.. والمواصلات «ذهاب بدون عودة»

واحد من المدربين المشهود لهم بحسن الخلق قبل الحديث عن مهاراته التدريبية ونجاحه مع العديد من الأندية المصرية، وتوقع البعض له بأنه سيعيد أمجاد الهلال السودانى بعد توليه المسئولية الفنية للفريق.

لكن سرعان ما تبدلت الأحوال وتحول المدرب الخلوق حمادة صدقي إلى «هارب» لدى إدارة النادي السوداني، بعد قراره بالعودة إلى مصر وتركه مهمة تدريب الفريق، بسبب العديد من الأزمات التي تسببت فيها هذه الإدارة.

«الكابتن» إلتقت «صدقى»، المدير الفني الحالي لفريق سموحة، للتعرف على أسباب رحيله عن تدريب الهلال السودانى، وكشف الوعود التي قطعها رئيس نادي الهلال ثم تراجع في تنفيذها، وكيف قضى 30 يوماً فى غاية الصعوبة بالخرطوم.

> بداية.. كيف ترى الهجوم المتواصل عليك منذ رحيلك عن الهلال؟

- حسبى الله ونعم الوكيل فى كل إنسان تحدث عنى بما ليس فى، ونال منى دون أن يعرف الحقيقة الكاملة. تواجدت فى السودان قرابة شهر، عشت خلاله أصعب أيام حياتى التدريبية، دون أن أتحدث في شىء على أمل أن تنصلح الأمور، لكن للأسف رئيس الهلال غير موجود فى السودان باستمرار، ويتعامل مع النادى على أنه «ملكية خاصة».

> بشيء من التفصيل.. لماذا قررت الرحيل بعد 30 يوما فقط؟

- عندما عرض علي تدريب الهلال السودانى اعترضت على بعض البنود في العقد، وأبلغت وكيل اللاعبين أحمد عباس بذلك، وتحديدا بند عدم حصولى على راتب إلا بعد 4 أشهر، والحصول عليها مجمعة، وهو أمر غير مقبول.

وقتها طلبت تغيير هذا البند، لكن تواجد رئيس النادي أشرف الكردينال خارج السودان حال دون ذلك، لذا رفضت السفر لكن نائب رئيس النادى عزالدين تحدث معى وطلب الحضور فى أسرع وقت، بسبب الضغوط الجماهيرية على الإدارة، واعداً بتلبية كل مطالبى هناك.

> ماذا حدث بعد ذلك؟

- سافرت إلى السودان بناءً على وعود نائب رئيس النادى الذى كان يتواصل معى باستمرار، وهناك كانت المفاجأة الكبرى، عندما جلست مع الدكتور حسن علي، الأمين العام للنادى، وطلبت منه تغيير البند سالف الذكر قبل التوقيع، لكنه رفض بحجة عدم وجود رئيس النادى، فرفضت التوقيع وطلبت الحصول على مهلة لحين عودة رئيس النادى أو الحصول على موافقته لتعديل البند.

> لكنك فى النهاية وقعت على العقد.. كيف ترى ذلك ؟

- فعلا وقعت على العقد بعدما وضعنى الدكتور حسن فى موقف لا أحسد عليه، وطالبنى بالتوقيع للخروج أمام وسائل الإعلام وحضور المؤتمر الصحفى الذى كان تم التجهيز له، داعيا إياي إلى عدم إحراج إدارة النادى أمام وسائل الإعلام، وبات الأمر كأنه «فخ» لم أتمكن من الخروج منه أو الاعتذار، وفى النهاية تقبلت الأمر برمته.

> وماذا عن الأيام التى قضيتها فى السودان؟

- كما قلت عشت أصعب 30 يوما فى حياتى التدريبية، بداية من الاتصالات التى جرت وأنا فى القاهرة، ثم التواجد فى السودان داخل غرفة فى فندق، لحين تجهيز شقة مفروشة كما هو منصوص فى العقد، وكلما سألت عن ذلك يكون الرد: «بكره»، إضافة إلى عدم وجود سيارة بسائق خاص لى، كما هو موجود فى العقد أيضاً، واكتفاء إدارة النادى بإرسال سيارة لى ساعة التدريب فقط ثم تغادر، ولا أجد وسيلة مواصلات للتحرك بها باقى اليوم.

> هل حصلت على أى مستحقات مالية من جانب النادى؟

- البند الخاص بالراتب كان واضحا بعدم صرفه لمدة 4 أشهر، وهو ما رفضته بشدة ثم تراجعت نتيجة للأسباب السابقة، ولم أحصل حتى الآن سوى على مقدم التعاقد المنصوص فى العقد، والمعترف به فى كل دول العالم.

> وماذا عن الخلافات حول صفقات يناير التي تحدثت عنها بعد رجوعك مصر؟

- منذ اللحظة الأولى طالبت بتدعيم صفوف الفريق بـ3 لاعبين على الأقل، رأس حربة ونصف ملعب ومدافع جيد، ورشحت اللاعب أبوبكر ديارا الذى كان يلعب فى الشرطة العراقى قبل توقف الدورى، لأنى أعرفه جيداً، لكنى فؤجئت برد غير متوقع هو أن ملف اللاعبين الأجانب مسئولية رئيس النادى فقط، ولا يحق للمدرب التدخل فيه.

وفوجئت فى اليوم التالى بوجود لاعب عراقى اسمه عماد نادرو، و2 لاعيبن آخرين متواجدين فى المران دون أن أعلم عنهما شيئا، كما فوجئت بمدرب في الملعب بعد مباراة النجم الساحلي في تونس اسمه «كندورة»، أعرفه جيدا منذ أن كنت لاعبا، وفى بداية الأمر اعتقدت أنه جاء لتهنئتى، لكني فوجئت به يخبرني بأنه المدرب العام الجديد فى صفوف الفريق.

> وكيف تعاملت مع هذا الموقف؟

- طالبته بعدم النزول لأرض الملعب، وأخبرته بأنه صديقي وبيننا علاقة طيبة، لكن نزوله التدريب بهذه الطريقة أمر غير جيد، ودليل عدم احترام لكلينا، وقلت له انتظر حتى أتحدث مع رئيس النادى لأنه لم يبلغنى بأى شىء.

> هل حصلتم على مكافآت بعد الفوز على النجم الساحلى فى تونس؟

- للأسف رئيس النادى تعامل مع الجهاز الفنى واللاعبين بشىء من «قلة الذوق» وعدم الاحترام، وهو ما أغضب الجميع وكان سببا مباشرا فى خسارة المباراة الثانية بالخرطوم.

ففي يوم مباراة النجم  الساحلى في تونس وعد رئيس النادى اللاعبين بمكافأة جيدة حال الفوز أو التعادل، وحققنا الفوز وظهرت علامات الفرح على الجميع، لكنه ماطل فى صرف المكافأة، حتى حضر يوم المباراة الثانية في السودان، وتحدث مع اللاعبين بطريقة غير محترمة، قائلاً إن المال فى سيارته وسيمنحها للجميع حال الفوز فى المباراتين مجمعتين، لكن المباراة انتهت بخسارة الهلال 1- 2 ولم تصرف أى مكافآت.

> لماذا سافرت إلى القاهرة عقب المباراة مباشرة؟

- كان إتفاقى معهم الحصول على راحة 48 ساعة في القاهرة عقب كل مباراة، على حسابى الخاص، لكن فى هذه المباراة كنت فى غاية الضيق، بسبب طريقة العمل المنفردة التى ينتهجها رئيس النادى، ورغبته الدائمة فى تحويل النادى إلى «عزبة خاصة»، لا يمكن لأى فرد فيها اتخاذ قرار دون الرجوع إليه.

> وهل تحدثت معه بعدها؟

- تحدثت معه هاتفيا فى اليوم التالى للمباراة لمطالبته بتنفيذ وعوده، وقلت له: «أنا مش مرتاح بسبب عدم تنفيذ معظم طلباتي»، لكنه فاجئني بسؤال سخيف: «أنت جاى ولا مش جاى؟»، بطريقة غير محترمة اجبرتني على رفض التواصل معه.

> كيف تحول الأمر إلى محاولة للهرب من مواجهة الأهلى؟

-كل من يتحدث عن هذا الأمر «معتوه»، لأنه لا علاقة بين رحيلى عن الهلال ومواجهة الأهلى، ورئيس النادى هو من صدر هذا التوجه من خلال سيطرته على عدد كبير من وسائل الإعلام والصحفيين هناك.

> إدارة النادى ستلجأ إلى «فيفا».. كيف ستواجه ذلك؟

- «براحتهم»، وأنا أيضا سألجأ إلى «فيفا» للمطالبة بالحصول على مستحقاتي، وكل الحقوق المنصوص عليها في العقد، لأن هناك بنودا كثيرة في العقد لم تنفذها إدارة الهلال، وبالتالى لدى أسباب منطقية للرحيل، خاصة مع لجوئي لرئيس النادى ونائبه أكثر من مرة لكن دون جدوى.

> وماذا عن التعاقد مع سموحة؟

- لم يكن مخططاً له. تلقيت عرضين من ناديين مصريين عن طريق وكلاء، والثالث جاء من سموحة ووافقت عليه على الفور. وأرى أن مستقبل سموحة جيد، في ظل وجود لاعبين جيدين فى صفوف الفريق، وإدارة توفى بجميع التزاماتها.