رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تغيب الشمس عن الكرة الإسبانية بعد نهاية حقبة ميسى ورونالدو؟

ميسي ورونالدو
ميسي ورونالدو

بدأت الكرة الإسبانية فى التراجع بشكل ملحوظ خلال الموسمين الماضى والحالى، ليس على المستوى الأوروبى فقط، وإنما على المستوى الجماهيرى، داخل وخارج إسبانيا، بعدما سجلت الملاعب الإسبانية تراجعا ملحوظا فى عدد الجماهير فى المدرجات، لا سيما ملعبى "كامب نو" و"سنتياجو بيرنابيو"، فضلًا عن تراجع الشغف العربى بمتابعة مباريات "الليجا".


الأمر الذى دفع المتابعين للكرة الإسبانية عن قرب لمحاولة فهم ما يجرى، برغم استمرار المنافسة بين برشلونة وريال مدريد، حيث أنهى الفريقان دورى الشتاء، بفارق نقطتين فقط، بعدما حافظ برشلونة على الصدارة برصيد 39 نقطة، وجاء الريال فى المركز الثانى برصيد 37 نقطة، عقب انتهاء الجولة الثامنة عشرة، وكان بإمكان الميرنجى التساوى فى النقاط لولا التعادل مع أتلتيك بلباو.


وبات السؤال الذى يطرح نفسه، هل تغيب الشمس عن الكرة الإسبانية بعد حقبة من التوهج التى شهدتها فى ظل تواجد الثنائى ميسى ورونالدو؟، ويرجع الفضل في هذا التوهج للثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، خاصة بعد أن فقدت الليجا جزءا كبيرا من التنافسية برحيل الدون البرتغالي إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي.


بداية التراجع

مع رحيل كريستيانو رونالدو عن صفوف ريال مدريد بداية الموسم الماضى، فقد الدورى الإسبانى جزءا كبيرا من المشجعين المرتبطين بـ"الدون"، ليس على مستوى العالم فحسب وإنما داخل إسبانيا نفسها، لدرجة أن معدلات الحضور الجماهيرى خلال المباريات ظهرت واضحة تمامًا فى الموسم الماضى، وبدت المقاعد الزرقاء لملعب سنتياجو بيرنابيو شبه فارغة فى بعض المباريات، فى مشهد لم تعتد عليه الأعين طوال السنوات العشر الأخيرة فى ملاعب إسبانيا.


وانتقلت العدوى لملعب كامب نو الذى سجل تراجعا كبيرا فى معدل الحضور الجماهيرى هذا الموسم عنه فى السابق، لدرجة أن البعض توقع أن تزداد الأمور سوءًا برحيل ميسى عن البرسا، سواء بالاعتزال أو السير على خطى رونالدو والبحث عن محطة أخرى خارج إقليم كتالونيا.


نسب الحضور الجماهيرى

كانت المباراة الأعلى حضورا جماهيريا خلال الدور الأول من الليجا الإسبانية، هي الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، وشهدت حضور 93462 مشجعا، رغم ذلك انتهت بالتعادل 0-0، وكان المستوى خلالها متواضعا للغاية من كلا الفريقين.


في المقابل، المباراة الأقل حضور جماهيري هي التي جمعت إيبار مع غرناطة وانتهت بفوز الأول بثلاثية نظيفة حيث حضر 5341 مشجعا فقط، وبلغ إجمالى عدد الجماهير التى حضرت مباريات الدوري الإسباني فى الدور الأول لهذا الموسم 4.630.608 مشجعين، بمعدل حضور للمباراة الواحدة 25.726.


وعلى المستوى الأوروبى، شهدت مباراة برشلونة أمام سلافيا براج في الجولة الرابعة لدوري أبطال أوروبا، حضور نحو 67023 مشجعًا، علمًا بأنه في سبتمبر الماضي، حضر 70000 في مباراة فياريال، وكان آنذاك أسوأ حضور تم تسجيله هذا الموسم، وهو ما يؤكد تراجع الحضور الجماهيرى على المستويين المحلى والأوروبى.


وبحسب ما ذكرته صحيفة "سبورت" الإسبانية، فقد حضر إلى الملعب في آخر مباراة للفريق هذا العام نحو 60051 شخصًا من المدرجات، كثاني أسوأ معدل حضور جماهيري منذ بداية هذا الموسم.


نفس الأمر، سجل ملعب سانتياجو برنابيو بالعاصمة الإسبانية "مدريد"، معقل ريال مدريد، الحضور الأضعف جماهيريًا هذا الموسم، حينما استضاف مباراة الميرنجي ضد ليجانيس في إطار الجولة 11 من الدوري الإسباني، والتي انتهت بخماسية نظيفة لأصحاب الأرض، ووصل الحضور إلى 53 ألفا و160 مشجعا، ليضرب الرقم الأدنى هذا الموسم الذي كان مسجلًا في مباراة أوساسونا، التي حضرها 57 ألفا و520 مشجعا في الأسبوع السادس نهاية سبتمبر.


سيطرة إسبانية

شهدت الألفية الثالثة تفوق ملحوظ للكرة الإسبانية خاصة مع ظهور الثنائى ميسى ورونالدو، حتى أصبحت الليجا محط أنظار العالم على المستوى المحلى، وبات كلاسيكو الأرض بين برشلونة وريال مدريد هو الأكثر مشاهدة عبر العالم، والأهم بالنسبة لجميع محبى كرة القدم.


وعلى المستوى الأوروبى، سيطر الناديان على بطولة دورى أبطال أوروبا، بعدما حصد ريال مدريد 6 ألقاب خلال العقدين الأخيرين، منها ثلاث ألقاب متتالية، بداية من موسم 1999- 2000 وحتى آخر بطولة توج بها عام 2017- 2018.


فيما تُوج برشلونة بـ4 ألقاب خلال نفس الحقبة، أولها موسم 2005- 2006، وآخر لقب كانت فى موسم 2014- 2015، وهو ما يعكس مدى سيطرة الكرة الإسبانية خلال العقدين الأخيرين، إلى أن تمكن ليفربول الإنجليزى من حصد لقب آخر نسخة، ليكتب نهاية سيطرة الإسبان.