رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلاسيكو الصدارة.. هل يكتب زيدان نهاية فالفيردى مع برشلونة؟

مباراة ريال مدريد
مباراة ريال مدريد وبرشلونة

بحثًا عن الانفراد بصدارة «الليجا» الإسبانية، يستقبل برشلونة نظيره ريال مدريد، في التاسعة مساء اليوم، على ملعب «كامب نو»، فى المباراة المؤجلة من منافسات الجولة العاشرة.

الفريقان يتشاركان في صدارة «الليجا» برصيد 35 نقطة لكل منهما، ويسعيان لتحقيق الفوز في مواجهة الليلة من أجل التربع على قمة البطولة المحلية.

كيف يلعب برشلونة ومدريد قمة الليلة؟، وما نقاط القوة والضعف هنا وهناك؟.. أسئلة نحاول الإجابة عنها في السطور التالية. 

استمرار جريزمان في الجناح يهدد «البلوجرانا».. بوسكيتس «ثغرة».. وفاتي يحل أزمة الهجوم

قدم برشلونة خلال الموسم الجاري أداءً متفاوتًا، وظهر كعادة آخر السنوات متخبطًا، يسير على سطر ويترك الآخر.

وعانى الفريق الكتالوني دفاعيًا بشكل كبير، ولم يكن الهجوم على ما يرام في فترة غياب ميسي، لكن عودته منحت الفريق القدرة على الاستفاقة بحلوله الاستثنائية، ونجحت في إعادة الاتزان إليه بتحقيق 6 مكاسب متتالية خففت من مطالب الإطاحة بالمدير الفني أرنستو فالفيردي. 

لكن في الجولة الأخيرة بـ«الليجا» الإسبانية عاد فالفيردي من جديد يبرهن على أنه غير جدير بقيادة «البلوجرانا»، وأدار مباراة ريال سوسيداد وكأنه يشاهد مباراة آخرى غير التي يتابعها العالم، لا يدرٍ بما يدور في الملعب، ولا يدرك طبيعة ما يجرى حوله.

فبينما فريقه متعثر وفي حاجة لحلول هجومية، استعان فالفيردي بظهير أيسر مكان ظهير أيسر، ولاعبي وسط بدل من لاعبي الوسط، في تغييرات نمطية لم تضف أي شئ بل أضعفت الفريق.

الأغرب أن الموهبة الشابة آنسو فاتي قدم أداءً رائعًا أمام إنتر، قبل أسبوع، وسجل هدفاً قاتلاً أطاح بالفريق الإيطالي، لكن ولأنه فالفيردي العجيب لم نرى اللاعب ولو لبعض دقائق في المباراة التي تليها، رغم أنه أبرز الأوراق التي لابد من تجهيزها والدفع بها في «الكلاسيكو».

يعاني برشلونة دفاعيًا بشكل مرعب، وربما تستمر المعاناة، فالأزمة تبدأ باصرار فالفيردي على العجوز بوسكيتس الذي تراجع بدنيًا، ولم يعد لاعب الارتكاز القادر على تغطية عرض الملعب وحده، كما أن «أخطاء الشيخوخة» تزايدت لديه فتارة يرتكب جرائم بتمريرات خاطئة في الثلث الأخير من الملعب أو فقدان الكرة، وآخرى يتسبب في ركلات ترجيح أو كرات ثابتة في أماكن خطرة رغم أنه لم تكن هناك فرصة مؤكدة لكي يضطر لتلك الحلول، بل العجز وحده الذي يدفعه لا إراديًا إلى ذلك.

أولى نقاط الضعف في برشلونة ستبدأ بوجود بوسكيتس، أما اذا كان الرجل تعلم من الماضي فربما يلجأ إلى حل آخر بالاعتماد على دي يونج أو راكيتيش في هذا المركز على أن يبدأ بفيدال كلاعب وسط ثالث.

يواجه برشلونة أزمة دفاعية آخرى، تتمثل في غياب الضغط العالي القوي بسبب عدم مشاركة ميسي في عملية الضغط على دفاع الخصم، عوضًا عن تراجع سواريز بدنيًا، والتزام جريزمان بالعودة كجناح أيسر.

أما المشاكل الهجومية فتتمثل في غياب الكثافة العددية بالثلث الأخير من الملعب، فجميع لاعبي برشلونة باستثناء سواريز يكونوا خلف الكرة.

عندما يتسلم ميسي أو جريزمان بمنطقة متأخرة من الملعب تكون الحلول أمامهم غائبة، ولا يجد الفريق أي متنفس سوى صعود ألبا الذي يستقبل تمرير ميسي المعتادة خلف دفاعات الخصم، ولأن المصائب لا تأتي فرادى فإن ألبا عائد من الإصابة ولايعد في أفضل حالاته البدنية.

كما أن الفريق يعاني من غياب الحلول الفردية باستثناء ميسي، فجريزمان لاعب يكون خطير للغاية عندما تقربه من مناطق الخصم وتصنع له الفرص، لكن خطورته تنعدم إذا طلبت منه أن يكون مدافعًا أولًا، ثم مطورًا للأداء الهجومي من الخلف، ومراوغًا أمام التكتلات، وكل هذه الصفات لا يتميز بها.

إذاً الحل الأمثل في لاعب صاحب حلول فردية وقدرة على المراوغة وازعاج دفاع الخصم بتحركاته الكثيرة، ولا أحد يستطيع فعل ذلك أفضل من فاتي الذي سيخفف عن ميسي عملية الضغط اذا كان مشاركًا من البداية، ويستطيع أن يخلق مشاكل كبيرة لـ«مدريد» بفضل مراوغاته وقدرته على التقدم وسط التكتلات.

«الملكي» يعاني في الدفاع.. الأطراف قوة هجومية.. وفالفيردي لتعطيل ميسي

واجه ريال مدريد مشكلات عديدة في انطلاقة هذا الموسم، ورغم حجم الإنفاق الكبير البالغ 307 مليون يورو، لم تبدو  تشكيلة «زيزو» كما تمناها جمهور «الميرنجي»،  ولم يفلح المدير الفني الفرنسي في إدخال عديد من الصفقات مثل يوفيتش وميلتاو، ولم يقدم ادين هازارد -الذي كان منتظر منه تقديم أدوار كريستيانو رونالدو-  المرجو منه حتى الآن. 
ومع كل هذه المشكلات لم يتعرض «مدريد زيدان» سوى لهزيمة واحدة، ورغم أنه في مرحلة البناء استطاع أن يسير إلى جوار برشلونة مستغلًا استمرار تخطبط أفكار فالفيردي التي حيرت العالم. 
تميز فريق «زيزو» في الأونة الأخيرة بالعمل الجماعي، وراهن المدرب الفرنسي على تقارب خطوطه واغلاق المساحات، وهو ما دفعه مؤخرًا للاستعانة باللاعب الأورجوياني الشاب فالفيردي، الذي أحدث تحولًا رائعًا في شكل الفريق.
في ولايته الأولى كان كاسميرو نطقة تحول فريق زيدان، ووصل معه إلى صيغة ضبطت وسط ملعب «الميرنجي»، فبات البرازيلي مدافعًا شرسًا يغطي عرض الملعب، ويمنح توني كروس ولوكا مودريتش حرية الحركة والتقدم، وبالتالي تحقيق الفاعلية الهجومية من العمق.. وقد أفلح مخططه.
في هذا الولاية يعاني مودريتش أيضًا من نفس أعراض شيخوخة الملاعب التى نالت من بوسكيتس في برشلونة، وبات مردود اللاعب البدني ضعيفاً للغاية، لدرجة جعلته أحد أزمات الفريق، كما أن ما يقدمه كاسميرو في النواحي الدفاعية لم يعد مماثلًا لما كان يقدمه في الولاية الأولى، ولم يعد بمقدوره أن يتحمل كل الأعباء الدفاعية وحده.
هنا جاءت فكرة زيدان الجديدة، التي أراد بها احداث تحول الوسط، فكانت الإجابة اللاعب فالفيردي، الذي يتميز بقوة بدنية هائلة، وبنيان جسدي رائع، وذكاء في قراءة أفكار لاعبي الخصم، وضغط قوي فعال بكل مناطق الملعب، والتزام ووعي خططي عالي جدًا.
كل هذه المواصفات جعلت وسط مدريد مؤخرًا أكثر اتزانًا وقوة، ومنحت كاسميرو أريحية لم يجدها بجوار مودريتش، فكانت فكرة «زيزو» الجديدة ناجحة.
ربما تجعل قوة فالفيردي وشبابه وحماسته زيدان يفكر في الاستعانة به لتعطيل وتوقيف ليونيل ميسي، لكن ميسي لاعب لا يمكن تعطيله برقابة رجل لرجل، فهو قادر بذكائه أن يعبر الحواجز الصلبة مهما بلغت قوتها، ومهما كان «الجسد لا يرحم» وفق قوله، فإن عقله أكثر قوة من أي جسد وأي بنيان، وإن كان «زيزو» يريد العبرة والعظة فعليه العودة لما فعله ميسي بمن حاولوا رقابته بشكل فردي في الريال .
أما عن شكل الفريق عمومًا فيعاني الريال ضعف على أطراف الملعب دفاعيًا، لأن كارفخال تراجع بدنيًا بفعل الزمن، وميندي لم يكتسب الخبرات الكافية، أو يتأقلم مع الفريق بعد، لذا فإن فالفيردي سيكون ذكيًا إذا نجح في توظيف تحركات دي يونج وميسي وسواريز على الأطراف. 

وسيمثل وجود ألبا وصعوده أزمة كبيرة لـ«زيدان» على أطراف الملعب، لذلك سيضطر كثيرًا للاستعانة بـ«ايسكو» أمام ميندي، وكذلك رودريجو أو فينسوس أمام كارفخال، وهذا سيضعفهم هجوميًا.
تمثل الأطراف وقدرة لاعبي مدريد على إرسال كم عرضيات كبيرة نقطة قوة هجومية، للفريق المدريدي، لكن في حال بذل جهود أكبر من روردريجو وأيسكو دفاعيًا فإن الفريق ربما يتعرض لبعض التراجع.