رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة نجم.. جامع القمامة الذي حوله "تويتر" إلى أفضل ظهير في العالم

الكابتن

"الحياة في هذا العمر دون مال لا تعني شيء، أبحث عن وظيفة"، كانت هذه كلمات شاب اسكلتندي يبلغ من العمر 18 عامًا في صيف 2012، عبر حسابه على تويتر، أثناء لعبه لكرة القدم كهاو في أكاديمية كوينز بارك رينجرز الاسكتلندي.


هذا الشاب كان أندرو روبيرتسون نجم ليفربول، الذي كانت مسيرته محطات للإحباط ولا شيء آخر سوى الإحباط واليأس.

«الكابتن» يستعرض لكم كيف كان روبيرتسون على شفا أيام قليلة من العمل في جمع القمامة، إلى أن وصل إلى كونه أفضل ظهير أيسر في العالم حسب رأي الكثيرين.

في الحادي عشر من مارس عام 1994، ولد روبيرتسون في مدينة جلاسكو الأسكتلندية لأسرة فقيرة تكفي قوتها يومًا بيوم، وكان روبيرتسون متفوق في دراسته ولكن كان أيضاً يقضي شغفه باللعب في دوري المدارس كصانع ألعاب وليس ظهيرا أيسر.


كانت الشرارة الأولى في عام 2006، عندما انضم إلى مركز شباب للهواة يدعى "جيف نوك"، قبل أن ينجح في الالتحاق بحلم حياته وهو الوصول إلى أكاديمية الناشئين في نادي سيلتيك وهو في عمر الخامسة عشر، قبل أن يتحول الحلم إلى أسوأ كوابيس أندرو، عندما أبلغه مدربه بأنه سيتم الاستغناء عن خدماته بعد فترة قصيرة من بداية مشواره في الأكاديمية، بسبب الضعف الذي يعاني منه في بنيته الجسدية وقصر قامته.

"كنت صغير الحجم بشكل لا يوصف، تطورت كثيراً حالياً أعلم أنني كنت هزيلاً للغاية، ولكنني نجحت في الوصول إلى حجم معقول"، بهذه الكلمات علق روبو، على السبب الذي جعل سيلتيك يتنازل عن خدماته في صغره.

وبعد رحيله عن سيلتيك، جلس روبيرتسون يفكر كثيراً في وضع حد لمسيرته مع الساحرة المستديرة، وأن يتجه لاستكمال دراسته ليدرس في تخصص إدارة الأعمال فيما بعد، ولكن بعد شهرين نجح في الذهاب إلى فريق أكاديمية هاميلتون، لينتقل بعدها في عام 2009، إلى أكاديمية كوينز بارك الذي يقبع في الدرجة الثالثة، ولكن المشكلة هنا أن أندرو، لم يكن يتقاضى أي شيء، ويقول ظهير ليفربول "إن المشكلة في ذلك التوقيت أنني كنت مقبلا على دخول الجامعة ولم أنجح في الحصول على منحة، لذلك ترتب علي توفير الأموال، لذلك قررت ترك الأكاديمية بشكل مؤقت".

رحل روبيرتسون، عن الأكاديمية ليبحث عن عمل يكفي قوت يومه، ليؤكد أن كل ما حصل عليه من فرص عمل هي فرصة لجمع القمامة في أحد المجمعات الاستهلاكية، وعامل في أحد المطاعم، وهي نفس الفترة التي غرد فيها روبيرتسون، بتغريدته الشهيرة بحثاً عن عمل والتي لا تزال متواجدة عبر حسابه على تويتر.

قرر قائد المنتخب الاسكلتندي، في الوقت الحالي، ترك الكرة، ولكن جاءته مكالمة هاتفية من المدير الرياضي في أكاديمية كوينز بارك، ليخبره أن ظهيري الفريق الأول قد أصيبا ولذلك قرر تصعيده إلى الفريق الأول وعليه المجيء بداية من يوم غد.


ليبدأ روبيرتسون، مشواره كلاعب محترف في موسم 2012-2013، رفقة الفريق الأول لكوينز بارك، لتكون تلك هي الصدمة الكهربائية التي أعادت النبض إلى قلب روبيرتسون، بعد توقفه.

قضى "روبو"، موسما وحيدا في الدرجة الثالثة، قبل أن يتلقى عرضا من فريق ديندي يونايتد أحد أندية الوسط في الدوري الاسكتلندي للمحترفين، وبعد موسم وحيد أيضاً التقطته أعين المدرب ستيف بروس المدير الفني لفريق هال سيتي وقتها لتأخذ حياة روبيرتسون منحنيا جديدا في كرة القدم، ويصبح لاعبًا رسمياً في الدوري الإنجليزي.


لعب 3 مواسم رفقة النمور في البريميرليج، قبل أن يتعاقد معه ليفربول في صيف 2017، ليكون بديلاً للظهير الإسباني ألبيرتو مورينو.

بداية روبيرتسون مع الريدز كانت صعبة للغاية لم يشارك على الإطلاق سوى لدقائق صغيرة، بالكاد كان زملاؤه يفهمون كلامه بسبب لكنته الإنجليزية (الاسكتلندية) الصعبة التي لم تكن مفهومة للاعبين الأجانب في ليفربول.


في موسم 2018، قرر يورجن كلوب، الاعتماد على روبيرتسون منذ بداية الموسم لينجح في إبهار الجميع ويفرض نفسه على التشكيل المثالي للدوري الإنجليزي في ذلك الموسم، ليترشح فيما بعد إلى جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الفيفا.

في الصيف المنتهي منذ شهور قليلة، قرر النادي تجديد عقده حتى عام 2024، في عقد طويل الأمد ليتحول ذلك الشاب البالغ من العمر 25 عاما من شاب بائس لديه فرصة ليكون جامع للقمامة بعد تغريدة على "تويتر"، ليصبح واحدا من أفضل الأظهرة المتواجدين في كرة القدم حاليًا وفائزاً بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وقائدًا لمنتخب بلاده في سن الرابعة والعشرين.