رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

مانشيني يقود ثورة التصحيح في إيطاليا

الكابتن

لم تكن بداية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني الحالي للمنتخب الإيطالي مبشرة، ومطمئنة بالنسبة للجماهير الإيطالية، ووضعت مبكرا جدا أياديها على قلوبها، فأول استحقاق رسمي للمنتخب الإيطالي بقيادة مانشيني كان بطولة دوري الأمم الأوروبية، وأوقعته القرعة المجموعة الثالثة، وتعادل في الجولة الأولى مع المنتخب البولندي إيجابيا بهدف لمثله على ملعب ريناتو دال آرا بمدينة بولونيا الإيطالية، ثم تلقى هزيمة في الجولة الثانية أمام المنتخب البرتغالي بهدف نظيف على ملعب النور.

ولكن بالرغم من ذلك لم يهبط المنتخب الإيطالي إلى المستوى الثاني، وحافظ على تواجده في المستوى الأول باحتلاله المركز الثاني برصيد 5 نقاط جمعها من تحقيق انتصار يتيم خارج أرضه على المنتخب البولندي بهدف دون رد في الجولة الرابعة،وتعادلين. 

وبعد هذه البطولة طويت الجماهير الإيطالية هذه الصفحة تماما، ووجهت إهتمامها بالكامل إلى الإستحقاق الثاني الأهم، وهو تصفيات بطولة أمم أوروبا 2020، وكانت الجماهير الإيطالية تترقبت بنوع من القلق الشديد نتائج منتخبها في هذه التصفيات، وهي تخشى بشدة عليه من نفس المصير الذي لاحقه في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة إلى بطولة كأس العالم روسيا 2018، وبالتالي خبطتان في الرأس لا توجع فقط، ولكن تسبب صدمة قوية جدا للجماهير ستأخذ وقتا طويلا كي تستفيق منها،وسينال هذا الإخفاق من سمعة الكرة الإيطالية كثيرا على المستوى الأوروبي مثلما تراجعت على المستوى العالمي، وتدخل الكرة الإيطالية إلى النفق المظلم.

وكان المنتخب الإيطالي قد فشل في الوصول إلى كأس العالم روسيا 2018 لأول مرة منذ بطولة البرازيل 1962 بعد أن فشل في تجاوز المنتخب السويدي في الملحق الأوروبي، وقبلها كان المنتخب الإيطالي قد جاء في المركز الثاني في المجموعة السابعة برصيد 23 نقطة حصدها من 7 انتصارات، وتعادلين، وهزيمة وحيدة أمام المنتخب الإسباني بثلاثة أهداف دون مقابل في الجولة السابعة.

والمنتخب الإيطالي تاريخ في بطولات كأس العالم، فهو فاز باللقب 4 مرات، ويفصله لقب وحيد عن المنتخب البرازيلي صاحب الرقم القياسي كما أنه حل وصيفا مرتين، واحتل المركز الثالث مرة.

ولكن فلت المنتخب الإيطالي من هذا المصير، ونجح في التأهل إلى بطولة أمم أوروبا 2020 قبل نهاية التصفيات بـ3 جولات عقب فوزه على المنتخب اليوناني بهدفين نظيفين على ملعب الأوليمبيكو في الجولة السابعة، وهو بذلك حقق العلامة الكاملة 21 نقطة في المجموعة العاشرة متفوقا على كل منتخباتها فلندا، واليونان مرتين وعلى ليشتنشتاين، والبوسنة والهرسك، وأرمينيا مرة واحدة.

وبذلك يشارك المنتخب الإيطالي في بطولة أمم أوروبا للمرة العاشرة في تاريخه، وهو لم يغب عن المشاركة في البطولة منذ بطولة إنجلترا 1996،ولم يسبق له أن فاز بلقبها.

مانشيني اسم كبير في عالم التدريب، فهو حصل مع نادي فيورنتينا على لقب واحد في بطولة كأس إيطاليا في موسم 2000 – 2001، ومثله مع نادي لاتسيو في موسم 2003 – 2004.

 ومع نادي إنتر ميلان الإيطالي أحرز 3 ألقاب متتالية في بطولة الدوري الإيطالي منذ موسم 2005 – 2006 حتى موسم 2007 – 2008، ولقبين متتاليين في بطولة كأس إيطاليا في موسمي 2004 – 2005، و2005 – 2006، ولقبين متتاليين أيضا في كأس السوبر الإيطالية في عامي 2005 و2006.

 ومع مانشستر سيتي الإنجليزي حصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2011 – 2012، وكأس الإتحاد الإنجليزي في موسم 2010 – 2011، ودرع الإتحاد الإنجليزي في عام 2012.

 ومع جالطة سراي التركي حصل على بطولة وحيدة، وهي كأس تركيا في موسم 2013 – 2014.

وذلك عكس الإيطالي جيامبييرو فينتورا المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي تماما، ففينتورا كانت أفضل نتائجه طوال مسيرته التدريبية هو احتلال فريق تورينو المركز السابع في الكالتشيو برصيد 57 نقطة جمعها من 15 انتصارا، و12 تعادلا، و11 هزيمة، وتأهل إلى اللعب في بطولة الدوري الأوروبي في الموسم التالي، ولم يذهب بعيدا، وخرج في دور الـ16  أمام فريق زينيت سانت بطرسبرج الروسي.

إذن نجح مانشيني في إعادة ترتيب أوراق المنتخب الإيطالي، وجعل الكرة الإيطالية تتعافى نسبيا من أزمة الخروج من كأس العالم، ووصوله مبكرا إلى بطولة أمم أوروبا ستمنح مانشيني، ولاعبيه مزيد من الثقة، وستكون أمام مانشيني  فرصة جيدة جدا لتجهيز اللاعبين فنيا، وإعداد منتخب إيطالي قوي قادر على المنافسة الحقيقية في بطولة أمم أوروبا.