رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

أتلتيكو وريال مدريد.. ليلة ثنائيات الهجوم ومعارك وسط الملعب

ريال مدريد وأتلتيكو
ريال مدريد وأتلتيكو

إذًا مرة أخرى نحن على موعد مع العنف.. الخشونة و22 محاربًا لا يلتفتون لأي شيء سوى تحقيق الفوز ولو على جثث خصومهم.

دون إطالة على فضولك عزيزي القاريء، فالحديث هنا عن مباراة ديربي العاصمة الإسبانية مدريد بين قطبيها ريال وأتلتيكو، بالجولة الثامنة من بطولة الدوري.

بين البلانكوس والروخي بلانكوس.. الأتلتي والميرنجي؛ دعنا نخوض جولة في عقل كلا المدربين وإلقاء نظرة على مايدور هنا وهناك.

البداية لدى أتلتيكو مدريد المستضيف للمباراة، وديجو سيميوني مديره الفني وصاحب آخر الانتصارات في الديربي قبيل بداية الموسم بسبعة أهداف لثلاثة على الملكي.


كيف يلعب سيميوني ولماذا لن يغير خططه؟ 

سيميوني لم يغير كثيرًا من خطته السابقة، مازال يعتمد على الـ4-4-2 الباسطة للملعب والمعروفة بالـ""flat أو اختصارًا فهي خطة 4-2-2-1-1 في وجود لاعبي وسط ملعب ارتكاز؛ ثم جناحين ولاعب مهاجم متأخر وهو جواو فيليكس، وآخر صريح وهو ديجو كوستا.


ويعتمد أتلتيكو في طريقة لعبه على ضغط الخصم في منتصف ملعبه وحرمانه من بناء الهجمة أو الخروج بالكرة بشكل صحيح، عن طريق عودة جواو فيليكس إلى منتصف الملعب لتتحول الخطة إلى 4-2-3-1؛ ومنح الفريق أفضلية عددية في حالة عدم امتلاكه للكرة، ولزيادة الضغط في منتصف الملعب.

وبمجرد امتلاك الكرة يدخل فيليكس إلى المناطق الأمامية بجوار كوستا ولكنه يأتي من خلفه ببضعة أمتار من أجل استغلال المساحة التي يخلفها انطلاق كوستا وسحب المدافعين معه إلى داخل المنطقة.

 كما يتحرك توماس بارتي إلى المساحة أمام المنطقة من أجل منح الفريق أفضلية الفوز بالكرة الثانية، أي ارتداد الكرة من دفاع الخصم، وكذلك لتأدية أدوار الضغط مبكرًا؛ كما يتحرك كوكي بجوار الخط لزيادة خيارات التمرير للجناح أو الظهير المتقدم.

أتلتيكو مدريد في نسخته الحالية يعتمد على زيادة الحلول الهجومية وخاصة في الكرات العرضية والزيادة العددية للفريق داخل منطقة جزاء الخصوم؛ وهو ماظهر في أكثر من مباراة بالموسم الحالي بدخول كوكي وتوماس بارتي وتقدمهم نحو منطقة جزاء الخصم.

السؤال الأهم.. كيف يمكن لزيدان إيقاف خطورة النسخة الحالية لأتلتيكو مدريد؟


الضغط على جواو فيليكس ولكن 

إذًا ديجو كوستا يتحرك داخل منطقة الجزاء وأحيانًا يخرج منها ليسحب أحد المدافعين ليفرغ مساحة للمهاري جواو فيليكس.

جواو فيليكس يجيد التحكم بالكرة واللعب في المساحات الضيقة، والتسديد من خارج المنطقة.

اللعب ضد فيليكس يحتاج للكثير من الذكاء في التعامل من وسط ملعب ريال مدريد وخط دفاعه، كما يتطلب مجهود بدني عالٍ لأن إيقاف خطورته تعني تعطيل جزء كبير من منظومة ديجو سيميوني الهجومية.

الأجدى في حالة جواو فيليكس هو إسناد مراقبته لكاسميرو، والاعتماد على تضييق المساحات بين لاعبي الوسط؛ كما يجب الاعتماد على فريدريكو فالفيردي بجوار كاسميرو استنادًا على المجهود البدني العالي لهما في مواجهة وسط ملعب الروخي بلانكوس.

كاسميرو في الحالة الدفاعية للملكي سيتقدم لمواجهة فيليكس وخنق المساحات عليه فيما سيتمثل دور فالفيردي في تضييق خيارات التمرير عليه، وفي هذه الحالة سيحتاج الفريق للاعب ثالث يعود لوسط الملعب من أجل تضييق الخناق ومنح الفريق الأفضلية العددية.

الخطة الأنسب لريال مدريد في المباراة هي الـ"4-2-3-1" الصريحة، ولكن بوضع كريم بنزيما في مركز المهاجم وعلى اليمين إدين هازارد وفي الجانب الأيسر فينسيوس جونيور مع إسناد أدوار صناعة اللعب لتوني كروس.

وجود توني كروس في العملية الهجومية للفريق يضيف للفريق قوة هجومية بامتلاكه القدرة على التسديد والتمرير بجانب قدرته على العودة مع الجناحين كلاعب وسط ثالث لتتحول الخطة في حالة دفاع ريال مدريد إلى 4-5-1  وغلق المساحات على لاعبي أتلتيكو خاصة على طرفي الملعب.

ثلاثية وسط الملعب لريال مدريد ستمنع سيميوني من أهم مميزات خطه الهجومي وهي امتلاك فيليكس للمساحة العمياء بين وسط الملعب والدفاع؛ والخروج بالهجمة من حالة الضغط.

أهم مايجب أن يفكر به زين الدين زيدان هو عدم الارتكان إلى القدرات البدنية للاعبيه والرهان عليها في مواجهة مثيلتها للاعبي أتلتيكو، لأن النسخة الحالية من الروخي بلانكوس تقدم واحدًا من أفضل العروض البدنية لكتيبة سيميوني.

ديجو كوستا.. لاتخافوا ولكن احذروا

أحد الخدع التي قد يفكر بها سيميوني هي وضع فيليكس في موقف يسمح للاعبي ريال مدريد بالتهامه، أو بمعنى أصح تقديمه لهم كهدية للمراقبة ينشغلون بها بينما هو يخطط لشيء آخر.

التفكير هنا بتغيير الخطة والاعتماد على جواو فيليكس كمحرك للفريق ولكن من وسط الملعب، ومنح الحركة للاعبي الأجنحة بالدخول إلى منطقة الجزاء وتسليم الكرة بشكل مباغت إلى ديجو كوستا في مساحة سيفرغها تحرك أحد المدافعين لتقديم الدعم مع زميله الذي يواجه ظهير وجناح منطلقين من الجانب، وكذلك بانشغال وسط الملعب مع فيليكس.

كل هذه الأمور لاتستغرق بضعة ثوانٍ فيليكس يتسلم الكرة يتحرك الظهيرين والجناحين على الخط؛ ولاعب الوسط يضغط عليه وكوستا ينتظر الكرة العرضية في المساحة بين قلبي الدفاع أو تمريرة من فيليكس لن يستغرق التفكير فيها من عقل البرتغالي إلا ثانيتين.

نقاط ضعف أتلتيكو

الكرات العرضية سلاح ذو حدين لأتلتيكو مدريد، الفريق يجيدها في الناحية الهجومية بكل تأكيد ولكنها تمثل عائقًا لهم أيضًا في الجانب الدفاعي خاصة في الكرات التي تلعب بين قلبي الدفاع والتي تلقت منها شباك الفريق الهدف الثاني في مباراة يوفنتوس.

كما تمثل المساحة خلف ظهيري الجنب أزمة لدى أتلتيكو مدريد خاصة في حالة الارتداد الدفاعي؛ على الرغم من قدرات تريبير الظهير الأيمن للفريق البدنية إلا أنه يعتبر أحد الأزمات الدفاعية للفريق، والتي يجب أن يستغلها إدين هازارد في حالة الواحد على واحد.

أتلتيكو مدريد يعاني من التعامل مع الهجمات المرتدة، خاصة في حالة الارتداد السريع للخصوم، وهنا يأتي ارتباك الفريق خاصة مع عودة ثنائي الوسط للدعم الدفاعي ودخولهما إلى منطقة الجزاء يتسبب في بعض المشاكل للفريق في التمركز، وهو مايجعل الفريق عرضة لخطأ قاتل يمنح الخصم هدفًا سهلًا.

ثنائية الهجوم واستعارة جواو فيليكس

لم يعتمد زين الدين زيدان كثيرًا على ثنائية يوفيتش وبنزيما في الموسم الحالي، ولكن الأمر يعود إلى أولوياته في المباراة.

الاعتماد على هذه الثنائية يمنح الفريق المزيد من الأفضلية الهجومية خاصة في الكرات العرضية والتي يجيدها الثنائي، بالاعتماد على جناحين بجوار الخط ولاعبي وسط ارتكاز.

وربما يفكر زيزو في الاعتماد على خطة الـ4-4-2 المعروفة بالماسة أو الـ"diamond" في وسط الملعب بوضع بنزيما ويوفيتش وخلفهما هازارد كصانع ألعاب ثم ثلاثية بوسط الملعب تتكون من كروس وكاسميرو وفالفيردي؛ أو حتى الدفع بمودريتش-حال جاهزيته البدنية-

هنا سيتمكن ريال مدريد من الضغط على وسط ملعب أتلتيكو وامتلاك لاعب زائد في كل صراع بوسط الملعب وسيكون هنا في أغلب الأوقات هازارد ليتحرك يمينًا ويسارًا ليمنح زملائه خيارات للتمرير واستلام الكرة في المساحة خلف وسط ملعب الخصم وقيادة الهجمة.

كما سيقدم هازارد أدوارًا مشابهة لأدوار جواو فيليكس في هجوم أتلتيكو مدريد بالقدوم من المنطقة العمياء لدفاع ووسط الخصم، واستغلال المساحات التي سيفرغها تحرك يوفيتش وبنزيما داخل منطقة الجزاء.