رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الماجيكو..هل يعيد شيكابالا اكتشاف نفسه؟

شيكابالا
شيكابالا

خاض «شيكابالا» مباريات قليلة مع الزمالك فى هذه الانطلاقة، وسط نجوم جدد ولاعبين كبار، ونجح فى أن يخطف كل الأضواء كعادته، وأن يلمع وحيدًا فى سماء نجوم الزمالك، وأن يظل محتفظًا بكل الهتافات التى تخرج من قلوب الزملكاوية عشقًا وولعًا بكرة القدم الجميلة، تلك الكرة التى لا يقدمها سوى قليلين من أمثال «شيكا».
توهمنا جميعًا أن تألق و«كعوب» «شيكابالا» أمام ديكاداها، ما هو إلا مُزاح أمام فريق متواضع يمكن لأى ناشئ القيام به، وقلنا إن مباراتى المقاصة والاتحاد سهلتان، لكن أمام بيراميدز فاجأ «شيكا» الجميع، بأنه أكثر لاعبى الفريق نشاطًا، وأخطرهم على المرمى، وأجملهم فى لمس الكرة، وأضاف لكل هذه الصفات الجميلة التى اعتدنا عليها معه، التزامًا كبيرًا فى القيام بأدواره الدفاعية.
بدا «شيكا» الولد الأسمر الذى ظلمته الأقدار وحرمته من البطولات والإنجازات التى كانت تستحقها موهبته الكبيرة، مصرًا هذه المرة على تحقيق شىء لنفسه، على أن يبرهن حقًا على أنه أحد أساطين القلعة البيضاء التى استحقت تلك المكانة فى قلوب الزملكاوية، فلعب وكأنه ناشئ صعد للتو من قطاع النادى ويلعب للمرة الأولى بالفريق الأول، عندما يفقد الكرة يعود سريعًا للتمركز أمام الظهير حمدى النقاز، يلتزم بتوقيف ظهير الخصم ويقف قريبًا من زملائه ويضغط بقوة، وهو ما لم يفعله فى صغره أبدًا وقتما تعالى على الكرة، أو شعر حينها بأنه الأوحد الذى لا يماثله أحد.
تواضع «شيكا» أمام الكرة، وعمل على تنفيذ واجباته بشكل لم يظهر عليه أبدًا، فكانت سخية فى عطائها له أمام بيراميدز، وحتى لحظة خروجه من الملعب كان اللاعب الأفضل فى الفريقين.
شعرنا لأوقات كثيرة خلال المباراة بأنه من الظلم أن يكون محمد حمدى فى مواجهة مباشرة مع «شيكا»، وكأنك وضعت لاعبًا محترفًا أمام برعم لا يزال يبحث عن تعلم فنون كرة القدم، ولم يكن هذا ضعفًا من «حمدى» بقدر ما كان خوفًا من مهارات «شيكا» وإصراره على الوصول إلى المرمى.
فى التمرير كان ساحرًا، وفى المراوغات لا أحد يماثله، وعند التسديد يضع الخصم يده على قلبه، ولا يمكن أن ترى «كروس» عرضى يشبه المعزوفة التى تخرج من قدم الأسمرانى.
أضاع «شيكابالا» كثيرًا من عمره بسبب طريقة التفكير التى غابت عنه وعن كثير من المواهب المصرية، وتميز بها محمد صلاح، ولما وعى لما يدور حوله مؤخرًا، أراد أن يعوض ولو جزءًا مما فاته وكان يستحقه، ولأنه يستحق بالفعل فقد عاد للزمالك فى توقيت مثالى، حيث يعيش النادى استقرارًا إداريًا وماليًا، ويحظى الفريق بدعم غير عادى بوجود لاعبين محترفين هم الأفضل فى الدورى المصرى، ومع جهاز فنى رائع، فكلها معطيات تؤهله ليودّع جمهوره من الباب الكبير، وليعيد اكتشاف نفسه فى السطور الأخيرة لحياته فى الملاعب، فهل يفلح «شيكا» هذه المرة؟