رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يجب أن يتمسك الخطيب ببقاء وليد أزارو؟

وليد أزارو
وليد أزارو

ما بين مطالب برحيله وآخرين يتمسكون باستمراره مع الأهلي، يعيش جمهور القلعة الحمراء ومسئولوها حالة انقسام كبيرة حول مستقبل المهاجم المغربي وليد أزارو الذي تحول إلى لغز محير للجميع.

ويلقى أزارو انتقادات واسعة بسبب كثرة تضييع الفرص، ما دفع أصوات وعلى رأسها لجنة التخطيط داخل النادي للتفكير في رحيله، والاستعانة بمهاجم آخر، لكن هل تعى اللجنة وداعمى قرارها هذا تبعات تلك الخطوة وما قد يخسره الأهلى برحيل المهاجم المغربي؟

في حقيقة الأمر، ورغم اجماع أهلاوي غير مسبوق علي ضعف مردود أزارو أمام المرمى، تقول الأرقام التهديفية إنه واحد بين أفضل الهدافين الذين مروا على تاريخ الأهلي، وأكثرهم فعالية وتأثير أمام المرمى، بعد مساهمته في قرابة 70 هدفا خلال 78 مباراة شارك فيها، ما بين 37 هدفا سجلها و15 صنعها وأكثر من 15 ضربة جزاء حصل عليها.

مع حسام البدري نجح في تسجيل 18 هدفًا وتصدر قائمة الهدافين، ورغم تراجعه الموسم الماضي إلا أنه لم يكن وحده المتأثر بحالتى عدم الاستقرار الفني والإداري التين نتجتا عن تغيير مدربين واحدًا تلو الآخر، وتبدل الاستراتيجيات ودخول عناصر جديدة، ما أثر على نتائج الفريق بشكل عام، وانعكس على أرقامه فرديًا.

إذا استثنينا على معلول، لم يفلح أي لاعب في الأهلي في تقديم أرقام جيدة، أو الاستمرارية على ما كان عليه من قبل، وإذا عدنا إلى حقبة حسام البدري التي كانت الأكثر استقرار في السنوات الأخيرة ستجد كل من كانوا لامعين ومتألقين انحدروا بشكل يعكس ضعف الأجهزة الفنية التي تلته.

ولكي تتأكد من ذلك ما عليك إلا بالنظر لما قدمه أزارو وما كان عليه جونيور أجاي، وما كنا نراه من مؤمن زكريا، ثم ضاع كل هذا مع مدربين لم يكن لهم أي أثر إيجابي، سواء مع الأعمدة الأساسية القديمة، أو حتى إنجاح العناصر الجديدة وإبرازها بشكل جيد، فرمضان صبحي لم يقدم شئ بعد، وحسين الشحات ما زال يبحث عن نفسه ويكافح بشكل فردي.

لا يمكن لجمهور الأهلي ومسئوليه أن يغفلوا تأثر أزارو وغيرهم من النجوم بحالة الفريق الجماعية، وتبدل المدربين الذين أثروا بشكل كبير على الاستقرار والاستمرارية.

واذا كانت الأرقام التهديفية في حاجة لمدرب جيد واستقرار فني واستعادة الثقة، فإن هناك أدوار آخرى يقوم بها اللاعب المغربي قلما وجدتها في مهاجم آخر، وسيتطلب تعويضها البحث والتنقيب كثيرًا.

أزارو تميز حتى في فترات غيابه عن التهديف في أنه مفتاح لعب رئيسي، فهو بين قلائل يجيدون اللعب بعيدًا من منطقة جزاء الخصم والخروج على الأطراف وهو ما يسهم في خلق الفرص لزملائه، كما أنه أقوى مهاجم يفوز بالصراعات الثنائية بدنية أو سباق الجري بفضل برجله الواسع الذي يميزه عن الجميع.

وفي الدفاع تجده أولى محطات افساد الهجمات، وتجده قادراً على منع الخصم من بناء الهجمة بالخلف بفضل قوة ضغطه وقدرته على افتكاك الكرة، وهو الدور الذي مثل أحد السمات التي ميزت مرحلة «البدري»، فكان قطع الكرة بالمناطق الأمامية بمثابة نصف هدف، عوضًا عن أنه يجبر الدفاع على تشتيت الكرات.

نعم يضيع أزارو كثيرًا، لكن في غيابه تندر مرات وصول الأهلي لمرمى الخصم، وتقل الفرص بشكل كبير، لأنه من يُجيد خلق تلك الفرص عبر تحركات ذكية للغاية، ومجهود جبار من لاعب لا يمل الحركة ولا يهده الجري طوال الوقت.

يؤدي أزارو كل هذه الأدوار، ويتميز عن كل مهاجمي الدوري المصري وربما داخل القارة الإفريقية بها، ولا يحتاج سوى لحالة استقرار فني مع مدير فني جيد يستطيع بناء استراتيجية جديدة ويعرف كيف يطور لاعبيه وينتقل بالأهلي من مرحلة التخبط إلى الاستقرار، وقتها سيعود أزارو هدافًا وسيستفيد الأهلي من باقى أدواره التي تجعله عملة نادرة.

إذا كان جون أنطوي أو غيره من المهاجمين الأفارقة هدافين، فهم لا يعرفون أداء أدوار أزارو الآخرى، واذا كان الأهلي باحث عن مجرد هداف فأولى به ألا يخسر كل المواصفات التي يمتلكها الآن في أزارو، والبحث عن حل أزمته المتمثلة في الثقة الغائبة، فاللاعب الذي سجل 18 هدفًا في موسم لا يمكن أن يكون سيئَا .