رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملك 2019.. لماذا يملك فان دايك الأفضلية في صراع الكبار على الكرة الذهبية؟

فان دايك
فان دايك

بمجرد إعلان الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، الأسماء العشرة المرشحة للفوز بجائزة الأفضل لموسم ٢٠١٩، بدأت تساؤلات الجماهير حول الأجدر بتلك الجائزة من بين المرشحين.
فى التقرير التالى يسلط «الكابتن» الضوء على الأقرب من بين اللاعبين العشرة للتتويج بلقب الأفضل، مع مراجعة لما قدمه المتنافسون الأبرز خلال الموسم، وأين سيكون موقع نجمنا الدولى محمد صلاح بين الكبار.

إنجازات مدافع «الريدز»: تألق مستمر طوال الموسم.. الأفضل بـ«البريميرليج».. الفوز بـ«دورى الأبطال».. ونجاح مع هولندا
غالبًا ما تحدد بطولة دورى أبطال أوروبا هوية الفائز بجائزة الأفضل فى العالم. نعم هى ليست قاعدة، لكن بمراجعة السنوات الأخيرة نتأكد أن الفائز بذات الأذنين هو صاحب الكرة الذهبية، فقد استحوذ كريستيانو رونالدو وليونيل ميسى على اللقب فى الأعوام التى فازا بها بدورى الأبطال، وحين خسراها ذهبت إلى لوكا مودريتش الذى توج العام قبل الماضى بالأبطال مع ريال مدريد، فاستحق الكرة الذهبية.
فى هذا الموسم تكرر الأمر ذاته، وخسر فريقا «ميسى» و«رونالدو» و«مودريتش» دورى أبطال أوروبا، بينما توج بها ليفربول الإنجليزى، لذلك تذهب غالبية الترشيحات إلى تتويج أحد نجوم «الريدز» بالكرة الذهبية.
وبين الفرعون محمد صلاح والسنغالى ساديو مانى، يبزغ نجم الهولندى فيرجيل فان دايك، كأحد أبرز اللاعبين وأكثرهم تأثيرًا فى مشوار الفريق الإنجليزى خلال كل المسابقات التى خاضها هذا الموسم.
ويمتلك «فان دايك» الأفضلية على الثنائى؛ لأنه لم يغب عن أى من مباريات الفريق، مع تألقه المستمر والحفاظ على تقديم مردود قوى طوال الموسم، بينما شهد الموسم تراجعًا لأداء «صلاح» و«مانى» لفترات.
وتزداد فرص المدافع الهولندى عن الجميع، لأنه جمع بين الفوز بالأبطال وجائزة أفضل لاعب فى «البريميرليج» أقوى دوريات العالم، وكان الفاعل الأكبر فى بقاء الفريق منافسًا قويًا لغريمه مانشستر سيتى، حتى الدقيقة الأخيرة فى الموسم العصيب الذى مر به الليفر، وعانى خلاله «صلاح» من التوقف التهديفى لأوقات ليست بالقصيرة، وقالت عنه كثير من الصحف إنه لاعب الموسم الواحد، لكنه تدارك الأمر وعاد ليقدم أداءً جيدًا ويحوز جائزة هداف الدورى برفقة زميله «مانى» و«أوباميانج»، لاعب أرسنال.
كما غاب «مانى» عن التألق لبعض الأوقات، ولم تتفجر قدراته الحقيقية وتزداد أهدافه إلا بعد تتويج الـ«مو» بجائزة أفضل لاعب إفريقى مطلع هذا العام، ومع هذا التراجع لنجمى الهجوم، ظل «فان دايك» يقاتل ويدافع عن حظوظ فريقه بالفوز بدورى الأبطال، ونجح فى خروج الفريق من ٢٠ مباراة كاملة دون استقبال أى أهداف، ببراعة غير عادية أبهرت العالم وجعلت الجميع ينحنى تحية له.
وحقق ليفربول العديد من النقاط فى «البريميرليج» هذا الموسم، بالفوز بالمباريات عبر تسجيل هدف وحيد فى مرمى الخصم، خاصة خلال آخر ١٥ جولة بالبطولة. لكن فى الجهة المقابلة كان المدافع الهولندى يزيح عن مرماه قرابة هدفين وثلاثة فى كل مباراة، ولولاه ما خرج الليفر أبدًا على بُعد نقطة وحيدة من السيتى. وعندما كانت الأمور تتأزم، كان «فان ديك» يشكل مفتاحًا هجوميًا للفريق، بصعوده فى الكرات الهوائية، التى نجح من خلالها فى تسجيل ٤ أهداف، وصناعة ٣ فى توقيتات صعبة، ومنحت أهدافه نقاطًا غالية لـ«الريدز»، فضلًا عن صناعة أكثر من فرصة لزملائه.
وتميز أداء الهولندى بسد الفراغات بين زملائه، فهو لا يملك زميلًا يستحق الثقة فى قلب الدفاع، ويعرف الجميع كم عانى بسبب أداء دايان لوفرين وجويل ماتيب المتواضع، متحملًا ضغوط الخصوم الهجومية وحده، لدرجة أوصلت الجماهير إلى السخرية والإجماع على أن «فان دايك» لا يواجه مهاجمى الخصوم فحسب، بل عليه مراقبة زميله «ماتيب» أيضًا.
وقبل نهاية الموسم بـ١٠ جولات، أجمع الخبراء والنجوم السابقون ومعهم كل لاعبى «البريميرليج»، أنه لا أحد يقف إلى جوار «فان دايك»، المدافع الذى لم يتعرض سوى لمراوغة واحدة على مدار قرابة ٢٠ شهرًا، ولم يجد أى لاعب داخل الفريق أو لدى المنافسين أى ضغينة فى ذلك، فاعترف الجميع بأنه الأفضل والأحق.
وتزداد فرص «فيرجيل» بسبب وصوله إلى نهائى دورى الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده هولندا، ورغم أنها ليست بالبطولة القوية، لكنها عندما توضع إلى جوار دورى الأبطال، وجائزة أفضل لاعب فى أقوى دورى بالعالم فإن الحال يتبدل.
كما يحظى «فان دايك» بميزة أخرى تجعله قريبًا للغاية من التتويج بالجائزة، وهى تعاطف المصوتين مع فكرة مظلومية المدافعين الكبار، وحرمانهم دائمًا من الجوائز الفردية لصالح نجوم الهجوم، وهو أمر يشبه تعاطف الجميع مع «كانافارو» مدافع إيطاليا حينما نافس «زيدان» على جائزة الأفضل، فهذا لا يحدث كل عام ولا يتكرر كثيرًا، وربما تكون الفرصة سانحة هذا الموسم لتكريم المدافعين من خلال ما قدمه «فان دايك».
ويتعاطف كثير من المصوتين سواء من الجماهير أو المدربين واللاعبين الكبار ممن لحق التصويت مع «فان دايك»، خاصة أن «ميسى» و«رونالدو» لم يقدما أشياء كثيرة، وجاءت نتائجهما أقل بكثير مما كانت عليه خلال الـ١٠ سنوات الأخيرة.

خسارة «الشامبيونزليج» وسقوط «كوبا أمريكا» يهددان أرقام ميسى

بعد «فان دايك» يأتى «ميسى» كثانى أكثر اللاعبين المرشحين للفوز بالجائزة، وعلى المستوى الفردى كان البرغوث الأرجنتينى رائعًا، وجاءت أرقامه خيالية، ما جعله يغرد فى كوكب خاص بعيدًا عن الجميع.
وسجل الأرجنتينى ٥١ هدفًا وصنع ٢٢ أخرى، وتألق على المستوى الفردى بلمحاته ومراوغاته وأهدافه الخارقة، خاصة الكرات الثابتة التى سجل منها ١٠ مرات هذا الموسم، ونجح فى النهاية فى الحصول على جائزة الحذاء الذهبى للأبطال، متفوقًا فى ذلك على كيليان مبابى، نجم باريس سان جيرمان.
وقبل مباراة العودة بين ليفربول وبرشلونة فى الدور قبل النهائى بدورى الأبطال، لم يكن هناك شخص واحد يؤمن بأن أحدًا سيشارك «ميسى» أو يناطحه على جائزة الأفضل فى العالم، إذا ما مر من معبر الليفر فى الإياب، وكان الجميع ينتظر استعادته عرشه بعد موسم خيالى، لكن الأقدار عاندته كعادتها فى السنوات الأخيرة وحسمت الجدل بسقوطه أمام «الريدز» ووداع الأبطال.
لو توج «ميسى» بطلًا للشامبيونزليج، لما كنا فى حاجة لكتابة هذا التقرير بالأساس، ولما كانت هناك أى منافسة، لكن ذلك لم يحدث، وحتى الفرص الثانية للتعويض، لم يوفق فيها البرغوث، وسقط أمام البرازيل فى مواجهة الدور نصف النهائى لبطولة كوبا أمريكا، ليفقد بعضًا من تعاطف المصوتين. وحصل «ميسى» على المركز الثالث مع منتخب بلاده فى الكوبا، وحصد الليجا مع برشلونة، ولكنه فرط فى بطولة كأس الملك التى اعتاد البلوجرانا الاحتفاظ بها، بعد سقوطه نفسيًا قبل مواجهة فالنسيا فى النهائى، ورغم كل هذه الخسائر يبقى «ميسى» بأرقامه الفردية منافسًا وندًا قويًا لفيرجيل فان دايك.
وتبقى معضلة كل موسم، هل يكون التتويج بالبطولات أم بالأرقام الفردية؟ فالأولى ستتوج «فان دايك»، بينما ترجح الأخيرة «ميسى»، لكن جل ما يمكن قوله إن «ميسى» فى عامه الـ٣٢ قدم موسمًا استثنائيًا لن ينساه العالم.
ظهور شرفى لـ«رونالدو» على منصة الكبار
لم يقدم «رونالدو» أداء مبهرًا خلال الموسم الماضى، ولم يحقق أرقامًا فردية تمكنه من المنافسة، واكتفى بتسجيل ٢٨ هدفًا وصنع ١٠ أخرى، وهى أرقام ضعيفة للغاية مقارنة بمشوار «ميسى»، الذى تفوق عليه فرديًا، وتفوق عليه أيضًا بالذهاب أبعد فى بطولة دورى الأبطال. ونجح «رونالدو» على المستوى الجماعى فى الفوز ببطولة الدورى الإيطالى مع يوفنتوس، وهو ما لا يمثل أى إضافة لليوفى حامل اللقب، لكنه توج بطلًا لدورى الأمم الأوروبية، ورغم عدم أهمية هذه البطولة، لكنها تقدمه كبطل قارى يستحق الوجود بين الثلاثة الكبار. وتتمثل أزمة «رونالدو» فى عدم تأثيره فى مشوار منتخب بلاده فى بطولة الأمم الأوروبية، حيث غاب عن كل الأدوار الأولى ولم يشارك سوى فى مباراتين فقط، ورغم تألقه فى مباراة الدور نصف النهائى بتسجيل هاتريك فى شباك المنتخب السويسرى، لكن فاعليته غابت تمامًا عن المباراة النهائية، ولم يكن مؤثرًا فى الفوز على هولندا. لذلك سيكون «رونالدو» الذى يقترب من عامه الـ٣٥، مكتفيًا وسعيدًا بالتواجد الشرفى بين الثلاثة الكبار، إذا كُتب له التفوق على باقى المتنافسين.
صلاح ومانى.. صراع الترتيب يحدد هوية الأفضل إفريقيًا

يعرف نجمنا المصرى محمد صلاح بأن حظوظه فى التواجد بين الثلاثة الكبار ضعيفة للغاية، لعدة عوامل أبرزها غيابه عن التشكيلة المثالية لدورى أبطال أوروبا، وخروج منتخب مصر من الدور الـ١٦ لبطولة الأمم الإفريقية. اكتفى «صلاح» بالفوز بجائزة هداف «البريميرليج»، بمشاركة زميله «مانى» الذى نجح فى إزاحته بعض الشىء، بوصوله إلى نهائى إفريقيا، وتسجيله ٣ أهداف خلال مشواره بالبطولة، كما تفوق على الـ«مو» بتواجده ضمن التشكيلة الأفضل فى دورى الأبطال. ويبقى صراع ثنائى هجوم ليفربول على حجز مقعد أفضل فى ترتيب العشرة الأوائل بالعالم، وإن كان لـ«مانى» الأفضلية فى الوقت الحالى، فما زالت الفرصة لدى «صلاح» لتقديم أدوار قوية فى الثلث المتبقى من الموسم، فى السوبر الإنجليزى والسوبر الأوروبى، ليخطف الأضواء من السنغالى. وخلف «فان دايك»، و«ميسى»، و«رونالدو»، ستدور المعركة بين «مانى» و«صلاح» ومعهما كيليان مبابى، ثانى أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف بعد ليونيل ميسى، خلال الموسم المنقضى، فى منافسة على المراتب الرابعة والخامسة والسادسة. ويعرف «صلاح» و«مانى» أن لترتيبهما فى صراع هذه الجائزة أثرًا بالغًا فى تحديد هوية الأفضل داخل القارة السمراء بنهاية هذا الموسم.