رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

أم المعارك.. كيف يلعب الجزائر ونيجيريا فى أجمل ليالى «كان2019»؟

الكابتن

تنتظر جماهير الكرة العربية والإفريقية واحدة من أقوى المواجهات الكروية بين منتخبى الجزائر ونيجيريا، فى التاسعة من مساء اليوم الأحد، ضمن منافسات الدور قبل النهائى لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2019. المواجهة بمثابة نهائى مبكر بين اثنين من أفضل المنتخبات، التى تابعتها الجماهير على مدى الـ3 أسابيع الماضية، واستمتعت بما قدمته من أداء مبهر وقوى على مستوى الخطوط كافة.
كيف يخوض الجزائر معركة قبل النهائى؟ وما نقاط القوة والضعف هنا وهناك؟ وما السيناريوهات المتوقعة للمباراة؟.. هذه وغيرها من التساؤلات نجيب عنها هنا.



التنوع الخططى و«الدكة التقيلة» سر القوة وغياب يوسف عطال ضربة موجعة
يخوض «محاربو الصحراء» مباراة الليلة بروح معنوية مرتفعة ومساندة جماهيرية عربية كبيرة، بعد الفوز الرائع والأداء التاريخى اللذين قدماه رجال المدير الفنى الوطنى، جمال بلماضى أمام كوت ديفوار، وطوال مشوار البطولة التى ستظل محفورة بحروف من ذهب فى ذاكرة جماهير الكرة العربية.
تتميز كتيبة «بلماضى» بالقدرة على الهجوم بعدة طرق، ويجيد «محاربو الصحراء» اختراق دفاعات الخصوم عبر الثنائيات وتبادل المراكز والأدوار، فى هجمات منظمة وسريعة، تستند إلى عامل القوة البدنية الكبيرة التى يتميز بها جنود الجزائر.
يراهن المدير الفنى الجزائرى دائمًا على تحقيق الكثافة العددية، خاصة فى الثلث الأخير من الملعب، لممارسة الضغط المبكر على الخصم عبر مرونة تكتيكية تميزه عن جميع منافسيه.
ويعتمد «بلماضى» على تحول رياض محرز، الجناح الأيمن، إلى صانع ألعاب، تاركًا مكانه لزميله يوسف عطال، الظهير الأيمن، عند تنفيذ الهجمات.
كما يتحرر إسماعيل بن ناصر، وعدنان قديورة من الالتزام بالأدوار الدفاعية البحتة فى منتصف الملعب، ويتقدمان بشكل كبير إلى الثلث الأخير؛ لمحاصرة الخصم؛ فيزيد عدد المهاجمين بشكل كبير.
على الورق، يلعب المدير الفنى للجزائر بطريقة 4/2/3/1، لكن تبادل الأدوار والتحولات الثنائية التى تحدث أثناء سير المباراة يغيران طريقة اللعب أكثر من مرة.
إلى جانب المرونة وتبادل الأدوار فإن المنتخب الجزائرى يستطيع- عبر المهارات الفردية أيضًا- إحداث الفارق فى أى وقت وحسم المواجهات لصالحه، لكن هناك مشكلات قد تواجه المحاربين الليلة، متمثلة فى ضعف الأدوار الهجومية للظهيرين، كيف؟
يعتمد «بلماضى» على صعود الظهير الرائع يوسف عطال، الذى- للأسف- لن يشارك فى مباراة الليلة بسبب الإصابة التى تعرض لها مؤخرًا.
يعانى الجزائر أيضًا من محدودية الإمكانيات الهجومية لرامى سبعينى، الظهير الأيسر، الذى لا يجيد التقدم لتحقيق الكثافة العددية فى الخطوط الأمامية أثناء الهجوم، والأمر كذلك بالنسبة لمهدى زفان بديل «عطال» المصاب، وهنا سيجد «بلماضى» صعوبة كبيرة فى تحقيق الكثافة العددية فى منطقة العمليات، كما كان يفعل فى المواجهات السابقة.
وحتى يعالج «بلماضى» نقطة الضعف هذه فبإمكانه الاعتماد بشكل أكبر على الاختراق من عمق الملعب عبر بن ناصر و«فيجولى»، فكلاهما يُجيد اختراق الحصون الدفاعية عبر التفاهم الثنائى، وهذا يتطلب بقاء «محرز» على الطرف بشكل أكبر وتحقيق الفاعلية الهجومية من الجهة اليمنى. كما يمكن لـ«بلماضى» الاستعانة بخروج بغداد بونجاح على الأطراف عبر تبادل الأدوار مع الجناحين «محرز» و«بلايلى».
يستطيع «بلماضى» تعويض غياب «عطال» عبر تحول «محرز» إلى صانع ألعاب يتسلم الكرة فى عمق الملعب، إلى جانب تحول «بونجاح» إلى اللعب على الأطراف، مع دخول «بلايلى» إلى قلب الهجوم مع ميل بن ناصر إلى الجهة اليسرى، وهكذا تكون المرونة وعدم التقيد بالمراكز الأساسية طريقة فاعلة لتحقيق الكثافة الهجومية. ويمتلك «بلماضى» إلى جانب المرونة التكتيكية واحدًا من أبرز الأسلحة، التى تميزه فى هذه البطولة، وهو الدكة الشرسة التى تضم آدم أوناس، أفضل بديل فى البطولة، والذى يمكنه إحداث التغيير فى أى وقت يدخل فيه، وكذلك إسلام سليمانى، الذى يتمتع بقدرة كبيرة على تطوير الهجوم، وكذلك ياسين براهيمى، صانع الألعاب الرائع الذى يجيد اللعب فى عمق وأطراف الملعب.
اللعب على زفان بـ«القاطرة» موسى واستغلال اختراقات أيوبى فى المساحات

يمتلك منتخب نيجيريا العديد من نقاط القوة فى العموم، مثل جناح قوى للغاية، هو أحمد موسى القاطرة البشرية التى لا تتوقف عن الجرى، و«شيكويزى» لاعب الوسط، الذى يتحول لجناح أيمن ويمتلك مهارات رائعة، وكذلك قوة كبيرة فى عمق الملعب عبر أليكس أيوبى.
من المؤكد فى مباراة الليلة أن جيرنوت روهر، المدير الفنى لنيجيريا، سيلعب على نقطة ضعف خصمه الجزائرى وهى غياب الظهير «عطال»، الذى يحل محله مهدى زفان.
ويبدو أن «روهر» مدرب محظوظ؛ لأن أقوى عناصره وهو الجناح الأيسر أحمد موسى، سيلعب ضد الظهير الأيمن الجزائرى «زفان» المتواضع فنيًا مقارنة بالظهير الأساسى «عطال» المصاب.
سيعانى «بلماضى» كثيرًا عندما يسعى الليلة لإيقاف «موسى» والحد من خطورته، فى ظل غياب «عطال»، وضعف «محرز» على مستوى الدفاع، وكذلك سيكون العبء ثقيلًا للغاية على لاعب الوسط عدنان قديورة إذا جرى تكليفه بمساندة «زفان» فى الجهة اليمنى، عوضًا عن القيام بمهامه الأساسية فى العمق.
لو كنت مكان «بلماضى» لأشركت مدافعًا بالأساس فى هذه الجهة بدلًا من «زفان»، وأعفيته من الصعود إلى الأمام.
انشغال «قديورة» بتقديم المساندة لـ«زفان» أمام «موسى»، وكذلك انشغال إسماعيل بن ناصر بالزيادة الهجومية، سيخلق مساحات كبيرة فى المنطقة بين الوسط وخط دفاع الجزائر، وهنا يأتى دور أليكس أيوبى، نجم أرسنال، الذى يعرف كيف يستغل الهفوات ويصنع الفارق عبر اختراقاته.
يستطيع «أيوبى» أن يستغل هذه المساحات فى حال وجدت، ويعرف متى يتحول إلى رأس حربة ثان مع «إيجالو»، وكذلك يجيد التمرير بشكل رائع فى المساحات خلف الظهيرين لـ«موسى» و«شيكويزى».
سيكون رامى بن سبعينى، الظهير الأيسر، فى مواجهة قوية للغاية مع «شيكويزى» الورقة الفنية الرابحة، الذى يمتلك مهارات عالية للغاية فى الثنائيات، ويجيد المرور فى موقف لاعب بمواجهة لاعب، لذلك سيكون العبء ثقيلًا أيضًا على بن ناصر، المطالب بدعم سبعينى طوال الوقت.
وفى وسط الملعب النيجيرى يلعب «نيديدى» و«إيتيبو»، وهما لاعبان رائعان، يتميزان بالقدرة الكبيرة على التحكم بـ«رتم» المباراة، ولديهما ثقة كبيرة تتيح لهما التمرير وطلب الكرة من الخط الخلفى، كما يجيدان بناء الهجمات من الخلف، والضغط بقوة على الخصم، لذلك سنرى معركة شرسة فى وسط الملعب مع «قديورة» و«بن ناصر» و«فيجولى».
تتمثل كبرى مشكلات المنتخب النيجيرى فى المساحات التى تتاح بين ظهيرى الجانب «أوازيم»، و«كولينز»، وبإمكان المنتخب الجزائرى صناعة الفارق إذا مارس الضغوط بقوة عليهما، وإذا استغل المساحات التى تتاح بينهما، وكذلك استغلال بطء قلبى الدفاع أوميرو، وإيكونج.
يحتاج المنتخب الجزائرى لاتباع فلسفة الضغط العالى فى انطلاقة المباراة لخطف هدف سريع يربك به حسابات خصمه النيجيرى، إذا استغل بطء وسذاجة خط دفاع الخصم، لكنه إذا انتظر معركة الوسط فربما يجد نفسه فى موقف حرج، لأن الخصم يستطيع تحقيق التفوق إذا ما تقدم بالكرة لوسط ملعب الجزائر.