رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريو تخيلى.. رحلة "سانتوس" بين سباعية ألمانيا والتتويج بكوبا أمريكا

احتفال منتخب البرازيل
احتفال منتخب البرازيل

في الماراكانا زلزال، في الماراكانا زلزال، هذا كان إحدى التعليقات الشهيرة للمعلق التونسي عصام الشوالي، على مباراة المنتخب الألماني ضد نظيره البرازيلي في نصف نهائي كأس العالم 2014.

يومها ضرب الألمان قلوب أكثر من مائتي مليون مواطن برازيلي، قل مليارات من محبي السامبا حول العالم سبعة مرات دون رحمة أو هوادة، كانت الأهداف تسقط على الشباك البرازيلية كما الصواريخ القادمة من السماء.

ليلة سوداء، قضتها الجماهير البرازيلية بعد سباعية الألمان، الدموع كست بلاد السامبا وراقصي كرة القدم الأشهر في العالم.. ربما لم ينم أحد من الدموع والحزن في تلك الليلة، والآن وبعد 5 سنوات أيضًا لم تنم البرازيل إلى الآن ولكن احتفالًا بعودة كوبا أمريكا إلى أحضانهم بعد غياب 12 عامًا.

الكابتن يأخذكم في رحلة تخيلية لسانتوس، أحد مشجعي السامبا الذي شاهد المباراتين في استاد ماراكانا، بالعاصمة برازيليا.

"لقد انتهينا.. ضربنا الألمان بلا رحمة، 7 أهداف دفعة واحدة! إنه غضب الرب علينا، كلا هذه النتيجة لم تحدث من قبل، نحن البرازيل كيف يمكن أن يحدث هذا؟"، كلمات اختلطت بدموع  سانتوس الذي جلس وحده بعد سباعية ألمانيا في مرمى البرازيل بنصف نهائي كأس العالم.

خرج ذلك المشجع وحده بعد نهاية المباراة من مدرجات ماراكانا، الجميع رحلوا وبقى هو، يندب حظه ويحتضن تمثال كأس العالم الذي منى نفسه بأن يراه حقيقيًا بين يدي لاعبي منتخب بلاده.

الشوارع هادئة، صامتة وفارغة على غير عادة العاصمة الضاجة بالسكان.. "إنها أسود ليالينا، لا نحن لم نمت، بل نحن ذهبنا نحو الجحيم مباشرة، كنا نلعب بأحد عشر شبحًا اليوم، أولئك الألمان كانوا يركضون في أرجاء ماراكانا وحدهم، كأن هتلر بُعث لهم من جديد ليحتلنا وينجح فيما فشل فيه بالحرب العالمية، حسنًا.. سأذهب للمنزل، ليذهب الألمان للجحيم، لتذهب كرة القدم وكأس العالم للجحيم".


ثاني أيام الهزيمة، يخرج سانتوس إلى عمله، متجهم الوجه بلا أي انفعالات، يمر في طريقه على ماراكانا تترغرغ عينيه بالدموع، وينظر إليه بحزن عميق، ثم يردد: "اللعنة على كرة القدم، نحن البرازيل.. سنعود لكم مجددًا".

بعد 5 سنوات.. قبل نهائي كوبا بأسبوع

"لقد حصلت على التذكرة، سأحضر نهائي الكوبا، الآن ستبتسم لنا الكرة، تلك الملعونة ستخضع لنا.. ما زلت أذكر تلك الليلة الألمانية، ولكنها لن تتكرر مرة أخرى، ماراكانا سيبتسم لنا مرة أخرى".

يوم المباراة

"ها نحن ذا ياماراكانا، عُدت إليك مرة أخرى، سنوات 5 لم أخطو فيها إليك، حتى عملي تركته والتحقت بشركة أخرى حتى لا أمر بجانبك.. ولكن هذه الليلة المشهودة، اليوم سيمنحنا الرب الانتصار، الليلة سنرقص السامبا حتى الصباح".

15 دقيقة بعد بداية المباراة

"إنه الرب، ألم أقل لكم، إنها فقط البداية.. سننتصر يا برازيليا، هيا أيها السامبا احصدوا التاسعة لأجلنا، لأجل دموعنا في تلك الليلة منذ 5 سنوات".

بعد انتصار البرازيل

شكرًا أيها الرب، أعدت لنا الانتصارات، أين هم الآن أولئك الألمان، ما زالوا يتجرعون هزيمة السقوط في مونديال 2018، أما نحن سنرقص، سنحتفل.. قائدنا ألفيس الأكثر تتويجًا ونحن المنتخب الأفضل في أمريكا الجنوبية، أشعر بماراكانا يحتفل معنا، ويرقص من حولنا.. دعوكم من تلك الذكريات السيئة، ارقصوا السامبا واحتفلوا، أما أنتم يا منتخبات العالم، انتظرونا بلاد الأمازون ستغزوكم مرة أخرى، هذه المرة لن نتوقف ولن نسقط.. انتظرونا".