رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوحش :أندريا أونانا.. عندما ينشأ الحارس الإفريقى فى لاماسيا

أندريا أونانا
أندريا أونانا

رغم مرور عام واحد فقط على مشاركته فى أول مباراة دولية مع منتخب بلاده الكاميرون، إلا أن الحارس أندريا أونانا، أصبح فى وقت قصير جدًا الاسم الأبرز داخل تشكيلة «الأسود».


وعلى مدار سنوات طويلة، اعتدنا داخل القارة السمراء على معرفة مهاجمين أساطير فى تشكيلة الكاميرون، تألقوا فى كبرى الدوريات والأندية العالمية، إلا أن هذه المرة جاء الفريق بأسماء غير معروفة، وتحولت النجومية والشعبية من مراكز الهجوم والوسط إلى حراسة المرمى، فبات «أونانا» نجم الشباك الأول فى تشكيلة حامل اللقب، وأحد أبرز نجوم النسخة الأخيرة من البطولة المقامة حاليًا فى مصر.

«أونانا» حارس واعد يقدم أداءً استثنائيًا، يبشر بمكان محجوز بين الأساطير، ولأنه يسعى إلى أن يكون الأفضل فى تاريخ القارة السمراء فى مركزه، ويثق كثيرًا فى إمكانياته وقدرته على ارتداء أعظم قمصان أندية العالم، لم يجد أى غضاضة فى أن يعلنها بشكل واضح أمس الأول: «لن ألعب لليونايتد».


حارس مرمى لا يزال فى الـ٢٣ من عمره، يخوض مباراة قبل نهائى دورى الأبطال مع أياكس أمستردام، ويخطف الأنظار من الجميع، ثم يقول: «لا لليونايتد»، لأنه لا يزال أمامه الكثير من أجل التطور مع أياكس.. تلك أمور لم تحدث من قبل مع أى حارس إفريقى، وتؤكد لنا أننا فى انتظار كتابة تاريخ جديد لحراس مرمى القارة السمراء.

يتميز «أونانا» عن حراس القارة السمراء بالذكاء الشديد، يشعرك بأنه لاعب مهاجم أو وسط ملعب بالأساس، يُجيد التمركز والتسليم والتسلم بسلاسة، ويبنى اللعب من الخلف وكأنه لاعب ارتكاز، يقرأ التسديدات، ويواجه الانفرادات بشجاعة الأسود.


لاعب ذو تركيبة مختلفة تمامًا عن الحراس الذين نشأوا فى بيئة تتعامل مع الحارس باعتباره كتلة بدنية ترمى يمينًا ويسارًا، وتتدرب بأشكال بدائية، بل نشأ فى أهم مدرسة كرة قدم فى العالم وهى «لاماسيا»، تلك المدرسة الشهيرة والتابعة لنادى برشلونة، التى ترسخ للعب كرة القدم بالعقول لا الأبدان.

يعى «أونانا» تمامًا وهو يرفض مانشستر يونايتد أنه لا يزال شابًا، وأنه فى حاجة للعب فى مكان بعيد عن الضغوط، ليتمرس ويكتسب الخبرات، ويخطط أن يكون الخليفة الشرعى لتير شتيجن، حارس مرمى برشلونة الحالى، فهو لا يزال يحلم بالعودة إلى البيت الذى تعلم فيه فنون كرة القدم.



ومع الكاميرون، فى هذه البطولة، تمكن الحارس الشاب من الاحتفاظ بنظافة شباكه فى أول مباراتين أمام منتخبى غينيا وغانا، ولا يزال يحلم بقيادة فريقه للوصول بعيدًا، لتعويض خسارته دورى أبطال أوروبا، وتنتظره مباراة صعبة أمام بنين، يأمل خلالها فى تحقيق الفوز للعبور فى الصدارة، ويلعب من أجل هدف شخصى أيضًا، وهو العبور إلى الدور الـ١٦ دون استقبال أى هدف، ليبقى علامة مميزة فى هذه البطولة.

ومع الكاميرون، فى هذه البطولة، تمكن الحارس الشاب من الاحتفاظ بنظافة شباكة فى المباريات الثلاث أمام غينيا وغانا وبنين، ولا يزل يحلم بقيادة فريقه للوصول بعيدًا، لتعويض خسارته دورى أبطال أوروبا.