رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

المهمة 3 .. خيارات أجيرى الضرورية أمام أوغندا

جمهور بطولة كاس الامم
جمهور بطولة كاس الامم

بحثًا عن انتصار ثالث وتحقيق العلامة الكاملة، يدخل المنتخب المصرى، غدًا، آخر مواجهات دور المجموعات ببطولة أمم إفريقيا أمام نظيره الأوغندى، صاحب المركز الثانى فى ترتيب المجموعة. كيف يعبر أجيرى الموقعة الثالثة؟، وماذا يحتاج من المباراة؟، وما نقاط القوة والضعف فى الخصم؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى السطور التالية.
اختبار عمر جابر «مهم».. ووجود مهاجمَين شرط أساسى حال الإصرار على المحمدى للاستفادة من العرضيات

تأتى المباراة الأخيرة للمنتخب بمعطيات مختلفة، وأهداف مغايرة تمامًا للمباراتين الماضيتين.
إلى جانب الرغبة فى تأكيد الصدارة، والعبور إلى الدور الثانى على رأس المتأهلين تبرز مجموعة من الأهداف الأخرى التى يجب على خافيير أجيرى الانتباه إليها، لأنه لن يمتلك فرصًا أخرى لتحقيقها.
فشل المنتخب على مدار مباراتين متتاليتين فى تقديم الصورة الأمثل أو حتى الأفضل، وظهر عدد من المشكلات فى الأداء، وفى الأدوار المقبلة وأمام خصوم أقوى ستكون المهمة أصعب كثيرًا، لذلك فإن علاج الأزمات التى وقعت خلال الجولتين الأولى والثانية يمكن تداركه باستخدام أشكال خططية واستبدال عناصر فى الجولة الأخيرة. لعب «أجيرى» خلال مباراة ونصف، أمام زيمبابوى والكونغو، بطريقة ٤/٢/٣/١ وفى الشوط الأخير أمام الكونغو بـ٤/٤/٢، وفى كلتا الطريقتين لم نعرف الكيفية الأفضل لصناعة فرص التهديف، وتم اختصار كل الخطورة فى عمل فردى لـ«تريزيجيه» و«صلاح».
شرحنا على مدار الأيام الماضية الأسباب التى حرمتنا من صناعة الفرص، ووقفت عائقًا أمام تشكيل خطورة على مرمى الخصوم، ويمكن اختصارها فى غياب ابتكار الوسط، وضعف الحلول الفردية على الأطراف.. لكن ماذا عن علاج تلك المشكلات؟
يفتح أجيرى الطرف الأيمن دائمًا أمام أحمد المحمدى ويدفع بصلاح إلى العمق، لكن ماذا نجنى من هذه الفكرة؟
ينجح «المحمدى» فى الوصول إلى المنطقة القريبة من خط مرمى المنافس بالكرة، وهذه ميزة رائعة جدًا فى أى ظهير، لكن بعدها يضطر للوقوف والعودة وهنا لا نستفيد من الفكرة الأساسية لصعوده إلى الأمام.
عندما يصل الظهير الأيمن أو الأيسر لتلك المنطقة فأنت أمام خيارين، العرضية السليمة وهذه ميزة «المحمدى» لكنها لا تتم، لأن الكثافة العددية داخل المنطقة غير متاحة، إذ يكون مروان محسن وحده بين ثلاثة مدافعين، فى حين يظل «صلاح» قريبًا من قوس المنطقة يطلب الكرة من «المحمدى» والمدافع فى ظهره. أما الخيار الثانى فهو أن يكون الظهير الذى يتقدم ويصبح جناحا هجوميا مراوغا وصاحب حل فردى، يُجيد التلاعب بالخصم، وهذه ميزة لا يمتلكها «المحمدى» ولا غيره فى أظهرة الفراعنة، ربما يكون عمر جابر مناسبًا فيها أكثر، لذلك سيكون إقحامه فى هذه المنطقة وتجريبه أحد الحلول المطروحة التى وجب الاستعانة بها فى مباراة أوغندا.
وفى حال إصرارك على «المحمدى» فلا بد أن تتم الاستعانة برأسى حربة يُجيدان ألعاب الهواء، لتحقيق الكثافة العددية فى منطقة جزاء الخصم والاستفادة من قدرات «المحمدى» الجيدة فى إرسال العرضية.
التحول إلى ٤/٤/٢ على الورق بوجود مروان محسن وأحمد على فى المقدمة، ودخول «صلاح» فى العمق مع عبدالله السعيد، ليظل «المحمدى» و«تريزيجيه» جناحين على الأطراف يجعلنا نهاجم بـ٦ لاعبين ونحقق الكثافة المطلوبة، وستكون قدرتنا على صناعة الفرص والوصول إلى مرمى الخصوم بشكل متكرر كبيرة للغاية.
دونجا شرط لظهور السعيد.. أو الدفع بـ«الحاوى» بين صلاح وتريزيجيه

بعد الحديث عن أزمة الأطراف وكيفية حلها، كيف نتعامل مع أزمة العمق فى مباراة غدا
«أجيرى» جرب ثنائية «طارق حامد ودونجا» فى الوديات وفشلت، واستعان بـ«طارق حامد والننى»، ولم تقدم المرجو وإن كانت أفضل من سابقتها.. فهل هناك أفكار أخرى؟.
لو كنت مكان «أجيرى» سأفكر بشكل مباشر فى الاعتماد على «دونجا» فى محور ارتكاز الدفاع وليبرو الوسط بدلًا من طارق حامد، وأستفيد بقدراته فى البناء من الخلف، فهو تميز عن كل لاعبى الارتكاز فى مصر بتلك الميزة خلال هذا الموسم.. لكن ماذا ستفيدنا هذه الفكرة؟.
عبدالله السعيد، الذى ظهر مع بيراميدز بشكل رائع ولا يستطيع تقديم نفس الأدوار مع المنتخب، لن يكون مضطرًا فى وجود «دونجا» إلى النزول لثلث الملعب الدفاعى وطلب الكرة من قلبى الدفاع، لأن هناك لاعبًا يُجيد القيام بالتدرج بالكرة من الخلف مثلما يفعل ببيراميدز.
هنا سنستفيد من أدوار «السعيد» فى الأمام أكثر، سيطلب الكرة فى مناطق متقدمة، وقريبة من مناطق الخصم، لكن «أجيرى» لن يفكر بهذه الطريقة أبدًا ويعتبر الحياة دون طارق حامد مثل باقى الجمهور «انتحارًا»، لكنه لن يجد حلًا جديدًا أو تغييرًا فى الشكل إلا إذا آمن بالتغيير وبالمغامرة.
فى بيراميدز استفاد «السعيد» من أدوار «دونجا» فى المناطق الخلفية، وعاونه إيريك تراورى الذى يشاركه صناعة اللعب ويهاجم بقوة، ويمنحه مساحات كبيرة عندما ينشغل وسط الخصم مع اللاعب الإفريقى، وهذا غير متاح أيضًا لـ«السعيد».
فكرة أخرى نعرفها جميعًا وجربناها كثيرًا وهى عودة «السعيد» كمحور ارتكاز ثان مع طارق حامد، والدفع بصانع ألعاب هجومى مثل وليد سليمان بين «صلاح» و«تريزيجيه»، لتحقيق الزيادة العددية لأصحاب الأدوار الهجومية.
هنا ستتحول الطريقة إلى ٤/١/٤/١ بصعود «السعيد» مع «سليمان» فى عمق الملعب، كما سيكون بمقدورنا الاستفادة بمهاجم ثان مع «مروان» إذا عاد «السعيد» للارتكاز وخرج «الننى» من التشكيل.
أفكار كثيرة تحتاج للتجريب والاختبار حتى لو كانت المباراة مصيرية وستحدد موقعك فى الصدارة، لأن الوقت لن يسمح بتجربة أخرى خلال مشوار البطولة، واستمرار العقم الحالى ربما يرهقنا أمام خصوم آخرين.
الخصم: ثغرات خلف الظهيرين.. وقوة كبيرة فى الكرات العرضية

أوغندا فريق متوازن، لا يضم نجومًا كبارًا، ولا يعتمد على أسماء رنانة، لكنه كتلة جماعية قد تتسب فى إرهاقك إذا تأخر التسجيل، بينما تكون الأمور أيسر إذا سجلت مبكرًا، وسيظهر كثير من العيوب فى الخط الخلفى بالتحديد. أمام الخصوم الكبار مثل مصر لا تندفع أوغندا، تحول الطريقة من ٤/٢/٣/١ إلى ٤/٥/١ ويتم الدفاع بخطين، وهو الشكل ذاته الذى سيخوض به «ديسابر» معركة الغد، مراهنًا على خطف الكرة بمناطق الوسط ثم البناء عبر لاعب الوسط «أوتشو» الذى يحقق عمل التحول السريع بانطلاقاته وتمريراته إلى الرباعى الأمامى. يتميز الفريق الأوغندى بامتلاك خط هجوم قويًا إذا حصل على المساحة سيعاقبك، فى الجهة اليسرى بالتحديد اللاعب إيمانويل اوكوى يشبه «تريزيجيه» فى الأسلوب كثيرًا، يحب استغلال سرعاته فى الثنائيات وسيكون مرهقًا لـ«المحمدى» الذى لا يجد المساندة فى الغالب. كما يراهن «ديسابر» على مرونة فاروق ميا صانع الألعاب الذى يُعد الورقة المرنة التى يستخدمها لإرباك الخصوم، تارة تجده يميل إلى الجهة اليمنى وأخرى يتحول إلى رأس حربة ثان مع «كادو» ليستقبل العرضيات التى يٌجيدها كل من أوكوى ولومالا.
«ميا» لاعب دقيق جدًا، قلما مرر كرة خاطئة، وعندما يرسل عرضية فهى خطرة لا شك، وداخل المنطقة مزعج للغاية، وأبرز ما يميزه أنك لا تستطيع تحديد تحركاته ومراقبته لكثرة الأدوار التى يقوم بها.
ماذا نفعل أمام هذه التركيبة؟
من شاهد أوغندا مرة واثنتين يعرف أن أبرز المشكلات لديه أنه فريق لا يجيد عندما يستحوذ، يجد صعوبات كبيرة عندما تطلب منه التدرج بالكرة من الخلف، هو جيد فقط عندما يلعب المرتد. هنا لو كنت مكان «أجيرى» لتركته يحضر من الخلف، ولما مارست عليه الضغط العالى، لأمنح لاعبيه فرصة التقدم، ثم ممارسة الضغط فى الوسط والحصول على الكرة فى وقت لا يتمركز فيه لاعبو أوغندا بشكل جيد فى المناطق الخلفية، خاصة أن لديه أزمات كبيرة على طرفى الملعب وسنجد مساحات كبيرة لـ«صلاح» و«تريزيجيه». أمام زيمبابوى عندما طُلب من أوغندا الاستحواذ وفرض أسلوبه ظهر الفريق ضعيفًا، وكانت زيمبابوى أخطر ووصلت عبر الأطراف مرات كثيرة وكان بمقدور «بيليات» ورفاقه تحقيق الفوز بعدد كبير من الأهداف، لكن فى مباراة الغد سيظهر أكثر تحفظًا ولن يبحث عن الاستحواذ وسيراهن على إرسال الكرات الطولية للمهاجم الصريح «وميا» الذى سيتحول إلى عمق الملعب بين قلبى دفاع المنتخب.