رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتوهج.. سر تألق تريزيجيه الذى ظلمه الجميع وأنصفه التهديف

تريزيجيه
تريزيجيه


في المباراة الأولى أمام «زيمبابوي»، كان «تريزيجيه» الأفضل هجوميًا، وخطف اللقطة من الجميع بهدف رائع رد به على انتقادات وجهت إليه طوال الفترات الماضية.

وفي ثاني الجولات خرج أفضل لاعبي الفريقين، وأصبح هناك إجماع كبير عليه بين كل متابعي الكرة المصرية: «تريزيجيه الأفضل في المنتخب».

طوال الوقت يبدو «تريزيجيه» اللاعب الأكثر حماسة، الأكثر سعيًا وراء الفرصة، الأكثر بحثًا عن الثغرة، كان يعيبه إنهاء الهجمات وعدم قدرته على تحويل كثير من الفرص إلى أهداف، لكن أحدا لم ينتبه إلى ماهية الأسباب التي تعيق تهديفه، ولا تعطيه حقه كاملًا.

يبذل اللاعب جهودًا كبيرة بعيدًا عن منطقة الجزاء، يدافع كثيرًا، ويساند الظهير الذي يلعب خلفه بما لا يسمح بإتاحة ثغرة للخصم، لذلك قلما تجد فرصة مواتية للخصوم من الجهة اليسرى بخلاف الجهة اليمنى التي دائمًا ما يعاني منها المنتخب.

خلاف ذلك يعود «تريزيجيه» للخلف كثيرًا، ويتسلم الكرة من مناطق متأخرة، ويصعد بها بعد مراوغات وجهد و«سبرنتات» تأخذ منه الكثير، وعندما يقل تركيزه أمام المرمى وتضيع الفرص، يتناسى الجميع كل ما قدّمه في الوراء وما بذله من عطاء، لذلك ظل طوال أشهر طويلة مظلومًا حتى أنصفه القدر بالتسجيل فاتفق الكل على أدواره.

ومن الطبيعي عندما تدخر جهود «صلاح» للثلث الأخير من الملعب وتعطيه فرصة تنظيم الأنفاس، أن يكون أكثر دقة وتركيزا أمام الكرة، هذا بخلاف الذكاء والموهبة اللتين يتميز بهما، لكن إذا وفرت الراحة ذاتها لتريزيجيه وأعفيته من كل هذه الأدوار لتحسنت معدلات تهديفه كثيرًا.

إذا بحثنا عن سبب رئيسي لتطور «تريزيجيه» الدائم فهو التزامه في المقام الأول، فهو لاعب سخر كل حياته للملعب، لا يفكر في أي شئ آخر، لا يختلف مع زميل، ولا يخرج عن النص مع إداري، ولا يعترض على أي مدرب، إذا طلبت منه الدفاع يعود، وإذا قصدته في الوقت الصعب مهاجمًا تجده، وعندما تتعقد الأمور يظهر بدلًا من المرة اثنين وثلاثة.

طموح «تريزيجيه» الكبير في اتخاذ خطوة جديدة نحو دوري كبير واحدا من الأسرار التي دفعته للتألق، وستكون حافزًا للمزيد، وربما تكون الفرصة سانحة له ليكتب اسمه في التاريخ إذا استمر ونجح في أن يكون الأفضل بهذه النسخة من البطولة مع نهاية المشوار.