رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأسطورة..أسامواه جيان على طريق معانقة السماء

أسامواه جيان
أسامواه جيان

لم يرض بفكرة إقصائه عن قيادة المنتخب الغانى، ولما شعر بأن الكفة تذهب ناحية زميله أندريه أيو اعتبر ذلك تقليلًا منه فانسحب وأعلن اعتزاله اللعب الدولى. ولأنه أسامواه جيان، الأسطورة الغانية الحية التى يترقب الجمهور تحقيق مزيد من الألقاب على يديه، كان التدخل على أعلى مستوى فى الدولة، وجاء الحل عبر جلسة استضافه فيها الرئيس الغانى نانا أكوفو أدو، داخل قصر الحكم لإقناعه بالعدول عن رأيه.

الدولة الغانية كلها بكافة مؤسساتها تحركت لأول مرة فى تاريخها من أجل لاعب كرة القدم، بعدما انتفضت الجماهير حبًا فى عطائه وشخصيته التى يوقرها الجميع فى إفريقيا كلها لا غانا فحسب.
ولما جاءت الانفراجة بخبر تراجع «الأسطورة» عن قراره، استجابة منه لطلب رئيس بلاده ونداءات الجمهور، عادت الطموحات الغانية تطفو على السطح من جديد.
هذه الأزمة التى شغلت المهاجم الغانى الرائع والإعلام الإفريقى كله قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا لم تكن ناتجة عن طمع أسامواه جيان، فهو لم يكن طامعًا أو ساعيًا لمجد فردى عندما طالب بحقه فى ارتداء شارة القيادة، لأنه لو كان كذلك لما فرط فى قدرته على تحقيق أرقام أسطورية وخيالية بمجرد مشاركته فى البطولة واتخذ خطوة الاعتزال.
٣ مباريات فقط هى كل ما يفصل «جيان» عن رقم أحمد حسن، عميد لاعبى أمم إفريقيا، أى أنه وبمجرد عبور دور المجموعات بعد المشاركة فى مبارياتها الثلاث سيكون بحاجة لمباراة واحدة فقط كى يصبح «العميد الجديد».
كما أن «جيان» يحتاج لهدف واحد فقط ليكون أول لاعب يسجل فى ٧ نسخ من البطولة، لذا فإن إفريقيا كلها تترقب تسجيل هذه الأرقام القياسية الجديدة التى ستأتى تخليدًا للاعب أسطورة سيبقى فى الذاكرة عشرات السنين وسيحتاج تجاوزها لمعجزة كروية جديدة.
النجم الغانى اتسم عادة بشخصيته القيادية فى الملعب وقدرته على تحفيز زملائه وقدم مونديالًا للتاريخ فى جنوب إفريقيا عندما كانت تفصله خطوة واحدة على قيادة فريقه ليكون أول منتخب فى القارة يصل إلى نصف النهائى، لكن القدر عانده وأهدر ركلة جزاء بعدما وقفت عارضة الأوروجواى ويد «سواريز» ضده فى لحظة تاريخية ستظل عالقة فى أذهان كل عشاق كرة القدم والأفارقة منهم بشكل خاص.
والآن، يأمل المهاجم الغانى الأسطورى فى مصالحة الأقدار ومعانقة السماء وهو يختتم حياته الكروية من الباب الكبير، عندما يتولى قيادة جيل سبق له صناعة المعجزة هنا فى أرض الكنانة عندما تُوج بمونديال الشباب عام ٢٠٠٩، لذا يعود اليوم إلى القاهرة من جديد، آملًا فى استعادة الأمجاد لفريق بلاده.
فى منتخبه، يلعب «جيان» أحيانًا كرأس حربة وحيد وأحيانا أخرى يجاوره إبراهيما أيوه وهما يُجيدان بقوتهما البدنية وذكائهما إرهاق أى خصم، لذا يعول الغانيون كثيرا على هذه الثنائية ويراهنون عليها.
وفى هذه النسخة، سيكون «جيان» مدعومًا بتشكيلة منتخبه التى تعد بين الأفضل فى هذه البطولة، خاصة فى منتصف الملعب الذى يشغله «واتسو»، لاعب نيوكاسل، و«أسامواه»، لاعب إنتر ميلان، و«بارتى» لاعب أتلتيكو مدريد.
كما أنه سيستفيد كثيرًا من قدرات وعرضيات بابا رحمانى، الذى يعد بين أبرز الأسماء المرجح أن تتألق بشدة فى هذه البطولة. «جيان» سيلعب من أجل بطولة تاريخية لبلاده التى صامت كثيرًا عن البطولات، وسيلعب من أجل «عمادة» لاعبى أمم إفريقيا وتصدر عرش الهدافين فى أكبر عدد من النسخ المتتالية، كما سيلعب أيضا لتحقيق الإنجاز الجماعى والطموح الفردى، وكل ذلك سيجعله من بين الألمع فى تاريخ هذه البطولة وربما يفرد له التاريخ صفحة متفردة إلى جوار الأساطير.