رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الراعي يكتب: اليوم يومك يا مصري.. إعجاز وإنجاز

محمد الراعي
محمد الراعي

ساعات وينطلق العرس الافريقي، وتستضيف الملاعب المصرية البطولة رقم 32 في تاريخ القارة الذهبية.

وهذه ليست المرة الاولي التي تنظم فيها مصر البطولة، وسبق ان نظمناها 4 مرات من قبل، ولكن هذه المرة تختلف كثيرا ، وتواجه مصر تحديا  كبيرا وصعوبات اكبر ، خاصة ان الكاف اختار مصر لاستضافة الحدث العملاق قبل 3 شهور فقط، وبعد اعتذار الكاميرون .

ولاشك ان الوقت قصير ولا يكفي للتجهيز والاعداد للتنظيم ، خاصة انها اكبر نسخة في تاريخ البطولة، حيث تم زيادة عدد الفرق المشاركة الي 24 منتخبا ، اي بزيادة ثلث عدد الفرق التي كانت تشارك من قبل.

ولكن كالعادة، كان المصريون ابطالا ورجالا علي قدر المسئولية، وعلي قدر الحدث الكبير، وليس جديدا علي المصريين أن يتحملوا المسئولية التاريخية كشقيقة كبري لدول القارة العريقة. واستطاع المصريون أن يقبلوا التحدي وحققوا الانجازات والمعجزات بمعني الكلمة، وتم تجهيز 6 ستادات في وقت قياسي، لا يصدقه عقل لاستضافة المباريات الرسمية للبطولة ، وتجهيز ملاعب خاصة للتدريب اليومي للفرق الاربعة والعشرين.

ولا أبالغ عندما قلت أن المصريين يصنعون المعجزات، لان حجم الانجاز كبير وفي وقت قصير، وشاهدت بنفسي حجم الاعمال في كل الاستادات التي اصبحت مفخرا وطبقا للمواصفات العالمية، ولا اخفي سرا  ان الدولة المصرية "قيادة وحكومة " سخرت كل مؤسساتها لتحقيق هذا الاعجاز لنشاهد افضل الملاعب بالقارة ، ونشاهد احدث وسائل التكنولوجيا ، بداية توفير احدث الكاميرات لتصوير المباريات وتوفير عدد كبير من الكاميرات الديجتال المحمولة والطائرة في جميع الملاعب والمباريات ، بجانب احدث وسائل التكنولوجيا لتأمين الجماهير بداية من ميكنة التذاكر ونظام "الفان اي دي" واحدث وسائل التفتيش لكشف اساليب الشغب الجماهيري.

وكالعادة تتجلي القدرات الفنية للمصريين، خاصة في حفل الافتتاح المبدع الذي يدل علي عراقة مصر الفرعونية ، وتابلوهات وعروض فنية تعبر عن جميع الدول الافريقية، واغنية البطولة يقدمها المطرب المبدع حكيم، ومطرب نيجيري يغني باللغات الافريقية، ومطربة من كوت ديفوار عالمية تغني باللغة الانجليزية >

بكل صراحة مؤسسات الدولة تحت قيادة الرئيس السيسي بذلوا مجهودا خارقا في وقت قياسي، ويكفي اشادة كل المنتخبات ال23 الذين اشادوا منذ وصولوهم لمطار القاهرة بالتنظيم وحسن الاستقبال وفنادق الاقامة والملاعب ، وكالعادة سيكون الجمهور المصري هو عريس البطولة ، وسنشاهد حضور الكبار والشباب والبنات والعائلات في ملحمة في المدرجات وتشجيع مثالي يؤكد ثقافة وعراقة المصريين "شعب ومسئولين" وحبهم لبلدهم.

وتكتمل الصورة والتابلوه الفني الرائع بالحضور الجماهيري والمستوي الفني القوي لتكون اقوي واعظم بطولة فنيا وتنظيما.

واتوقع ان يكون المنتخب الوطني هو الاقوي والافضل فنيا رغم وجود منافسة شرسة من السنغال والمغرب اقوي المرشحين مع مصر ، بجانب الفرق الكبيرة العريقة الكاميرون وغانا وكوت ديفوار وتونس باعتبارهم المنافس التقليدي في كل البطولات، واتوقع ان تكون هذه البطولة هي الاقوي فنيا  لوجود اكبر كوكبة من اللاعبين يصل عددهم الي 552 معظمهم من النجوم المتألقين في اكبر دوريات العالم ، وتصل القيمة التسويقية لنجوم هذه البطولة لاكثر من 3 مليار دولار.

ويتوقع الجميع ان يتألق النجم المصري محمد صلاح لابهار العالم كالعادة بعد وصوله للنضج الكروي ، ولافضل حالاته وفاز مع  ناديه ليفربول بكأس دوري ابطال اوربا وصعد بالمنتخب الوطني لمونديال روسيا  ولا يفصله عن الفوز  بلقب افضل لاعب في العالم الا الفوز بالكاس الافريقية ليضيف الانجاز الثامن لمصر ويضاعف انجازاته في سجل جوائزه التاريخية.

باختصار لا احد يتصور مدي الانجاز والاعجاز والجهد غير العادي للمصريين في التنظيم للخروج بصورة مشرفة امام العالم خاصة ان مصر ستحقق مكاسب كبيرة علي المستوي الاقتصادي والسياحي والاندماج مع الاشقاء الافارقة للتواكب مع رئاسة مصر  سياسيا للاتحاد الافريقي.

اليوم يومك يا مصري ، سيشير العالم لمجهودات المصريين التنظيمية ، مثلما ابهرنا العالم كله بحفل القرعة تحت سفح الاهرامات ، نعم اليوم يوم جمهورنا الواعي العظيم.

وفي النهاية يبقي ان يحظي منتخب الفراعنة ومدربه اجيري بالدعم الجماهيري لتحقيق الحلم الكبير بالفوز بالكأس الثامنة واسعاد الملايين، ونردد كالعادة "المصريين اهمه..حيوية وعزم وهمه".