رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة نسور قرطاج.. كيف يواجه آلان جريس أزمات تونس فى «الأمم الإفريقية»؟

الكابتن

مع مالى وأنجولا وموريتانيا، وقع المنتخب التونسى فى مجموعة صعبة للغاية ببطولة أمم إفريقيا، خاصة فى ظل المشكلات التى تواجه «نسور قرطاج» فى الآونة الأخيرة. كيف أعد الفرنسى آلان جريس لاعبى المنتخب التونسى للبطولة المقبلة؟، وما الطريقة التى يعتمد عليها وأبرز العناصر فيها؟، وهل تونس بين المرشحين للفوز باللقب؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى التقرير التالى.

أزمة فى حراسة المرمى.. سقوط فى قلب الدفاع.. وظهيران قويان

رغم امتلاك المنتخب التونسى قائمة هجومية من العيار الثقيل، وأسماء لامعة على المستوى القارى فى إفريقيا، لكن تبدو المشكلات التى يعانيها «نسور قرطاج» فى هذه النسخة أكبر من المميزات التى يدخل بها.

فى تونس لا تؤمن الغالبية بأن الكتيبة الحالية قادرة على التتويج باللقب، لكن الفرنسى آلان جريس بدا واثقًا للغاية فى مجموعة اللاعبين التى يمتلكها، وفى قدرته على التعامل مع الخصوم خلال البطولة، وأظهر رغبة واضحة فى المجىء إلى مصر من أجل معانقة الذهب. عندما سألت الصحافة التونسية المدرب الفرنسى: هل تأمل فى الوصول إلى المربع الذهبى؟.. جاء رده: «لا أحب تحديد سقف للطموحات.. أنا أؤمن بالذهاب بعيدًا دائمًا»، لذلك يمكنك استنتاج الفوارق بين طموحات التوانسة وما يسعى إليه المدير الفنى. ربما يمتلك الشارع التونسى والنجوم القدامى هناك ما يبرر موقفهم، فالفريق يعانى من أزمات كبيرة، ويعانى قصورًا واضحًا فى مراكز حساسة تعوق أى فريق عن معانقة الألقاب.

كبرى أزمات «النسور» فى نسخة القاهرة المقبلة هى ضعف مستوى حراسة المرمى بالشكل الذى يجعل المشجع التونسى يضع يده على قلبه طوال الوقت، فما أظهره فاروق بن مصطفى، أو معز بن شريفية، من تدنٍ فنى، وقلة وعى فى التحرك داخل منطقة الستة ياردة، والتعامل مع الكرات العرضية، سيقلل كثيرًا من حظوظ الفريق فى الأوقات الصعبة.

هناك مراكز فى عالم كرة القدم يمكن تقبل القصور فيها، عدا حراسة المرمى، فهو مركز يبدل الأحوال ويجعل من فريق أقل بطلًا، ويسلب فريقًا أقوى حقه فى التتويج، وهذا ما عاناه الجيل الذهبى لكوت ديفوار بقيادة «دروجبا» مع الحارس المتواضع أبوبكر بارى، وكذلك ما يعيشه ليفربول حاليًا مع الحارس العملاق أليسون بيكر، مقارنة بما جرى له من كوارث فى الموسم الماضى فى وجود الحارس الكارثى «كاريوس».

وفى قلب دفاع الفريق التونسى تأتى ثانى الأزمات عند ياسين مرياح وصيام بن يوسف، اللذين لا يتمتعان بالكفاءة الكبيرة، ويتسببان فى كوارث كبيرة بعمق الملعب، فضلًا عن المساحات التى يتركها صعود ظهيرى الجانب فى المنتخب التونسى دائمًا.

فى الجهة اليسرى لدفاع تونس يتألق على معلول الذى يعرفه المصريون جيدًا، وفى الجهة المقابلة فى اليمين يقدم وجدى كشريدة نفس الأدوار الهجومية الكبيرة، لكنك عندما تعتمد على ظهيرين يفضلان التقدم الدائم، والبحث عن الأدوار الهجومية باستمرار فإن الأزمة الدفاعية تزداد وتبرز بشكل كبير، لذلك فإن الفريق التونسى سيعانى كثيرًا على المستوى الدفاعى وفى حراسة المرمى.

 

هجوم صاروخى على الأطراف.. والكرات العرضية أكبر مميزات الفريق

فى الحالة الهجومية يختلف الفريق التونسى عما هو عليه الوضع بالدفاع، لوجود أسماء كبيرة قادرة على صناعة اللعب وخلق الفرص.

يلعب الفريق التونسى فى وسط الملعب بأكثر من شكل، ففى أوقات تكون الطريقة 433 وتتغير إلى 4231 أيضا.

فى وسط الملعب دائمًا ما يكون فرجانى ساسى هو المحرك، ويراهن «جريس» عليه كثيرًا فى عملية صناعة اللعب من عمق الملعب مع نعيم السيلتى، ليبقى إلياس السخيرى، أو بلال السعدانى هو ثالث لاعبى الوسط. يُجيد فرجانى ساسى و«السيلتى» تشكيل خطورة كبيرة فى عمق الملعب، وتمثل تمريراتهما العكسية فى نقل الفريق عبر مرتدات لا تستغرق بضع ثوان للوصول إلى مرمى الخصوم.

ويساعدهما فى ذلك امتلاك الفريق أجنحة رائعة مثل يوسف المساكنى وفخر الدين بن يوسف، وسرعة «معلول» و«كشريدة» فى التحول السريع من الثلث الأخير إلى مناطق الخصوم.

هنا تقوم أفكار المدرب الفرنسى على تحول كل من فخرالدين بن يوسف و«المساكنى» إلى عمق الملعب إلى جوار المهاجم طه الخنيسى، أو وهبى الخزرى، لتكوين خط هجوم ثلاثى، وتحقيق الكثافة العددية داخل منطقة جزاء الخصم.

ويدعم تلك الكثافة بتحول «معلول» و«كشريدة» إلى أدوار الجناحين الهجوميين على الأطراف لتكوين منصات إرسال كرات عرضية لا تتوقف، حيث يتميز اللاعبان بدقتهما فى الباص الطولى أو الكرات العرضية، التى تمثل أبرز أسلحة الفريق التونسى.

وغالبًا ما تنجح تلك الفكرة لإجادة فخرالدين بن يوسف بالتحديد اختيار توقيت دخول منطقة الخصم والتحول إلى مهاجم رئيسى، لاستقبال الكرة فى الوقت المناسب، عوضًا عن إجادته لعب الكرات الهوائية واستقبال العرضيات.

كما يمتلك المنتخب التونسى دكة بدلاء قوية للغاية، وقادرة على تطوير جميع خطوط اللاعب، وتحقيق الفاعلية التى ربما تكون مفتقدة، حيث يتواجد الظهير الأيسر أيمن بن محمد خارج الخطوط، ويمكن استبداله كورقة خططية لتبديل الطريقة باللعب فى منتصف الملعب أمام «معلول» فى بعض الأوقات، لحرمان أى خصم من تشكيل أى خطورة فى تلك الجهة، عوضًا عن تفعيل أدواره الهجومية بشكل أكبر، وهو لاعب يعرفه الجمهور المصرى بشكل كبير من خلال مشاركاته فى دورى أبطال إفريقيا.

كما يستطيع «جريس» تطوير الأداء الهجومى من عمق الملعب من خلال أنيس البدرى، اللاعب صاحب المهارات الفردية الكبيرة، الذى يُجيد اللعب فى مركز الـ10 أو الجناح على أى من طرفى الملعب.

كذلك سيكون واحد من «الخزرى» أو «الخنيسى» بديلًا، وكلاهما يعطى إضافة كبيرة عندما يدخل، ويستطيع تحويل طريقة اللعب إلى 442 بوجودهما فى الجزء الأخير من المباريات عندما تتعقد الأمور.