رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يضيف هازارد إلى ريال مدريد ؟

الكابتن

ضجة كبيرة أحدثتها صفقة انتقال البلجيكي إيدين هازارد من تشيلسي الإنجليزي إلى ريال مدريد الإسباني لمدة 5 سنوات، مقابل 100 مليون يورو، بالإضافة إلى 20 مليون أخرى مرهونة بشروط تتعلق بأداء اللاعب خلال الموسم.

ومابين متفائل بـ«انتفاضة مدريدية» بأقدام النجم البلجيكي، وآخر متشائم من احتمالية فشله ضمن الصفقات التي يحيطها حفاوة جماهيرية واهتمام إعلامي كبير على طريقة فيليب كوتينيو في برشلونة ونيمار دا سيلفا في باريس سان جيرمان، انقسمت الرؤي حول أهم الصفقات الصيفية في كرة القدم هذا الموسم.. فماذا ينتظر هازارد؟ وكيف سيكون مصيره؟

من الأمور الثابتة لدي متابعي ومحللي كرة القدم أن "هازارد" واحد من قلائل يمتلكون مواصفات فريدة في القيادة والتحكم واللعب الفردي، فهو لاعب يستطيع أن يعوض «نقصاً جماعياً» بفعل قدراته، ويمنحك التفوق في أوقات قد لا تستحق فيها.

"هازارد" أينما تواجد يكون كما البوصلة التي توجه السفينة إلى الاتجاه الصحيح، إلى السرعة أو التهدئة، إلى الضغط العالي والهجوم المكثف أو الاتزان وتحقيق كثافة الوسط، لذا تستطيع القول باختصار شديد إنه «عقل المدرب داخل المستطيل الأخضر»، وهو ما افتقر إليه ريال مدريد وبات في أمس الحاجة إليه.

لكن بعيدًا عن ملكاته وقدراته تلك، وما يمكن أن يحدثه في أي فريق بشكل عام، ما الشكل المنتظر لـ«مدريد» بعد وصول هازارد؟

يحب زين الدين زيدان طريقة «4- 4- 2 » وبرع في تنفيذها،  بوجود رأسي حربة هما "رونالدو" و"بنزيما" وخلفهما صانع ألعاب هو "إيسكو". ومع وصول المهاجم الصربي لوكا يوفيتش سيكون بمقدور «زيزو» العودة إلى هذا الشكل المفضل، بالاعتماد على رأسي حربة «بنزيما» و«يوفيتش» خلفها "هازارد".

وفي هذا الشكل ستتنوع أدوار "هازارد"، تارة يطلب الكرة من الجهة اليسري في مركز الجناح وقيادة «أوركسترا اللعب»، وأخرى يقتحم العمق في مركز الـ 10 خلف المهاجمين، وثالثة ينخرط في منظومة الوسط كلاعب رابع مع "كاسميرو" و"مودريتش" وتوني كروس.

 ما أجمل أن يكون صانع ألعابك، وورقتك المرنة صاحبة الأدوار المزدوجة مثل هازارد، ولكن سيعاني "هازارد" من غياب أمور كثيرة تميزت بها حقبة "زيدان" الأولى، يأتي على رأسها تراجع الظهيرين "كارفخال" و"مارسيلو" بشكل كبير بدنيًا وفنيًا، فلم يعد بمقدورهما تقديم نفس الأدوار القديمة كظهيرين يتقدمان بشكل دائم، ويحظيان بملكية كاملة للخط دون مضايقة من لاعب جناح.

كما أن وسط ريال مدريد أصابته شيخوخة "مودريتش"، وتشبع "كروس" الذي تراجع كثيرًا عن حماسة الشباب ودوافع البطولات التي افتقرها مؤخرًا، وفي عدم القدرة علي تجديد دماء تلك المنقطة بورقة جديدة أكثر حماسة ورغبة وأعلى مهارة ستكون الأعباء على عاتق هازارد ثقيلة للغاية.

أضف إلى كل هذه العوامل المحيطة فكرة الضغط المعنوي الكبير الذي يحاصر اللاعب باعتباره «الصفقة المنقذة»، ومع ارتفاع سقف الطموحات وانعقاد الآمال عليه، فإن مهمة إنقاذ فريق تعرض لـ18 هزيمة في موسم واحد ونقله إلى منصات التتويج ستكون صعبة للغاية.

سيحتاج "هازارد" إلى وقت كي يستطيع أن يقدم المرجو منه، وسيكون من الحماقة اعتقاد أن ريال مدريد سيعود إلى «الفريق المعجزة» من اليوم الأول لنزول اللاعب أرض «برنابيو»، لذا على «زيدان» بذل جهود كبير لتهيئة اللاعب ذهنيًا ونفسيًا، وتجريده من كل الضغوطات، والإيمان بأن إعادة بناء فريق مترهل سيتم على مراحل، وعلى الجمهور أن يتفهم ذلك حتى لا يكون المصير غير مرضى.

كان "هازارد" أولى محطات بناء المشروع المدريدي الجديد مع "يوفيتش"، وبات "إيريكسين" متوسط ميدان توتنهام قريبًا للغاية، ومع الصيف المقبل لن يتخلى مدريد عن ضم نجم كبير في الخط الأمامي، من نوعية "صلاح" و"ماني" و"مبابي"، لذا فإن «هازارد الموسم الثاني» سيكون أفضل كثيرًا من نسخة «هازارد الموسم الأول»، لكن إدارة مدريد اختارته ليكون القاعدة التي تتحمل كل محطات البناء القادم.

أما ربط البعض بين "هازارد" وحسين الشحات هو أمر لا يمكن التعامل معه على محمل الجد، فأقل ما يمكن أن يقدمه اللاعب البلجيكي سيمثل إضافة لأي فريق، بينما يحتاج «الشحات» لبذل جهود كبيرة جدًا وتوفيق غير عادي، لكي يكون مقبولًا بين الكبار في موقعه.