رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لوكا يوفيتش.. بديل رونالدو والمنقذ الذي يحتاجه زيدان

لوكا يوفيتش
لوكا يوفيتش

عملية إعادة بناء سانتياجو برنابيو تتواصل، ريال مدريد يعلن تعاقده بشكل رسمي مع الصربي لوكا يوفيتش، مهاجم فريق أينتراخت فرانكفورت الألماني خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

60 مليون يورو وخمسة سنوات مقبلة، هذه التفاصيل المطلوبة من عقد انضمام اللاعب الصربي لسانتياجو برنابيو، ولكن هناك تفاصيل أخرى مهمة، عن استفادة مدريد من يوفيتش، والخيارات التكتيكية التي يمنحها وجوده، أشياء كثيرة.. يخوض الكابتن تفاصيلها في هذا التقرير.

ماذا عن يوفيتش؟

بدأ يوفيتش مسيرته الكروية في الخامسة من عمره بفريق لوزينكا قبل أن يلفت أنظار رابطة تطوير الناشئين، لينضم بعد ذلك إلى فريق ريد ستار بلجراد" النجم الأحمر" وبالفعل انضم لفريق الشباب بالنجم الأحمر في 2012، ثم في موسم 2014-2015 التحق بالفريق الأول في سن السادسة عشر، وواصل التألق حتى انتقل بعد 3 مواسم لفريق بنفيكا البرتغالي في 2016، ولعب للفريق الرديف ثم أعير لأينتراخت في صيف 2017 موسمين مع أحقية الشراء ثم أكمل النادي تعاقده مع اللاعب بنهاية الموسم الجاري وانتقل لريال مدريد.

باختصار كانت هذه رحلة يوفيتش من مغموري لوزينكا إلى محترفي مدريد وأوروبا.

هجوم ريال مدريد

63 هدفًا سجلها هجوم ريال مدريد في الموسم الحالي ببطولة الدوري الإسباني من أصل 38 مباراة، من بينها 21 هدفًا سجلها المهاجم الفرنسي كريم بنزيما في 36 مباراة.

الحقيقة أن الأرقام مخزية مقارنة بما قدمه الملكي في الموسم الماضي، والذي لم يتوج فيه أيضًا بلقب الدوري، ولكن سجل لاعبوه94 هدفًا، بفارق 31 هدفًا عن الموسم الحالي، إذًا هناك أزمة في الطريقة التي يهاجم بها الفريق والأفراد معًا.

يوفيتش المنقذ والـ4-4-2 المقربة لزيدان

ربما يعتقد البعض أن استقدام يوفيتش سيهدد وجود كريم بنزيما في التشكيل الأساسي للملكي، ولكن الحقيقة أن يوفيتش جاء ليكمل الأحجية الخاصة بزيدان، وطريقة اللعب  التي يحبها.

زيدان في فترته الأولى رفقة ريال مدريد اعتمد على خطة الـ4-4-2 بشكل الماسة في منتصف الملعب بالاعتماد على مثلث مقلوب مكون من 3 لاعبين للارتكاز أحدهم دفاعي وكان طوال الوقت كاسميرو، وفوقه كلًا من توني كروس، ولوكا مودريتش لاعبي بوكس تو بوكس، وعلى رأس هذا المثلث لاعب يقوم بأدوار صناعة اللعب خلف المهاجمين.

أهم  مايميز يوفيتش هو إنهاء الهجمات بشكل مميز، وامتلاكه القدرة على التحرك داخل منطقة الجزاء، وشغل المساحات التي يمكن أن يتركها المدافعين بجانب امتلاكه ميزة اللعب بكلتا قدميه والكرات الرأسية.

هل يتذكر أحد ثنائية رونالدو وبنزيما؟ قبل الهجوم، دعونا نتفق أن لا يوفيتش ولا غيره يقارن بكريستيانو رونالدو وقدراته الهجومية، ولكن هناك بعض التشابهات بين الثنائيتين غير وجود بنزيما في كلتاهما إلا أن أيضًا الأخير سيعود للقيام بأدوار تفريغ المساحات وسحب المدافعين إلى خارج منطقة الجزاء لترك باقي الأدوار داخل مربع العمليات للسفاح الصربي القادم.

الاستفادة الأكبر من وجود يوفيتش ستأتي حال نجاح الملكي في استقدام البلجيكي إدين هازارد، من تشيلسي وهي الصفقة التي ستكمل أحجية الـ4-4-2 للمدرب الفرنسي زيدان، خاصة في ظل تدهور العلاقة بينه وبين إيسكو واقتراب الأخير من الرحيل عن الفريق.

وجود هازارد سيضفي المزيد من الحلول الهجومية والمساحات للمهاجم الصربي خاصة في ظل تفضيل البلجيكي للدخول في منطقة الجزاء بجانب رؤيته الجيدة للملعب وتمريراته المميزة في المساحة خلف المدافعين وعلى جانبي منطقة الجزاء.

وقد يتم الدفع بهازارد أيضًا في مركز المهاجم الثاني بجانب يوفيتش وهو الدور الذي قدمه البلجيكي كثيرًا في الموسم الماضي، ويمنحه تقريبًا نفس أدوار بنزيما بالإضافة إلى المراوغات على حدود منطقة الجزاء والتسديدات بعيدة المدى.

الـ4-3-3 والحلول التقليدية

الأمر الثاني الذي يفكر فيه المدرب الفرنسي، هو الثبات على خطة الـ4-3-3، واستخدام يوفيتش كورقة رابحة من على دكة البدلاء، أو البدء في منحه بعض المباريات بالمداورة بينه وبين الفرنسي.

ولكن التقارير التي خرجت من قلب مدريد، وحتى ردود أفعال زيدان نفسه وأحاديثه تؤكد أنه مازال راضٍ عن مواطنه، والـ21 هدفًا الذي سجلهم في الموسم المنصرم.

في هذه الحالة سيقدم يوفيتش دور المهاجم الصريح حال دخوله بدلًا من بنزيما وعلى الجانب الأيمن سيأتي ماركو أسنسيو، وعلى الجانب الآخر إدين هازارد.

وهنا يعتمد على يوفيتش كمهاجم صريح متمركز داخل منطقة الجزاء واستخدام طريقة الهجوم المباشر، عن طريق المراوغات من على الجناحين والكرات العرضية وهي الطريقة التي استخدمها الملكي في فترة زيدان الأولى.


وربما قد يفكر زيزو في منح يوفيتش بعض الأدوار الاستثنائية وإشراكه كجناح أيمن بجوار بنزيما المهاجم وثالثهما هازارد، مع منحه بعض التعليمات بالدخول لمنطقة الجزاء بجوار بنزيما وأحيانًا تبادل الأدوار بينهما بالخروج والدخول من المنطقة وعلى حدودها من أجل إرباك دفاعات الخصوم.

حلول كثيرة، واختيارات أكثر ولكن هناك بسانتياجو برنابيو رجل أصلع يفكر ويعرف جيدًا ماذا سيفعل بالمهاجم الصربي، ولكن أيًا كان ماسيفعله أو الأدوار التي سيمنحها له، الكل في مدريد يتمنى ألا ينتهي به الحال قعيدًا لدكة البدلاء كما ماريانو دياز.