رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلم صلاح.. كيف يلعب ليفربول وتوتنهام نهائي أبطال أوروبا؟

محمد صلاح مهاجم ليفربول
محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي

بعد جهد وعمل كبيرين يبحث كلًا من ليفربول وتوتنهام الإنجليزيين عن جني ثمار السنوات الثلاث الأخيرة عندما يصطدما بنهائي دوري أبطال أوروبا، في التاسعة مساء الليلة، على ملعب «واندا ميتروبوليتانو» بالعاصمة الإسبانية مدريد.


وقدم الفريقان عملًا خياليًا على المستويين الفني والخططي في المواسم الأخيرة، وصولاً إلى مباراة التتويج بأهم بطولة على مستوى الأندية في العالم.


كيف سيلعب «الريدز» و«السبيرز» نهائي دوري الأبطال؟، وما نقاط القوة والضعف في كل فريق، وحظوظ كل منهما في نيل اللقب؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» في هذا التقرير.


ليفربول:

«دفاع الـ 10» من المنافس يصعب المهمة.. والحل في النقل السريع ولعب صلاح وماني بالعمق

في معسكر ليفربول يبدو الجميع واثقًا للغاية من التتويج باللقب، فيورجن كلوب، المدير النفى للفريق، قال إن الخبرات في صالح فريقه، ومحمد صلاح تمنى أن يكون صاحب اللقطة الأبرز بتسجيل هدف الفوز، أما ساديو ماني كان أكثر طمعًا عندما وعد بتسجيل «هاتريك».


ويتفوق ليفربول على توتنهام بالخبرات التي اكتسبها الفريق من خوضه نهائي الموسم الماضي أمام ريال مدريد، عوضًا عن امتلاكه شخصية البطل القادر علي تحقيق المكاسب حتى في أصعب الظروف.


لكن الفريق سيواجه تحديات كبيرة عندما يصطدم بخصم عنيد، كان واحداً وربما الأصعب بين من واجههم على مدى الموسم بعد مانشستر سيتي، فـ«الريدز» استطاع أن يخطف فوزًا صعبًا للغاية على «السبيرز» في آخر مواجهاتهما بـ«البريميرليج» في الثوان الأخيرة من اللقاء، بعد سيطرة وخطورة لفريق توتنهام قبلها.


إذا تحدثنا في البداية عن تشكيل وطريقة لعب ليفربول فإن يورجن كلوب لا يمتلك جديداً، ومن المنتظر أن يبدأ بطريقته المعتادة «4/3/3»، ويعتمد علي أليسون بيكر في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي: ألكساندر أرنولد وفان دايك وماتيب وروبرتسون، وفي وسط الملعب الثلاثي: هندرسون وفابينيو  وفينالدوم، وفي الهجوم: صلاح  وفيرمينو  وماني.


أولى المشكلات التي قد يطصدم بها «كلوب» ورجاله هي ضيق المساحات وقدرة الخصم على الدفاع كتلة واحدة بـ10 لاعبين دون استثناء أي لاعب من منظومة الضغط الجماعي، بخلاف فريق مثل برشلونة الذي لا يدافع فيه لا ميسي ولا سواريز.


كما أن الفريق اللندني يتمتع بقوة بدنية هائلة، وترتفع معدلات جري وقتالية لاعبيه عن أي خصم واجه ليفربول هذا الموسم محليًا أو قاريًا، بينما كان وسط برشلونة مستأنس لا يمارس الضغط ويعاني شيخوخة بدنية واضحة، بجانب قدرته على لعب الكرات الثابتة بشكل جيد للغاية، وهي أمور لم يمتلكها خصوم «الليفر» في المحطات السابقة.


وسيجد «صلاح» و«ماني» صعوبات كبيرة علي طرفي الملعب، حيث يدافع روز ويسانده ديلي آلي في الجهة اليمني لليفربول التي يتواجد بها «صلاح»، وأريكسين مع تريبيير في الجهة الآخري عند «ماني».


هنا يمكن استغلال المساحة في العمق، إذا نجح كلوب في توظيف «صلاح» و«ماني» لللعب في المساحات الميتة ما بين ظهيري الجانب وقلبي دفاع توتنهام، وتوظيف «فيرمينيو» في المساحات الآخري بين خطي دفاع ووسط المنافس، خاصة وأن ديلي آلي وإيركسين يتركان بتقدمهما مساحات كبيرة خلفهما، ولا يستطيع سيسوكو أن يملأ عرض الملعب وحده.


يحتاج ليفربول إلى سرعة كبيرة في نقل الكرة من الخلف إلى الثلث الأخير من الملعب، وعبر عدد تمريرات قليلة، وهنا سيتفقد الفريق كثيرًا لأفضل لاعب يقوم بتلك المهمة وهو نابي كيتا، فرغم تألق فينالدوم فابينيو لا يمتلكا السرعة ولا المهارة التي تميز اللاعب الغيني.


دفاعيًا لن تكون المباراة سهلة علي ليفربول بسبب قدرة لاعبي توتنهام علي صناعة الفرصة بأشكال متعددة، فهو فريق يُجيد الاستحواذ واللعب المنظم إذا أراد، وعندما يدافع يأتي بين أبرز من يُجيد اللعب المرتد ونقل الكرة في ثوان من مرماه لشباك الخصوم.


لذلك يحتاج ليفربول إلى جهود مضاعفة من الثلاثي: فابينيو وهندرسون وفينالدوم، لمراقبة كلًا من ديلي آلي وآريكسين اللذان يأتيان من الخلف بسرعة الصاروخ ويُجيدان استغلال أنصاف المساحات، كما سيكون «صلاح» و«ماني» مطالبان بتقييد أدوار داني روز وتريبيير وحرمانهما من الصعود إلى الأمام لتحقيق الكثافة العددية لفريقهما.


أما أهم محطات دفاع ليفربول فهي فيرمينيو، الذي إذا التزم بمنع سيسوكو من بناء الهجوم من الخلف وارسال الكرات الطولية سيقتل الكثير من قوة الخصم.


توتنهام:


الهجوم المرتد سلاح فتاك.. الكرات الثابتة ودكة البدلاء أوراق قاتلة.. وحيرة بسبب هاري كين.


في توتنهام بدا ماوريسيو بوكتينيو أكثر واقعية أو ربما أكثر مكرًا حينما قال: «ليفربول الأقرب للتتويج، هم عملوا من أجل اللقب هنا ومن أجل الفوز بالبيريمرليج أيضًا، بينما نحن نلعب للتاريخ فقط».


حاول المدرب الأرجنتيني الكبير الذي برهن علي أنه واحد بين عمالقة ينتظرهم المزيد من التألق وتطارده العروض من كبارة القارة، في هذه التصريحات، التجرد من الضغوط وتصوير ليفربول فائزًا قبل المباراة، كي يلعب بكل أريحية، فإذا نجح في التتويج فهي «المعجزة» وإن لم تحدث فالطبيعي أن الفريق الذي أنفق  ما يقرب من 600 مليون يورو في السنوات الأخيرة أن يكون هو البطل.


أمام الأندية الكبيرة مثل ليفربول اعتاد «بوكيتينيو» على طريقة لعب تميل إلى الكثافة العددية في الثلث الأخير أكثر من كونها طريقة هجومية، معتمداً على طريقة لعب «3 / 5 / 2» بوجود 3 لاعبين بقلب الدفاع هم: دافينسون سانشيز وفيرتونخين وألديرفايلد، وفي الجهة اليمنى تريبيير واليسرى داني روز، وفي الارتكاز سيسوكو وأمامه إيريكسين وديلي، وفي المقدمة كلًا من لوكاس مورا ومعه سون.


 أما اذا كان المهاجم الرائع هاري كين جاهزًا بدنيًا وفنيًا سيكون على حساب واحد من الأخيرين، وسيحول طريقة اللعب إلى «3/4/3» هجوميًا و«5/4/ 1 دفاعيًا» بتحويل سون إلى جناح أيسر وديلي آلي إلى جناح أيمن  ويبقى اريكسين وسيسوكو في الارتكاز .


تتميز فلسفة «بوكيتينيو» بالمرونة الكبيرة، فهو مدرب اذا أراد الاستحواذ يحرك لاعبيه إلى الأمام ويمارس الضغط العالي ويُجيد بشدة خطف الكرة في الأمام أو اجبار الخصم علي لعب الكرات الطولية، وإذا أراد الحصول على مساحات يترك الاستحواذ للخصم وينتهج فلسفة الضغط المتوسط والرهان علي سرعات سون وموار ديلي آلي في التحول الهجومي ومباغتة الخصم بالقادمين من الخلف.


سيجد «بوكتينيو» نفسه حائرًا: اللعب بـ«كين» أم الرهان على «مورا» و«سون»؟


في الاختيار الأول أمام مهاجم قناص يهابه الخصوم ويتراجعون خشية منه ويصطاد أنصاف الفرص ويسجل من أماكن غير متوقعة، وفي الثاني منظومة دفاعية متكاملة بـ 10 لاعبين تبدأ الضغط بـ«سون» و«مورا» المهاجمين علي الأطراف، وبالتالي تحرم الخصم من خلق المساحات، ثم الرهان علي الهجوم المرتد.


وبين هذا وذاك سيتحدد شكل الفريق بنسبة كبيرة، وربما يميل مدرب توتنهام إلى البدء ببعض من التحفظ وإبقاء هاري كين خارج الخطوط واعتماد نفس الفلسلفة التي لعب بها أمام السيتي وأياكس، بالرهان علي الهجوم المرتد ولعب الكرات البينية لـ«مورا» و«سون» خلف وبين قلبي دفاع ليفربول، بجانب التميز في الكرات الثابتة وامتلاكه دكة بدلاء رائعة.