رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

جاتوزو الشرق.. لماذا عِشق طارق حامد "فرض"؟

الكابتن

ورثنا في عالم كرة القدم جملة شهيرة يتم استخدامها عندما تمتدح أصحاب الروح القتالية هي: «يضع رأسه في أماكن يخشى اللاعبون وضع أقدامهم فيها».

هي جُملة نُسبت إلى كارلو أنشيلوتي مادحًا المقاتل الإيطالي جاتوزو، وآخرون نقلوها عن مالديني واصفا كارلوس بويول مدافع برشلونة الأسطوري.

ورغم أنها واحدة من بين جمل وكلمات مديح وتصريحات ربما تكون مختلقة لا أساس لها من الصحة إلا أنها صارت عرف متداول، ووصف يلتصق دائمًا بأي من اللاعبين أصحاب الروح القتالية، مهما اختلف لون قميصه أو انتماءاته.

في الكرة المصرية لن تجد أفضل من المقاتل طارق حامد، يصلح لأن يقف إلى جوار هؤلاء الشُجعان في قائمة واحدة، تنطبق عليهم تلك المقولة.

يُشعرك طارق حامد دائمًا بأنه في ساحة قتال، يعمل بنفس الطاقة مهما اختلف الخصم، لا يفرق بين بطل أفريقي أو فريق متواضع في الدوري المحلي، يواجه النجم الساحلي ومنتخبات الكاميرون وغانا، مثلما يلعب أمام الداخلية والنجوم.

رجل لا يحتاج إلى مزيد من الدوافع لكي يٌخرج كل ما لديه، فهو من تلك النوعية التي إذا منحتها دوافع إضافية قد تقسم العالم نصفين، تمامًا مثلما يقول المدافع الإيطالي ماتيراتزي عن صديقه جاتزو.

في معركة «نهضة بركان» الأخيرة، لعب وحيدًا في الارتكاز، وحمل على عاتقه مهمة الضغط واستخلاص الكرة، وتحمل الضعف البدني لكلًا من محمد إبراهيم ويوسف أوباما، ولما غرق في دمائه واضطر إلى استبدال «الشرط» ثلاثة مرات لما يستسلم.

تحمل النزيف منذ انطلاقة الشوط الثاني ولم يشعر المشاهد أنه أمام لاعب مصاب وتتساقط دمائه ولو للحظة واحدة، ليذكرنا بالموقف الذي لا يٌنسي لجاتزو حينما لعب 80 دقيقة كاملة مع فريقه ميلان أمام كاتيا عام 2008  وهو مصاب بالرباط الصليبي.

بات طارق حامد نموذجًا للبذل والعطاء وبرهن على أنه بمقدورك كشخص عادي أن تجعل من نقاط ضعفك أبرز ما يميزك، ويجعلك متفوقًا على الجميع.

لاعب أيقن أنه لا يُجيد المراوغات ولا يحب الانطلاقات، وقليل ما وجد نفسه صانعًا للفرص، فقرر أن يتجاهل كل هذا ويستغل ما يمتلك فقط: «الجري، والقتال، والحرب من أجل استقطاع الكرة».