رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلوب مش بتاع بطولات.. كلوب بتاع معجزات

يورجن كلوب
يورجن كلوب

على خلاف كثيرين لا أفضل المقارنة بين بيب جوارديولا ويورجن كلوب، ليس لأنى أؤمن شخصيًا بأنه كما لا يبنغى مقارنة ميسي بأي لاعب، فجوارديولا هو ميسي المدربين وما ينبغى مقارنته بأي مدرب، بل لأن أرى على النقيض بأن كلوب هو أكثر من استفاد من جوارديولا.

يُحسب لجوارديولا أنه أكثر من دافع عن العوامل المعنوية في مقابل الفنيات، وأول من رفع شعار الاستعداد النفسي والذهني قبل البدني ويُحسب لكلوب أنه ما كابر بل استغل صراعه مع جوارديولا في ألمانيا والتقط منه الجوانب الإيجابية وتجنب سلبياته.

قدّم «كلوب» مع ليفربول نموذجًا في التأهيل النفسي وخلق الحوافز لدى لاعبيه وشكل معهم تجربة فريدة في التحدٍ وتقريب الفجوات المحتملة لأي فريق يدخل في صراع مع منافس قائده بيب جوارديولا.

كان الرهان على العامل النفسي هو الطريق الذي جعل كلوب يقف اليوم بـ97 نقطة على بعد خطوة واحدة من البطل، وواجه صعوبات عديدة لا يمكن لأي مدرب في العالم أن ينجح فيها إلا إذا بارعًا في التعامل النفسي مع لاعبيه.

في البداية، واجه كلوب هذا الموسم تحديًا صعبًا حينما وجد ماني أكثر رغبة في الاقتراب من مرمى الخصوم لتسجيل الأهداف، الذي مثل تهديدًا للتعاون بين خط الهجوم في ظل رغبة صلاح في أن يكون اللاعب الأقرب للمرمى للحفاظ على لقبه.

كان كلوب أمام خيارين أصعب من بعضهما :« أستجيب لماني أم لصلاح؟».

الجميع لاحظ الغيرة بين الثنائي، ماني لا يمرر لصلاح والعكس، كلاهما يسعى لأن يكون بقرب الخط للتسجيل.

الجميع أعلن رأيه أيضًا :«ليفربول سيخسر بسبب الأنا، والبحث عن الإنجاز الفردي».

لكن كلوب وحده آمن بأن الفرصة مواتية ليُصبح لديه محورين لصناعة الفارق هجوميًا بدلًا من اختصار كل شئ بيد صلاح.

رأى أن حماسة ماني هي فرصة ذهبية لخلق حلول جديدة وتخفيف الأعباء عن صلاح أيضَا.

كان كلوب بارعًا في إقناع صلاح بأهمية تقاسم الأدوار مع ماني لصالحه شخصيًا مثلما هو لصالح الفريق، ولذلك استفادت المنظومة الجماعية ولو خسر صلاح قليلًا.

في مباراة ولفرهامبتون الأخيرة، سجل ماني في الدقائق الأول، أشار إلى زملائه بيده :«أسرعوا، هيا بنا»، وأظهر ماني عٌجلة ورغبة كبيرة في تكرار التسجيل.

مع اقتراب المباراة على النهاية كان الجميع في ليفربول سلم الراية، وعلم بأن السيتي منتصرًا على برايتون برباعية وكل شئ قد انتهى، إلا ماني قاتل للحظات الأخيرة من أجل هدف ركز عليه من البداية وهو أن يسجل هدفه الثاني كي يشارك صلاح لقب الهداف فحقق مبتغاه لأنه الوحيد بين كل المتواجدين الذي لعب من أجل هدف بعينه.

علم كلوب محمد صلاح بأنه لا مستحيل مثلما أظهر رسالته لزملائه في الريمونتادا التاريخية أمام برشلونة وزرع في «ماني» الرغبة في العيش من أجل هدف حتى لو افتقد الجميع إلى الرغبة فكان بالموعد.

راهن على «فان دايك» فأصبح المدافع الأفضل في العالم وأفضل لاعبي البريميرليج جميعًا، وبالسلاح ذاته جعل أليسون صاحب القفاز الذهبي والحارس الأكثر تأثيرًا.

خسر «كلوب» اللقب، ربما لأن جوارديولا تفوق عليه كما يتفوق على الجميع في بطولات النفس الطويل، لكن رصيده بقى عندما تُوج جميع لاعبيه بالجوائز الفردية: «ماني وصلاح هدافي البطولة، فان ديك أفضل لاعب، أليسون أفضل حارس».

لم يأتٍ هؤلاء جميعًا وهم الأفضل بل «كلوب» من جعلهم هكذا بسلاحه الذي كان وسيظل: «الطموح، والقتال، والعيش من أجل شئ».

لو لم يكن جوارديولا بنسخته الاستثنائية بين أندية البريميرليج لكانت صناعة تماثيل لكلوب بكبرى الميادين الإنجليزية، فرض عين على الإنجليز جميعًا.

 

97 نقطة رقم كفيل بأن يمنح أي فريق إنجليزي 117 بطولة دوري من أصل 119، لكن القدر شاء بأن يأتي كلوب في زمن بيب.

 

كلوب لم يحصد البطولات بعد، لكنه مازال يؤمن بصناعة المعجزات.