رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة الأساطير.. كيف يلعب برشلونة وليفربول قمة الأبطال؟

الكابتن

في أقوى مواجهات الموسم الكروي 2018- 2019، يستضيف برشلونة الإسباني نظيره الإنجليزي ليفربول، في التاسعة مساء اليوم، في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا.
كيف يخطط أرنستو فالفيردي ويورجن كلوب، المديران الفنيان لـ«البلوجرانا» و«الريدز» لهذه المواجهة؟، وما الصعوبات التي تنتظر كلاهما؟، و ما أدوار الأرجنتيني ليونيل ميسي ونجمنا المصري محمد صلاح في معركة الليلة؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» في هذا التقرير.
ليفربول: التحول السريع وخنق الليو مفتاح الانتصار..
ودور جديد لـ«مو» على طريقة جوراديولا

يدخل ليفربول هذه المواجهة بضغوط أقل من خصمه، وبمعنويات مرتفعة للغاية بعد سلسلة الانتصارات الرائعة التي حققها الفريق مؤخرًا ببطولة الدوري، وتألق نجمي الفريق محمد صلاح، وساديو ماني.
ويُجيد دائمًا الألماني يورجن كلوب، المدير الفني للبايرن، التخطيط للمعارك الكبرى، خاصة عندما يصطدم بأندية تميل إلى الاستحواذ وامتلاك الكرة دائمًا.
وفي مباراة الليلة سيكون كلوب أمام تحدٍ جديد يحتاج لتخطيط مختلف هذه المرة، لوجود الإستثنائي ليونيل ميسي، الذي يستطيع أن يبعثر أوراقك مهما كانت محكمة، ومهما بلغ تركيز لاعبيك.
عادة ما ينتهج «كلوب» في مثل هذه المواجهات أساليب ضغط متنوعة، فتارة يلجأ إلى الضغط المتوسط من منتصف الملعب، وأحيانًا حينما يزداد صحوة لاعبيه يستبدل الشكل إلى الضغط العالي ومطاردة الخصم من مناطقه.. لكن ما هو نوع الضغط الذي يحتاجه الليلة؟
أمام برشلونة ينتصر نوعان، أولهما دفاع متقدم قوي لا يعاني ثغرات دفاعية ولا يتيح للفريق الإسباني إيصال الكرة لـ«ميسي» في الثلث الأخير من الملعب، وهذا قليل للغاية، وآخر يعتمد علي التكتل الدفاعي وتضييق المساحات، على أن يخطف بمرتدة، لذا من المتوقع ألا يقامر الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لـ«الريدز»، بانتهاج فلسفة الضغط العالي، خشية استلام "ميسي" للكرة خلف دائرة الوسط، وهو ما يعني دائمًا «الانتحار» للخصوم.
ربما يفاجئ "كلوب" الجميع بالضغط العالي في العشرة دقائق الأولى أو ربع ساعة، من أجل زرع الشكوك في أنفس لاعبي برشلونة، أو محاولة خطف الكرة بالمناطق الأمامية والتسجيل مبكرًا، لكن اليقين الثابت أنه لا يستطيع أن يلعب مباراة كاملة أمام "ميسي" منتهجًا نفس الفلسفة الانتحارية.
يستطيع «الليفر» بتنظيم عملية الضغط من منتصف الملعب، وتقريب المسافات بين اللاعبين العشرة دون استثناء أي لاعب في منظومة الدفاع، أن يخنق برشلونة تمامًا، وأن يحقق الكثافة العددية حول ليونيل ميسي، وسيساعده في ذلك القوة البدنية الكبيرة للتشكيلة، وقدرة الثلاثي الأمامي (صلاح، ومانى، وفيرمينيو) علي تأدية الأدوار المزدوجة بين الضغط على الخصوم والتقدم والابتكار في الثلث الأخير.
وسيكون بمقدور ليفربول حال نظم عملية الضغط وخنق المساحات أن يصل لمرمي برشلونة عبر عدد تمريرات قليلة جدًا باستغلال سرعات "صلاح" و"ماني"، عبر الانطلاقات خلف ظهيري الجانب.
لكن كيف يوظف "كلوب" محمد صلاح في معركة الليلة؟
في مباراة الليلة هناك عديد من السيناريوهات والوظائف التي قد يؤديها "صلاح":
أولًا إذا ظل "صلاح" في مركزه بالجهة اليمني كجناح هجومي، لن يكون مجرد مهاجم فحسب، بل سيكون هناك هدف أسمى من وجوده بتلك الجهة وهو تعطيل خروج جوردي ألبا الظهير الأيسر لبرشلونة والذي يصل لمناطق الخصوم بمعدلات عالية جدًا قد تفوق أي ظهير بالعالم.
لكن هل يستطيع "صلاح" العودة مع "ألبا" حينما يخرج للمناطق الأمامية؟، واذا كان يستطيع هل يضحي "كلوب" بإرهاق نجمه دفاعيًا؟.
ربما يستعين بأحد لاعبي الوسط "ميلنر" أو "فينالدوم" للقيام بتلك المهمة، لكن المؤكد أن تكليف أحد لاعبي وسط الملعب بالعودة مع ظهير الخصم لن ينجح دائمًا، ولابد أن تأتي لحظات يُشتت فيها لاعب الوسط بين الضغط في عمق الملعب، والخروج على الطرف، بالإضافة إلى أنه يمكن ضرب هذه الفكرة عبر الكرات القطرية والطولية التي يُجيديها برشلونة ويُبدع فيها "ميسي" بالتحديد مع "ألبا".
إذا الحل الأمثل هنا هو إجبار الجناح الأيمن لـ«ليفربول» برقابة ألبا أثناء خروجه.. فما الحل هنا؟
واحدة من الأفكار الجديدة التي يمكن أن يلجأ إليها "كلوب" لمفاجئة برشلونة وعلاج الأزمة هي تحويل المهاجم"ستورديج" إلى جناح أيمن مكان "صلاح"، وترك الحرية لـ"مو" للعب في عمق الملعب والتجول بين الطرفين.
هنا سيتخلص "كلوب" من تكتيف "صلاح" وتحديد منطقة تحركاته، ويمنحه مساحة أكبر لخلق الفرص، وأيضَا سيُجبر "ستدوريج" السريع أيضًا بتقييد حرية حركة "ألبا".
فعلها "جوارديولا" حينما حرر "ميسي" من الخط، وكلف "ايتو" المهاجم بأدواره في ليلة السداسية التاريخية بملعب «البرنابيو» أمام مدريد، فهل يفعلها "كلوب" الليلة ويفاجئ العالم؟

برشلونة: 3 سيناريوهات بين المغامرة والحرص..
اللعب خلف الظهيرين واستغلال لوفرين.. وكلمة السر دائماً البرغوت
هو لا يبدو مدرب برشلونة، وفي أحيان آخري لا يبدو لك أنه مدرب كرة قدم بالأساس، هكذا وصفت صحيفة الباييس الإسبانية المدرب أرنستو فالفيردي.

بالفعل هو رجل محير للغاية، يحصد البطولات والأرقام التي تفوق في بعضها علي بيب جوارديولا وإنريكي، وفي نفس الوقت لايبدو لك كمتابع جيد لبرشلونة أن الفريق بخير.

يحقق الانتصارات لكن في نفس الوقت لم تغب احتمالات الخسارة في أي مباراة مهما بلغت سهولتها.

يسجل الأهداف كثيرًا نعم، لكن بالتوقيت ذاته الوصول إلى مرمى برشلونة ليس أمرًا صعبًا أومعقدًا.

قد تتفهم فلسفة فالفيردي أو تختصرها أحيانًا في كونه رجل واقعي لا يغامر هجوميًا، لكن مالاتستطيع استيعابه هو أن تير شتيجن حارس مرمى الفريق هو أفضل لاعب ببرشلونة والأكثر تأثيرًا في نتائج الفريق بعد ميسي!.

أمر غير معقول أن تكون التصديات الخيالية، وتوقيف انفرادات بالجملة في جميع المباريات هي سر تفوق برشلونة.. برشلونة الذي كان رؤية منطقة جزاءه في حد ذاتها هدف.
في مباراة الليلة من المفترض أن يبدأ برشلونة بشكل هجومي من أجل تحقيق نتيجة جيدة، وهذا يدفعه لانتهاج الطريق الهجومية في عهد "فالفيردي" بوجود "ديمبلي" كمهاجم ثالث مع "ميسي" و"سواريز".
وفي منطق "فالفيردي" الذي يعرفه متابيعه «من خاف سلم»، فالأقرب وهو الاعتماد علي "كوتينيو" بدلًا من "ديبملي" لتحقيق اتزان أكبر في منتصف الملعب.
لكن هناك منطق جديد قد يفاجئ به العالم بمباراة الليلة وهو منطق «الحرص الزائد» في تلك الأدوار المهمة وأمام خصم عنيد مثل ليفربول. ومع هذا الاحتمال الذي قد تستشعره من متابعتك لمباريات برشلونة الأخيرة هو استبعاد "ديمبلي" و"كوتينيو" أيضَا، والرهان علي لاعب صاحب أدوار دفاعية أكبر في منتصف الملعب هو "فيدال".
فيدال؟.. كيف سيكون الشكل هنا؟ سيتبادر إلى ذهنك هذا السؤال مباشرة والإجابة بشكل مختصر هي «4/4/2» بمنهج دفاعي أكبر.
الاستعانة بـ"فيدال" أمر وارد جدًا لعديد الأسباب، وعلي رأسها زيادة عدد اللاعبين المقاتلين وأصحاب الأدوار الدفاعية، والتحول دفاعيًا إلى جناح يساعد "ألبا" أمام "صلاح" اذا بدأ في تلك الناحية، بجانب قدرة "فيدال" علي دخول منطقة جزاء الخصوم في توقيت مثالي، وهي ميزة لا يُجيدها "كوتينو" أو "ديمبلي"، ولا حتي آرثر ميلو لاعب الوسط.
إلى جانب كل هذه العوامل فإن مثل تلك المواجهات الصعبة، وفي مناهج المدربين الواقعيين أمثال "فالفيردي" تُعد الكرات الثابتة والتقاط الكرات العرضية واحدة من أهم المفاتيح، وهنا يبرز "فيدال" بين أفضل لاعبي البارشا إجادة للكرات الهوائية.
اذا سيكون برشلونة أمام 3 سيناريوهات، الأول هجومي بـ«ديمبلي» مع "ميسي – سواريز"، والثاني متوازن بوجود "كوتينيو" بدلًا من "ديمبلي"، والثالث متحفظ بالاعتماد علي "فيدال" بدلًا من هذا الثنائي، أو بدلًا من آرثر ميلو في منتصف الملعب، علي أن يدفع بأيًا من ديبملي أو كوتينيو وهنا سيتجه إلى الاتزان بين الهجوم والدفاع أيضًا.
هذا فيما يتعلق بالشكل.. ماذا عن الحلول التي يمتلكها برشلونة؟
سيعاني برشلونة كثيرًا اليوم إذا حاول الوصول إلى المرمى بعدد تمريرات كبيرة، لذا سيحتاج إلى تكثيف كم الكرات الطولية خلف ظهيري الخصم، واستغلال لحظات تقدم "أرنولد" أو "روبرتسون "في ليفربول.
كما سيكون بمقدور الفريق الكتالوني استغلال ثغرة قلب الدفاع "لوفرين"، فهو امام "سواريز" أقل كثيرًا اذا ركز عليه، بينما ستكون مهمته أصعب مع فان ديك.
تواجد "سواريز" بالقرب من قوس منطقة ليفربول اليوم سيكون مهمًا للغاية، لاستغلال تمريرات "ميسي" المباغتة، فمثل هذه المباريات تُحسم باللحظات المباغتة، لا باللعب المنظم أو المعتاد.
سيستفيد برشلونة جدًا من حالة اليقظة التي يعيشها "سواريز" في الشهور الأخيرة، عوضًا عن رغبته في تحقيق انتصار شخصي علي فريقه السابق، وهو نفس الأمر لـ«كوتينيو» سواء بدأ اللقاء أو حل بديلًا، فمؤكد أنه أمام فرصة تاريخية للتأكيد على قوته وجدواه في «كتالونيا».
وماذا عن "ميسي"؟
سيجد "ميسي" دائًما حصار ثنائي وثلاثي من لاعبي ليفربول، وسيمارس ثلاثي الوسط "هيندرسون" و"فابينو" و"ميلنر" ضغط غير طبيعي عليه، لكن مع ذلك يستطيع أن يستغل ثغرة تركيز لاعبي وسط الليفر علي العمق، وإرسال تمريراته القطرية الساحرة لألبا، أو التمرير البيني لـ«سواريز».
كما أن الخروج علي الجهة اليمني في بعض الأوقات قد يمنحه فرصة كبيرة لتشتيت وسط «الليفر» وإخراجه من عمق الملعب ليستفيد آرثر ميلو في صناعة اللعبة من تلك المساحة، وكذلك راكيتيتش.
"ميسي" قد تزيد العدد حوله، قد تحاول أن تمنعه من صناعة الفرق بالكرة أحيانًا، لكن في التوقيت ذاته لن تسد المساحات والفرص التي ستتاح لغيره بسبب انشغالك به، لذلك دائمًا يبقى ميسي أكثر الفاعلين ولو لم يتحرك بالأساس.
كذلك ستكون الكرات الثابتة لـ«ليو» الليلة معيار مهم في تحديد الفائز، خاصة وأنه يعيش أعلى درجات التركيز، ويريد الجمع ما بين «الليجا» و«الأبطال».