رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمرًا وليس فضلًا.. لماذا يجب ضم عبدالله السعيد لمنتخب مصر؟

الكابتن

عندما قال حسام البدري: «لا بديل لعبدالله السعيد في مصر»، سخرنا جميعًا منه، وذهب الملايين ليطلقون النكات عليه، وكانت جملته هذه مادة للسخرية على مدار أشهر طويلة في صفحات السوشيال ميديا.

مر الوقت، وجرب الأهلي في موقعه أكثر من لاعب، راهن الجمهور على صالح جمعة تارة، وزعموا في أخرى أن ناصر ماهر هو الحل. تعاقد الأهلي مع محمد محمود، وقالوا «الشحات يجيد اللعب في مركز صانع الألعاب».
وبدل «لاسارتي» خططه من أجل سد الفراغ الذي تركه «السعيد»، وباءت كل المحاولات بالفشل، وانتصر البدري على الجميع، وصارت مقولته واقعًا وحقيقة لم يعد الهروب منها مُجديًا :«لا أحد يعوض السعيد في مصر حاليًا».

يومًا تلو الآخر يبرهن «السعيد» على أنه صاحب عقلية فريدة، وشخصية لا تتكرر كثيرًا، بل هو لاعب قادر على إضفاء شخصيته تلك على أي فريق ينضم له.

اقتربت بطولة الأمم الإفريقية من الانطلاق، ولم تعد المكابرة والعناد مُجدية، لا لمنتخب مصر ولا لما نرجوه من البطولة، وبات ضم عبدالله السعيد إلى صفوف المنتخب الوطني فرض عين على خافيير أجيري، الذي لا يستطيع أن يٌقدم للجمهور أي مبرر لاستبعاد أفضل لاعبي الدوري المصري.

في مثل هذه البطولات الكبيرة، لا يكون التذرع بعامل السن مقبولًا، خاصة وأننا أمام لاعب يقدم أفضل مستوى مقارنة بالجميع، فإذا كانت لديك استراتيجية للعمل على المدى البعيد وإعداد جيل جديد للكرة المصرية، فلن يسامحك أحد إذا خسر الفراعنة اللقب هنا في مصر.


حسم لقب البطولة الغالية يحتاج -إلى جانب عناصر الشباب التي نراهن عليها- من يسندها ويقومها ويحملها ويقودها من ذوي الخبرات، وأهل المواقف الصعبة، ولا أجدر هنا من السعيد للقيام بهذه المهمة. 

إعادة المايسترو لأوركيستراه

عانى أجيري مثلما عانى كل مدربي الأهلي من الحصول على صانع ألعاب يسد الفراغ الذي خلفه السعيد.

وافتقد المنتخب لـ «مايسترو» الوسط الذي يقود أوركسترا المنتخب بأكمله، وبدل الطريقة التي اعتمد فيها على طارق حامد وعلي غزال والنني، وأضاف لهم في عمق الملعب الشاب عمار حمدي، الذي ما يزال بحاجة لوقت طويل ليكون قادرًا على قيادة المنتخب.

ومع كل خياراته لم يتوصل «أجيري» إلى من يستطع ملء هذا الفراغ، لذلك سيكون اللجوء إلى السعيد ومحمد صلاح، أفضل خياراته، وسيكون الأفضل لـ 100 مليون مصري.

العقل للجسد

ضم السعيد للمنتخب المصري سيكون بمثابة إضافة العقل لجسد يفتقد لمن يضبط إيقاع أعضائه، سيجعله قادرًا على أن يمتلك زمام المبادرة، وأن يكون الفعل دائمًا لا ردة الفعل، وأن يخلق هوية وشخصية للمنتخب في منطقة الوسط، من خلال ذكائه في التحركات وقدرته الهائلة على تقديم الدعم لزملائه، عبر التمريرات السحرية التي تضع مهاجمي الفراعنة في مواجهة مرمى الخصم، وسيبث فيمن حوله روحه وحماسه وقتاليته والتزامه بالأدوار التكتيكية.

«سنّيد» صلاح

عودة السعيد ستكون بمثابة القطعة الذهبية التي تدير ماكينة الأهداف نجمنا «صلاح»، الذي يفتقد الآن للتمريرات الذكية المفاجئة التي كان السعيد لا يتوقف عن إهدائه إياها.

عودة السعيد تعني وجود ممر ذكي يقرأ التحركات، ويُجيد اختيار وقت التمرير البيني أو الطولي أو القطري خلف مدافعي الخصوم، عوضًا عن دقة قدميه التي يتميز بها عن جميع اللاعبين، ما يعني زيادة عدد فرصنا الهجومية ومعدلات تهديفنا.

سيسهم السعيد أيضًا في التحكم بزملائه، وقيادة المنتخب داخل الملعب، خاصة في ظل وجود لاعب مثل صلاح يحتاج لمن يساعده على الوصول لمرمى الخصم، ويشاركه في مهمة القيادة، مثلما هو الحال مع ميسي الذي يعاني كثيرًا عندما يصبح قائدًا وحيدًا لمنتخب الأرجنتين فلا يجد من بين زملائه من يساعده على لم الشمل ونصح من يخطئ، وتشجيع من يسقط، ودفع من يتراجع.

«جوكر» هجومي

سيعطي «السعيد» المرونة للمدير الفني، فإذا أراد مواصلة اللعب بطريقة 4/3/3 سيكون السعيد واحدًا من صانعي الألعاب، وإذا أراد التحول إلى 4/2/3/1 فلا أحد غيره يُجيد اللعب في مركز اللاعب رقم عشرة، ومعه سيكون بمقدور أجيري التحول إلى أي طريقة لعب، واستخدام الشكل الذي يناسب كل مباراة.