رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الريمونتادا المستحيلة.. كيف يعبر الأهلي صن داونز؟

فريق الأهلي
فريق الأهلي

بفرص ضعيفة للغاية يدخل الأوروجوايانى مارتن لاسارتي، المدير الفنى للأهلى، معركة السبت أمام صن داونز، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال إفريقيا، باحثًا عن إنجاز سيتوقف عنده التاريخ كثيرًا اذا تحقق وعبر الأهلي بسداسية ، بعد أن انتهت جولة الذهاب بخماسية نظيفة لبطل جنوب إفريقيا.


لكن كيف هو الطريق إلى المستحيل؟، وما احتياجات الأهلي للظهور في أفضل حالة وتحقيق أفضل نتيجة أمام خصم عنيد يمتلك العديد من نقاط القوة، ويخطط لتكرار الانتصار؟.. تساؤلات عديدة يجيب عنها «الكابتن» في التقرير التالي.


البدء برأسى حربة.. أدوار مزدوحة لـ«أزارو» وناصر ماهر.. والرسائل النفسية ضرورة


أول شئ يحتاجه الأهلي في معركة السبت هو الجاهزية النفسية للمعركة، فكما كان واضحًا بالذهاب لم يلعب الأهلي من أجل هدف بعينه، وسيكون دخول مباراة السبت بلا حافز أو دافع بمثابة الانتحار والطريق إلى فضيحة لن يسناها جمهور الأهلي أبدًا .
ومع خلق الدوافع والحوافز سيكون "لاسارتي" مطالب أيضًا بمساعدة لاعبيه علي التفرقة ما بين السرعة في نقل الكرة وإنهاء الهجمات من جهة، والاستعجال من جهة أخرى، من أجل رفع معدلات التركيز أمام المرمى والتسجيل بشكل مبكر. 


كل هذه الأمور مهمة للغاية، لكنها ستحدث غالبًا خارج المستطيل الأخضر، فما هو المطلوب فنيًا داخل المباراة؟.
فى مباراة الذهاب أعطى الأهلي رسالة واضحة من خلال الطريقة والتشكيل الذي خاض به الفريق المباراة مفادها :«جئنا لندافع»، ورغم تخلى "لاسارتي" عن استراتيجيته الهجومية المعتادة وزيادة عدد لاعبى الوسط أصحاب الأدوار الدفاعية إلا أن تخوف الأهلي كان سلبيًا للغاية، ومنح الخصم دوافع قوية جعلته يفهم بأن الفرصة باتت مواتية للانقضاض وانتهاز الفرصة.


الليلة يحتاج الأهلي من خلال الطريقة والتشكيلة التي سيخوض بها المباراة أن يُخيف الخصم، وأن يُجبره علي البقاء في مناطقه، وأن يزرع عبر الضغط العالي المتقدم، وزيادة الكثافة الهجومية، الشكوك في نفس لاعبى صن داونز.

على مارتن لاسارتي أن يبدأ المباراة بطريقة أكثر نزعة هجومية عن أي وقت مضى، وأن يستعين بمهاجمين صريحين من انطلاقة اللقاء، حيث يحتاج إلى اللعب المباشر علي المرمى والوصول إلى مناطق الخصم عبر عدد لمسات قليلة ومن خلال الكرات العرضية، فالوقت غير كافٍ للتدوير الكثير والتحضير بالمناطق الخلفية.
ولتحقيق تلك الأمور والتنويع ما بين الاختراق من العمق، واللعب المباشر على المرمى، فإن وجود مروان محسن إلى جوار وليد أزارو أمرًا لا غنى عنه، وسيُجبر ذلك الأمر الخصم على البقاء في مناطقه وعدم التجرأ للقيام بالهجوم على الأهلى أو البحث عن تسجيل الهدف القاتل.


اذا سيكون "لاسارتي" مطالبًا للمرة الأولى بتغيير طريقة اللعب.

ومؤكد أنه لا غنى عن رمضان صبحي في الجهة اليسرى، وناصر ماهر كصانع ألعاب، ليبقى عمرو السولية مع حمدي فتحي في وسط الملعب، وبهذا تصبح الطريقة 4/4/2 ، لكنها تتحول إلى أشكال آخرى بالمرونة وتبادل الأدوار.


وسيكون "أزارو" في أوقات كثيرة مطالب بالقيام بأدوار الجناح الثاني والتحرك في الناحية اليمنى، اذا لعب "رمضان" في اليسري، أو العكس بحسب ما سيستقر "لاسارتي".


كما سيكون ناصر ماهر مطالب بلعب أدوار مزدوجة بالخروج علي الطرف تارة، أو صناعة اللعب من العمق في آخرى، مثلما فعلها تمامًا أمام سيمبا التنزاني في الخماسية التي حققها الأهلي بالقاهرة خلال مشوار هذه البطولة. 
زيادة الكرات العرضية من هانى ومعلول.. واستخدام تغييرات الشحات وأجاي ومحسن.


سيهاجم الأهلي كما شرحنا بوليد أزارو، ومروان محسن، ومعهما ناصر ماهر ورمضان صبحي، فهل 4 لاعبين قادرين علي ابتكار الحلول، وخلق المساحات؟.


مؤكد أن الرهان على المهاجمين وحدهم خيار خاسر، وأن الأهلى بات في حاجة لـ 11 مهاجمًا، فكيف يزود عدد لاعبيه في الثلث الأخير؟.


هنا تبرز أفكار "لاسارتي" التي تميز بها في الانطلاقة المحلية، من خلال تبادل الأدوار بين اللاعبين وعدم التقيد بالمراكز، وهنا سيكون صعود محمد هاني في الجهة اليمني، وعلى معلول في الجهة اليسرى مهم للغاية لفتح عرضي الملعب، مع دخول "صبحي" لصناعة اللعب من القلب، وعمل الثنائيات مع معلول، وكذلك ناصر ماهر مع "هاني".


سيصبح عدد مهاجمي الأهلي في هذا الشكل 6 مهاجمين في الثلث الأخير من الملعب، وهنا لابد أن تزداد عدد الكرات العرضية من "هاني" و"معلول" بكثافة غير مسبوقة بوجود "أزارو" و"مروان" ورمضان صبحي، وخلفهما ناصر ماهر وحمدي فتحي.


يمكن لـ"لاسارتي" أيضًا الاستفادة بقوة من إجادة حمدي فتحي في اختيار التوقيت المثالي للصعود إلى الأمام والتمركز داخل مناطق الخصوم لتحويل الكرات العرضية إلى أهداف، وهنا يزيد عدد المهاجمين إلى 7 لاعبين.
نعم يستطيع الأهلي بهذه الكثافة العددية والتنوع الخططي الوصول إلى المرمى كثيرًا وصناعة فرص التهديف بشكل متكرر، لكن لابد من أن يكون تركيز المهاجمين في إنهاء الهجمات فى أعلى معدلاته.
ومع هذه الحلول التي يمكن لـ"لاسارتي" الاستعانة بها، أو التي يخطط لها بالفعل مثلما ظهر في التدريبات الأخيرة، عليه أيضًا أن يكون ذكيًا في اختيار توقيت التغييرات، وعندما يكون في حاجة إلى ابتكار حل جديد للوصول إلى المرمى فعليه التخلى عن التبديلات النمطية التي تقتصر علي تبديل مركز بمركز، فسيكون توقيت دخول الشحات و"أجاي" وعلى حساب من؟، أمرًا مهمًا في تحديد مدى قدرة الأهلى على زيادة الغلة التهديفية وتسجيل الأهداف، أو العكس.


كما يمكننا القول بأن "لاسارتي" مدرب محظوظ بدكة بدلاء قوية للغاية في وجود صلاح محسن أيضًا، الذي يمكنه منح الأهلي الزيادة العددية في المناطق الخلفية للخصم، وتشكيل خطورة على مرمى صن داونز في الجزء الأخير من المباراة.


الالتزام بالعودة.. حرمان الخصم من التدوير.. تجنب التحضير البطئ


تحدثنا في الجزء الأول والثاني عن الحلول الهجومية وكيف للأهلي أن يصل لمرمى صن داونز، لكن ماذا عن الحالة الدفاعية، وكيف يتجنب الأهلى صعود لاعبي صن داونز؟


قبل يومين صرح "موسيماني" المدير الفني لصن داونز، أنه قادم إلى برج العرب من أجل الانتصار، ولم يخفٍ جهازه المعاون أنه يخطط من خلال التدريبات لتسجيل هدف فى أول 
20 دقيقة بالمباراة، لذلك على الأهلي وهو يهاجم ويبحث عن التسجيل المبكر والمتكرر، أن يكون حذر مما يفكر فيه "موسيماني"، ويدبر له.


أول شئ يحتاجه الأهلي لتجنب مفاجآت الفريق الأصفر 
هو الالتزام الخططي والتكيتكي بالأدوار المرسومة مسبقًا، وبذل جهد بدني مضاعف عن أي وقت.


مطالب رمضان صبحي وناصر ماهر ووليد أزارو بأن يمثلوا أولًا حاجزًا أمام صعود ظهيري صن داونز "لانجيرمان"، و"نجكونجا"، بالإضافة إلى مساندة الظهيرين علي معلول ومحمد هاني حال فقدان الكرة والعودة بسرعة إلى المناطق الخلفية لحرمان جناحي الخصم زواني ومورينا من إيجاد المساحات التي يتألقان فيها.


في مباراة الذهاب ظهرت مساحات شاسعة ما بين الخطوط، خاصة في المنطقة ما بين خطي الدفاع والوسط، والتي استغلها ببراعة مهاجمي صن داونز، فلابد أن يكون "السولية "وحمدي فتحي قريبين للغاية سواء في عملية الضغط المتقدم خلف الخط الهجومي للأهلي، أو بالتمركز أمام قلبي الدفاع في الحالة الدفاعية.


كما أن أيمن أشرف وياسر إبراهيم سيكونا مطالبين بأن يقربا المسافات بينهما ولاعبي الارتكاز في عملية الضغط العالي، وحرمان الخصم من إيجاد المساحة أمامهما للتقدم وصناعة فرص التهديف.


كما أن المهاجم الخطير "سيرنيو" سيبحث دائمًا عن المساحات بين أيمن أشرف وياسر إبراهيم لاستقبال الكرات الطولية والبينية من زملائه كما عادته، وهنا على "إبراهيم" و"أشرف" ألا يخطئا، نعم هي مباراة اللا أخطاء في النواحٍ الدفاعية، واللا فرص ضائعة في المناطق الهجومية، معضلة على لاعبى الأهلي أن يدركوا تفاصيلها، وأن يتعايشوا معها ذهنيًا في المعسكر كي يجدوا حلولًا لها، قبل أن يصطدموا بواقعها المرير.