رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضيحة بروتوريا.. 4 كوارث أسقطت الأهلي أمام صن داونز

الكابتن

في مفاجئة من العيار الثقيل سقط الأهلي بخماسية تاريخية أمام نظيره صن داونز بطل جنوب إفريقيا في لقاء الذهاب بدور الثمانية بدوري أبطال إفريقيا.

 

وبأول اختبار حقيقي وجاد أظهر الأوروجوياني مارتن لاسارتي المدير الفني للفريق، النسخة الأسوأ له منذ قدومه لقيادة الأحمر، وتسببت اختياراته فيما يتعلق بالتشكيل وطريقة اللعب في غياب الفريق تمامًا.

 

فاجئ لاسارتي الجميع بتبديل طريقة اللعب، والاعتماد علي ثلاثي ارتكاز دفاعي بوجود عمرو السولية وأحمد فتحي، وكريم نيدفيد، وبفعل هذا الحرص المبالغ فيه والتراجع إلى الوراء في منح الخصم مساحات واسعة تمكن خلالها لاعبي صن دوانز من تسجيل هدفين بعد أقل من 25 دقيقة في المباراة، وتلاها فرص ضائعة بالجملة، واصطدام تسديدتين بالعارضة.

 

كانت الطريقة 4/3/3 مع إنطلاقة المباراة، مع انفصال تام بين الخطوط الثلاثة، فما أوسع المساحات بين خطي الوسط والدفاع، وكذلك بين ثلاثي الارتكاز والثلاثي الأمامي، في فكرة لم يعتاد عليها الأهلي في أي مناسبة، حيث عزل المدير الفني للفريق جميع اللاعبين وباعد المسافات بشكل مفزع .

 

حاول لاسارتي إصلاح ما أفسده باستبدال محمد هاني بناصر ماهر والعودة إلى الطريقة المعتادة 4/2/3/1 مع إعادة أحمد فتحي إلى الجهة اليمنى، لكن الشكوك قد تمكنت في نفوس لاعبي الأهلي، وظل صن داونز مسيطرًا ومتقدمًا بعدما حاز ثقة كبيرة، نجح في ترجمتها مع انطلاقة الشوط الثاني بهدف ثالث، وبعدها بدقائق سجل الرابع، قبل أن يدخل باكامي لاعب الأهلي السابق ليسجل الهدف الخامس لفريقه الجديد.

 

 

أخطأ لاسارتي كثيرًا لأنه بعث برسالة واضحة للخصم منذ انطلاقة المباراة، ووقع في الخطأ ذاته الذي كلفه الخسارة أمام سيمبا التنزاني وفيتا كلوب الكونغولي، بسبب بحثه عن الدفاع والخروج بالتعادل فنال في كل مرة الهزيمة.

 

وبرزت أخطائه بشكل أكبر عندما أصر على الاعتماد على رمضان صبحي في الجهة اليمنى لمدة 60 دقيقة، حيث حرم لاسارتي فريقه من قوة رمضان المتمثلة في هذه الناحية، عوضًا عن غياب محطة الإمداد لعلي معلول الذي غاب تمامًا بسبب عدم مشاركة رمضان أمامه.

كما لم يستفد من درس القمة بالاعتماد على مروان محسن قليل الحركة والإنتاج والفاعلية في وقت يمتلك فيه المغربي وليد أزارو صاحب أعلى معدلات تحرك.

 

في وجود أزارو كان الأهلي بمقدوره توقيف خط دفاع الخصم وحرمانه من الصعود، وكان باستطاعته أيضًا خلق مساحات في الثلث الأخيرة بفضل القوة البدنية للمغربي، وقدرته علي اختيار المكان الأنسب لطلب الكرة، فضلًا عن امكانياته الرائعة في كسب أي صراع ثنائي، لكن لاسارتي كان له رأي آخر وأصر علي مروان محسن إلى نهاية المباراة رغم عدم حضوره بالأساس.

 

وأظهر لاسارتي خلال المباراة عدم قدرته علي قراءة الخصم وما يدور في الملعب، في الوقت الذي كان مطالبًا فيه بإغلاق الأطراف حول طريقة اللعب إلى مهاجمين صريحين بوجود أجاي إلى جوار مروان تارة، ثم بدخول أزاور إلى جوار مروان في نهاية المباراة.

 

وتسببت هذه الفكرة في حرمان الأهلي من وجود جناحين فاعلين يقوما بأدوارهما المعتادة كما هو الحال في الشهور الأخيرة.

 

وإلى جوار خطايا لاسارتي، بدا لاعبي الأهلي مستأنثين كما لم يكن الأهلي من قبل، وافتقد الجميع للروح المعتادة، فظهروا وكأنهم لم يحضروا إلى جنوب إفريقيا بالأساس، ولم يحاولوا ممارسة الضغط في أي فترة من فترات اللقاء.