رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريو تخيلي.. كيف احتفل نجوم العالم بعشية عيد الميلاد؟

الكابتن

لقد كان عامًا مليئًا باللحظات المؤثرة، الانجازات، والإخفاقات، ولحظات السقوط، اختلطت الدموع  بالضحكات  بنظرات اليأس، لكنه مرّ بحلوه ومره، بعد ساعات معدودة سيصبح كل ذلك من الذكرى،  تاريخ الساحرة المستديرة سيتوقف طويلًا أمام العام الثامن عشر  في الألفية الثانية بعد الميلاد، كيف كنت رقصة جريزمان بنهائي المونديال؟، أو بكاء صلاح مودعًا حُلم نهائي دوري الأبطال، أو انشقاق رونالدو عن كتيبة الملكي، وانضمامه لمافيا يوفنتوس الإيطالية، لحظات كُتبت بأقدام اللاعبين، وعرق جباههم، ربما قد تصبح كتاب مذكرات يقع بعد مئة عام بيد مراهق يعشق الساحرة المستديرة ليعرف كيف مرّ ذلك العام على أجداده.
 

 

أشجار الصنوبر المزينة بالأضواء المبهجة تملأ أركان المنزل ،  راوائح أطباق باييا فالنسيا، والكريمة الكتالونية ، بجانب مقبلات الجمبري بالثوم، تجوب أنحاء الحي كله، هي عشية عيد ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام.

 

"فلتذهب الفيفا واختياراتها للجحيم، هي وفرانس فوتبول الملعونة، لقد كنت أستحق هدية سانتا كلوز الكرة الذهبية وذا بيست، كنت الأفضل، حملت فريقي على أكتافي لبطولتين قاريتين،  وحصدت أكبر البطولات العالمية مع منتخب بلادي"، أنطوان جريزمان يقف أمام شجرة الكريسماس ساخطًا على الفيفا بل على العالم بأكمله.

 

"في كل مرة  سجل فيها البرتغالي مفتول العضلات، أو البرغوث الأرجنيتني هدفًا أمام ليجانيس أو حتى خيتافي، وقفت الجماهير تهلل لهم وتلقبهم بالقادمين من كواكب أخرى، وأنا هنا أدافع عن أولئك الكادحين، نستيقظ كل يوم لنواجه ترهات الحياة، نحارب لنسترد بعضًا مما سلبه منا القدر، وكلما وقف بعض من هؤلاء الصفوة في طريقنا، نشن حربًا مميتة أقتل نفسي كل يوم بها في الملاعب، أجوب شرقها وغربها، لأحقق لقب المونديال، ثم ماذا؟!  يأتي مودريتش ليخطفها مني بمنتهى السهولة، هو أيضًا خاض حروبه الخاصة، لكنه بات من الصفوة، فلتحل الحرب عليهم جميعًا إذًا".

"ماذا علي أن أفعل أكثر من الفوز بكأس العالم؟ هل يجب أن أصعد إلى الله في السماوات العليا وأطلب الجائزة منه شخصيًا، لو كان بمقدوري ذلك ماترددت لحظة، حقًا كانت سنة ملعونة، لكنني سأقاتل مجددًا، سأذيقهم مرارة الهزيمة مرة أخرى، لن يحول بيني وبين أحلامي هذا العام سوى الموت"

 

يقاطعه صوت:" أنا أجمل لاعب على وجه المجرة، وأكثرهم كمالًا، والأفضل في آخر 25 عامًا بل أنا الأفضل على الإطلاق،  دعّك من هذا الحديث ياصديقي جريزمان، لا شيء يتغير بالندم  والبكاء، هذه الحياة ليست للبكائين، عليك أن تقاتل في كل ليلة وكل يوم لأجل أحلامك، دعني أخبرك شيئًا هل تعلم لماذا ظللنا أنا وميسي على القمة طوال تلك السنوات؟

 

يرد جريزمان: لأنك تلعبون في أندية ذات نفوذ طبعًا، وليس أتلتيكو مدريد، نادي الفقراء، والكادحين، أما أنتم فجماهيركم تدهس كل الاستفتاءات بلا رحمة أو هوادة، تستميت في الدفاع عنكم بكل أخطائكم، لا أحد يرى سوى ميسي ورونالدو، لا ثالث لكما!

 

"لا ياصديقي، الأمر ليس كذلك على الإطلاق"، يظهر  بجوارهما ميسي يداعب لحيته بيده، بابتسامة هادئة وحُلة تقليدية من جاكيت بني اللون، وقميص أبيض، وبنطال أسود، وحذاء أبيض: "كلانا كان ينظر دومًا نحو القمة، لم نلتفت إلى كل الأحاديث التي أثيرت عنا، هنا قالوا أننا نكره بعضنا البعض، وهناك تحدثوا عن أننا ندعم العمليات الإسرائيلية في فلسطين وتبرعنا لأجلها!  أما نحن، فلسنا من كوكب آخر، من قال لك أنني لم أتعرض لانتقادات! أو رونالدو؟ ألم يأتك تصريحات مارادونا بأنني أدخل الحمام 20 مرة، أو هوجو جاتي بأن شعبيتي في الأرجنتين تجعلني أمسح حذائه !

 

"وأنا وصفوني بالمنتهي واتهموني بأنني لم أعد قادرًا على مواصلة اللعب، أو حتى رفع قدمي، لكن ماذا فعلنا بعد كل ذلك؟!  نحن الأفضل بلا شك جريزمان ! عقد من الزمان مر  ونحن نقتتل في كل أسبوع بالليجا والأبطال، ندهس الخصوم وكل من يقف أمام أحلامنا، حتى إن كانوا أولئك الكادحين الذين تتحدث باسمهم، يضحك بسخرية، لا دوام في الحياة، الكل يتألق بفترة ثم ينزل عن القمة ليفسح المجال لغيره، ربما هذا هو مايحدث حاليًا ".

"هم على حقٍ ياجريزمان"، يأتي صاحب الصوت من أحد أركان الغرفة، بتصفيفة شعره الكيرلي، ولحيته الثقيلة، هو فرعون الألفية العشرين، محمد صلاح، يرتدي سترة سوداء، وقميصًا من الجينز، وحذاء بني، يواصل: " ماذا تعرف عن الكادحين انطوان ؟؟ أنت تتحدث بإسمهم دائمًا ولكنك أبدًا لن تحيا حياتهم هل جربت 6 أو 7 ساعات من الانتقالات الشاقة بين ناديك ومنزلك، أو أن يخبرك رئيس نادٍ أنك لاتصلح للعب لفريقه؟.

" لا يجب أن تنصت لأصحاب الألسنة السليطة، من يخبروك بأنك لست ناجحًا، كل ماحدث كان ماضيًا، مازال بإمكانك النجاح ياصديقي، لا تدع أحد يخبرك بأنك لا تستطيع فعل ماتريد، كان موسمك رائعًا، حققت أرقامًا مميزة، أدخلت السعادة على قلوب كادحي مدريد، والعالم بأكمله...


الله عليك يا أبو صلاح يافخر العرب، بلهجة عربية مُكسرة، يدخل زلاتان إبراهيموفيتش بحُلة كلاسيكية، ينظر للجميع بتعالٍ كعادته ثم يضحك: عيد ميلاد سعيد أيها الأوغاد، أكمل يا صلاح، أخبرهم عن تلك الليالي القاسية، فلتجلسوا جميعًا بجوار بعضكم وتبكون الصعوبات كمجموعة من الأطفال، فأقصى أحلامكم جميعًا أن توضع صوركم بجوار صورتي، وهذا لن يحدث، كل بطولاتكم، وجوائزكم بدوني لا قيمة لها، فإذا كانت لكرة القدم رب فهو يقف أمامكم الآن".

 
يقاطعه كريستيانو رونالدو: "أخبرنا عن شعورك يامودريتش بأول كرة ذهبية في حياتك؟! بكل صدق كنت سعيد لك ياصديقي لأنك أخيرًا حققت حُلمك، لكنني كنت أستحقها أيضًا، يقولها ضاحكًا.

كيف يمكنني أن أبدأ؟ سأحاول استجماع مشاعري، والتعبير عما بداخلي، في اللحظة التي تسمع فيها اسمك فائزًا بالجائزة تقع على أسماعك كأنها كلمة أحبك تخرج من شفتي محبوبتك لأول مرة،  ثم تعانق الجائزة كأول مرة تحتضن فيها مولودك، يتحدث وعيناه تلمعان بذكريات أفضل ليالي حياته.

يبدو أنكم بدأتم الحفلة بدوني يا أصدقائي، دعوكم من ذلك العام، باقي 10 ثوانٍ على منتصف الليل، فليتمنى كل منكم أمنيته في العام الجديد ويطلب من الله أن يحققها له.. يظهر  أندريس إنييستا، مرتديًا زي سانتا كلوز، يدخل غرفة معيشة منزله، ثم يتساءل: "من سيتمنى أولًا؟

إبراهيموفيتش يقاطع الحديث مجددًا: لا تتمنوا شيئًا لأنني لن أستجيب لكم، فأنا الرب هنا!

9,8,7,6,5,4,3,2,1

بدأ العام الجديد، عشية ميلاد سعيدة يا أصدقائي، فلنشرب نخب آمال العام الجديد ونجاحات العام الماضي.


في انتظار 2019 وماستحمله للساحرة المستديرة ونجومها.