رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحارس البلجيكى السابق جان مارى فاف لـ«الكابتن»: «مارادونا» حرمنا من بلوغ نهائى 1986.. وبإمكان فريقنا الفوز بمونديال 2022

البلجيكي جان ماري
البلجيكي جان ماري فاف

جان ماري فاف هو أحد أساطير حراسة المرمى في بلجيكا وفي كرة القدم الأوروبية. 
فاف، الذي ولد في الرابع من ديسمبر عام 1953، خاض مسيرة دولية رائعة مع المنتخب البلجيكي، في الفترة بين 1976 و1987، لعب خلالها 64 مباراة بين رسمية وودية.
وساهم جان ماري فاف، في وصول بلجيكا إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية عام 1980، أمام ألمانيا الغربية.
وخاض فاف مع منتخب بلاده، نهائيات كأس العالم، عامي 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك.

وساهم جان ماري فاف، في وصول منتخب بلجيكا، إلى الدور نصف النهائي لمونديال 1986، قبل أن يحصل منتخب بلاده على المركز الرابع بالبطولة.
وعلى صعيد مسيرته مع الأندية، لعب جان ماري فاف، مع أندية ليرس وبيفيرين في بلجيكا، قبل أن يخوض التجربة الأهم في مشواره الكروي مع نادي بايرن ميونيخ الألماني، الذي توج معه بالعديد من الألقاب المحلية من بينها ثلاثة ألقاب للدوري الألماني، إلى جانب قيادته الفريق نحو بلوغ بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري موسم 1986-1987، قبل أن يختتم مسيرته مع فريق طرابزون سبور التركي، الذي لعب له خلال موسم 1989-1990.

وأجرى «الكابتن» حوارًا مطولًا مع أسطورة حراسة المرمى في بلجيكا، جان ماري فاف، تحدث خلاله عن ذكريات مشاركاته مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 1982 و1986، وأبرز لحظاته مع المنتخب البلجيكي خلال مونديال المكسيك.
كما تحدث فاف عن المشاركة المقبلة للمنتخب البلجيكي في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، وحظوظه فريقه في المنافسة على اللقب العالمى، إلى جانب حديثه عن المواجهة الودية المقبلة لبلجيكا أمام مصر، التي ستقام قبل أيام قليلة من انطلاق المونديال.

وإليكم نص الحوار..

في البداية، نود أن نعرف ماذا تفعل في الوقت الحالي بعد اعتزالك كرة القدم؟

ما زلت مرتبطًا جدًا بكرة القدم. كثيرا ما أشاهد المباريات في الملعب. في بلجيكا، وأيضًا في ميونخ مرارًا وتكرارًا، أتابع مباريات فريقي السابق بايرن ميونخ على أرضه. أشارك كثيرًا في الندوات وألقي محاضرات هناك حول موضوع "أن تصبح رقم واحد، وأن تبقي دائمًا الأول". ثم أتحدث أيضًا عن مسيرتي المهنية، التي دائمًا أقول فيها إن النجاح لا يأتي من تلقاء نفسه- عليك أن تعمل بجد من أجله وعندما تنجح، عليك تأكيد ذلك.

منذ فترة، نشرت سيرتي الذاتية بعنوان "حياتي: من لاعب كرة قدم في الشوارع إلى حارس مرمى عالمي"، ولا يزال يجري تسويقها حاليًا.

وفي بلجيكا، سأفتتح متحفًا في مسقط رأسي في بيفيرن وأرغب في إنشاء أكاديمية لمدربي حراس المرمى قريبًا.

مشاركتك الأولى بالنسبة لك مع منتخب بلجيكا في كأس العالم، كانت في نسخة عام 1982، فما ذكرياتك عن تلك البطولة؟

أولًا وقبل كل شيء، أتذكر على الفور، المباراة الافتتاحية ضد الأرجنتين، بطلة العالم وحاملة اللقب. لم يكن لدى أحد ثقة في فريقنا في تلك المباراة، لكن فازت بلجيكا "الصغيرة" تغلبت بهدف نظيف على المنافس الذي يضم دييجو أرماندو مارادونا، وماريو كيمبس الذي كان يدربه سيزار مينوتي. 
قدمنا مستوى جيدًا في الدور الأول، ولكن كان علينا العودة إلى ديارنا بعد هزيمتين في الدور الثاني أمام بولندا والاتحاد السوفيتي، حيث افتقدنا بعض اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابة.

جاء منتخب بلجيكا، في الدور الأول للبطولة، في مجموعة ضمت كلًا من الأرجنتين والمجر والسلفادور، فكيف رأيت مسيرة فريقك في تلك المجموعة؟

كانت المباراة ضد الأرجنتين ومارادونا هي الأبرز. كافحنا لتحقيق الفوز على السلفادور بهدف نظيف، ثم تعادلنا 1-1 مع منتخب المجر لنتأهل إلى الدور التالي. في هذه المباراة، تعرضت للإصابة بعد اصطدام مع إريك جيريتس ولم أتمكن من اللعب في المباراتين التاليتين. مع خروج جيريتس أيضًا، لم نتمكن من اللعب بشكل جيد ضد بولندا وروسيا وخسرنا كلتا المباراتين.

شاركت أيضًا مع المنتخب البلجيكي، في كأس العالم 1986 بالمكسيك، فما هي ذكرياتك عن تلك البطولة؟

أولًا وقبل كل شيء، بالطبع، أتذكر مباراتنا ضد الأرجنتين والمواجهة مع مارادونا. كان ذلك أحد أعظم اللحظات في مسيرتي. لكنني أتذكر أيضًا مبارياتنا ضد روسيا وإسبانيا. 

هزت بلجيكا "الصغيرة" عالم كرة القدم في ذلك الوقت. لكننا لم نبدأ البطولة بشكل جيد على الإطلاق. خسرنا 2-1 أمام المكسيك أمام أكثر من 100 ألف متفرج في ملعب "أزتيكا"، ثم فزنا 2-1 على العراق وتعادلنا 2-2 مع باراجواي. ولأننا كنا أفضل فريق يحتل المركز الثالث في المجموعة، تأهلنا إلى الدور التالي. 
وأمام منتخب الاتحاد السوفيتي في دور الـ16، قدمنا مباراة أسطورية ومثيرة، وحققنا الفوز 4-3 بركلات الجزاء الترجيحية.

وأمام إسبانيا في ربع النهائي، أنقذت ركلة جزاء من ركلات الترجيح وبلغنا الدور نصف النهائي. وهناك كان مارادونا هو الذي هزمنا بمفرده تقريبًا، وسجل في شباكي هدفين، لتُحرم بلجيكا من تحقيق الهدف الكبير وهو بلوغ النهائي. لكن بعد المباراة، قمت بتبديل القمصان مع مارادونا وأصبحنا أصدقاء.

ما هي أهم اللحظات التي لا تنساها خلال تلك البطولة؟

أبرز اللحظات هي عند العودة إلى أرض الوطن، بعد أن خسرنا مباراة تحديد المركز الثالث أمام فرنسا بنتيجة 4-2. وهناك في الوطن، كانت الدولة بأكملها تقريبًا على قدميها. لقد تم الترحيب بنا مثل الملوك في مطار بروكسل، وكأننا نحن الذين أحضرنا كأس العالم إلى الوطن وليس الأرجنتين. عندما تم نقلنا من المطار إلى قاعة المدينة في موكب، اصطف مئات الآلاف من الناس في الشوارع وتجمع حشد كبير أيضًا أمام مبنى البلدية للاحتفال بنا. التفكير في الأمر لا يزال يعطيني قشعريرة اليوم. إنه أمر لا يمكن نسيانه.

في رأيك، من هم أصعب المهاجمين الذين واجهتهم كحارس مرمى في مونديال 1986؟

مارادونا بالتأكيد. كان دييجو في ذروة مسيرته في ذلك الوقت، ولم يكن بإمكانك أبدًا إيقافه تمامًا. لكن المنتخبات الأخرى كان لديها مهاجمون جيدون أيضًا. بوتراجينيو مع إسبانيا، هوجو سانشيز مع المكسيك.

حصلت على جائزة القفاز الذهبي كأفضل حارس مرمى في كأس العالم 1986، فماذا تمثل تلك الجائزة بالنسبة لك؟

بالنسبة لي، كانت هذه الجائزة تأكيدًا على أننا قدمنا الكثير بشكل صحيح كفريق في كأس العالم 1986. للحصول على مثل هذه الجائزة، عليك أن تؤدي أداءً جيدًا، لكنك تعتمد أيضًا على زملائك لفعل الشيء نفسه. لذا أرى القفاز الذهبي بمثابة جائزة للمنتخب البلجيكي بأكمله في تلك البطولة.

النجم البرازيلي بيليه اختارك لتكون ضمن قائمة أفضل 125 لاعب كرة حي، فما يمثل لك ذلك الاختيار؟

بالطبع، إنه لشرف عظيم أن يشملك رمز مثل بيليه في مثل هذه الكوكبة اللامعة من النجوم. بالنسبة لي، هذا تأكيد آخر على عملي الشاق طوال مسيرتي الكروية، لأن النجاح لن يأتي إليك، فقط عليك أن تعمل من أجله كل يوم في التدريب.

لعبت لمدة ست سنوات مع فريق بايرن ميونخ، فحدثنا عن تلك الفترة التي لعبت فيها للنادي البافاري؟

أنا فخور جدًا لأنني تمكنت من اللعب في هذا النادي الرائع لمدة ست سنوات. بلا شك، السنوات التي أمضيتها في ميونخ هي أنجح فترة في مسيرتي المهنية. ثلاث مرات بطلًا للدوري الألماني ومرتين كبطل لكأس ألمانيا. كل الألقاب التي استطعت الفوز بها مع بايرن ميونخ ما زالت تجعلني أشعر بالفخر حتى اليوم.

كيف تري المجموعة التي جاء بها منتخب بلجيكا في نهائيات كأس العالم 2022 التي تضم كرواتيا والمغرب وكندا؟

إنها ليست مجموعة سهلة، على الرغم من أنها قد تبدو كذلك على الورق. تمتلك كرواتيا فريقًا قويًا، ويمكن لمنتخب كندا أيضًا التغلب على أي منافس، عندما يكون في حالته الفنية الجيدة. ومع ذلك، أعتقد أن الفريق البلجيكي سيفوز بالمجموعة في النهاية، إذا سارت الأمور بشكل طبيعي.

بعد النتائج الجيدة التي حققها في السنوات الأخيرة وبعد إحرازه المركز الثالث في مونديال روسيا 2018، هل ترى أن منتخب بلجيكا، قادر على الفوز بلقب كأس العالم 2022 في قطر؟

نعم، يمكن لبلجيكا الفوز بكأس العالم. ولكن من أجل ذلك، يجب أن يسير كل شيء بشكل مثالي، ويجب ألا تتعرض لأي إصابات. يجب أن يكون اللاعبون البارزون، مثل دي بروين، على سبيل المثال، في أفضل حالاتهم. إذن فأنت بحاجة إلى بداية جيدة للبطولة، مما يمنحك ثقة إضافية بالنفس وبالطبع الجزء الضروري من الحظ في اللحظات الحاسمة.

بلجيكا ستخوض آخر مبارياتها التحضيرية لكأس العالم 2022 عندما تواجه مصر وديًا يوم 18 نوفمبر الجاري بالكويت. فكيف ترى تلك المباراة؟ وكيف ترى منتخب مصر في الوقت الحالي؟

بالنسبة لبلجيكا، ستكون تلك المباراة بمثابة اختبار هام من أجل وضع اللمسات الأخيرة قبل انطلاق البطولة.. وبالطبع هذه فرصة أخرى للاعبين المتأخرين قليلًا لجذب الانتباه إلى أنفسهم من أجل الاستمرار في محاولة الحصول على مكان في التشكيل الأساسي في أول مباراة للفريق بكأس العالم.
أنا شخصيًا لم ألعب مباراة دولية ضد مصر. لكني أتذكر كأس العالم 2018 في روسيا، والتي شاركت فيها مصر مع أوروجواي وروسيا، كان لديه منافسان قويان في ذلك الوقت، لذلك كان من الصعب التقدم منذ البداية.

عندما أتحدث اليوم عن كرة القدم المصرية، يتبادر إلى الذهن محمد صلاح أولًا وقبل كل شيء، الذي يلعب مع ليفربول الإنجليزي ويؤدي مستوى عاليا هناك منذ سنوات عديدة.

إلى جانب منتخب بلجيكا، ما المنتخبات الأخرى الأوفر حظًا للفوز بكأس العالم المقبلة؟

يتبادر إلى ذهني على الفور فرنسا وإسبانيا. لكن بالطبع هناك أيضًا ألمانيا والأرجنتين والبرازيل.