رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لم تغضب إيطاليا عقب الفشل فى التأهل لمونديال قطر 2022؟

مانشيني وتافيكيو
مانشيني وتافيكيو

تدل رغبة كل من جابرييل جرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، والإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني لمنتخب إيطاليا أنهما لم يتعرضا إلى ضغوط شديدة أو لانتقادات لاذعة خاصة من الجماهير والنقاد عقب الإخفاق في التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة فيفا قطر 2022. 

وكان جرافينا قد أبدى رغبته في بقاء مانشيني على رأس الإدارة الفنية للمنتخب كما كشف مانشيني نفسه عن رغبته في البقاء مديرا فنيا.

وهذا الهدوء في تقبل الإقصاء من التأهل إلى نهائيات كأس العالم هذه المرة يبدو غريبا جدا، ويثير عديدا من التساؤلات لأن هذا عكس ما حدث تماما قبل 5 سنوات، بعد أن فشلت إيطاليا في الصعود إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 تم إجبار كارلو تافيكيو رئيس الاتحاد الإيطالي على الاستقالة بعد أن كان يرفض التقدم بها متمسكا بمنصبه، وقبلها اتخذ تافيكيو آخر قراراته بإقالة الإيطالي جامبييرو فينتورا من تدريب المنتخب فورا.

ربما هذه الحالة من الهدوء الغريب سببها أن هناك حالة من الرضا عن مانشيني، وما قدمه مع المنتخب، وأنه لم يقصر في مهمته بالعكس طور من أداء المنتخب، وحقق نتائج مميزة جدا مثل الحصول على لقب بطولة أمم أوروبا الأخيرة، والميدالية البرونزية في بطولة دوري الأمم الأوروبية، وأن عدم التوفيق فقط هو ما حال دون وصول إيطاليا إلى نهائيات كأس العالم لثاني مرة على التوالي.

وفشلت إيطاليا في بلوغ نهائيات كأس العالم بعد أن خسرت أمام منتخب مقدونيا الشمالية بهدف نظيف في الملحق الأوروبي – دور نصف النهائي. 

ولم يتمكن إيطاليا من التأهل إلى نهائيات كأس العالم مباشرة بعد أن حل وصيفا في المجموعة الثالثة في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم برصيد 16 نقطة جمعها من 4 انتصارات على منتخبات أيرلندا الشمالية، وبلغاريا، وليتوانيا في مباراتي الذهاب والعودة، و4 تعادلات مع منتخبات بلغاريا، وأيرلندا الشمالية، وسويسرا مرتين.

وكان إيطاليا قد أهدر فرصة الصعود المباشر إلى نهائيات كأس العالم بتعادله مع سويسرا بهدف لمثله في الجولة التاسعة قبل الأخيرة على ملعب سان سيرو ( جوزيبي مايتزا ).   

لكن كان أول استحقاق واجهه مانشيني مع إيطاليا كان بطولة دوري الأمم الأوروبية موسم 2018 – 2019، ولم يستطع أن يعبر إلى دور قبل النهائي، حيث احتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط جمعها من انتصار وحيد على منتخب بولندا بهدف نظيف، وتعادلين مع منتخبي بولندا، والبرتغال، وهزيمة وحيد على يد منتخب البرتغال بهدف دون رد.

وفي الموسم التالي تحسن مردود إيطاليا كثيرا إذ تصدر المجموعة الأولى دون هزيمة بـ12 نقطة حصدها من 3 انتصارات على منتخبات هولندا، وبولندا، والبوسنة والهرسك، و3 تعادلات مع نفس هذه المنتخبات.

لكن توقف مسيرته عند دور الـ4، وانهزم على يد منتخب إسبانيا بنتيجة 1 – 2، لكنه تمكن من إحراز الميدالية البرونزية بعد انتصاره على منتخب بلجيكا بنتيجة 2 – 1. 

والاستحقاق الثاني كان التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2020، واحتل مقدمة المجموعة العاشرة بالعلامة الكاملة 30 نقطة جمعها من 10 انتصارات متتالية على منتخبات فنلندا، واليونان، والبوسنة والهرسك، وأرمينيا، وليشتنشتاين. 

وفي بطولة أمم أوروبا نفسها نجح المنتخب الإيطالى في التتويج باللقب لثاني مرة في تاريخه دون أن يتعرض لأي خسارة بعد اللقب الذي أحرته على أرضه في عام 1968. 

فقد اعتلى صدارة المجموعة الأولى بالعلامة الأولى 9 نقاط حصدها من 3 انتصارات على منتخبات ويلز، وسويسرا، وتركيا. 

وفي دور الـ16 تغلب على منتخب النمسا بنتيجة 2 – 1 وبنفس النتيجة على بلجيكا في دور الـ8، وفي دور الـ4 تخطى منتخب إسبانياب صعوبة شديدة بضربات ترجيحية 4 – 2 عقب انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما.

وتكرر نفس السيناريو في المباراة النهائية أمام منتخب إنجلترا، وتغلب بضربات ترجيحية أيضا 3 – 2 بعد انتهاء المباراة أيضا بالتعادل الإيجابي أيضا بهدف لمثله.

إذن أخفق إيطاليا في الإستحقاق الأهم، وهو التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وهذا الإخفاق لم يخطر في بال مانشيني على الإطلاق الذي كان يستعد للمنافسة على لقب كأس العالم.

ولم تيسر إيطاليا مع مانشيني في المباريات الرسمية سوى في 3 مباريات منها مباراتان في دوري الأمم الأوروبية، ومباراة واحدة في الملحق الأوروبي في تصفيات قارة المؤهلة لكأس العالم لكنها كانت هزائم مؤثرة جدا، ومصيرية لأنها غيرت مصير إيطاليا بالكامل في البطولتين، ففي بطولة الأمم الأوروبية منعتها من التواجد في دور نصف النهائي موسم 2018 – 2019، وفي الموسم التالي منعتها من الصعود إلى المباراة النهائية أما الهزيمة الأخيرة في المحلق الأوروبي فقد منعتها من الوصول إلى نهائيات كأس العالم. 

المتابع جيدا لإيطاليا سوف يكتشف أن هناك تراجعا ما طرأ على الأداء والنتائج بعد الحصول على بطولة أمم أوروبا بلا سبب واضح.

ربما الرغبة في استمرار مانشيني أن هناك مشروعا يريدون تنفيذه، وأنه قادر على إعادة أمجاد إيطاليا بالرغم من عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم.